لقد ذكرنا في الجزء الأول بأن هناك العديد من الأسباب التي تسبب في الألآم والتنميل بالأرجل والقدمين، مثل الإصابة بالسكري، نقص فيتامين-ب12، بعض الأنواع من الأدوية التي تستخدم لعلاج أمراض أخرى، وبعض الأنواع من الأورام والأمراض السرطانية، وقد ذكرت بأن المصاب بالسكري بحاجة لعمل بعض الفحوصات والكشوفات لكي يتأكد من أن الأعراض هي بسبب السكري وليست بسبب آخر.
والذي يهمنا في هذه الصحفة هي الأسباب المتعلقة بالسكري، وأوضحت بأن هناك سببين مهمين وهما تصلب الشرايين المغذية للأرجل والقدمين، واللسبب الثاني هو إضطراب الأطراف العصبية الناجمة من السكري (Peripheral diabetic neuropathy). وقد ذكرت في الجزء الأول الأعراض وكيفية علاج مشاكل تصلب الشرايين للأرجل والقدمين. وفي هذا الجزء سنتجدث عن كيفية علاج الألآم والتنميل الناجم من إضطراب الأطراف العصبية الناجمة من السكري (Peripheral diabetic neuropathy).
ملاحظة: الرابط للجزء الأول من المقالة هو:
http://alsukri.blogspot.com/2016/12/1-numbness-and-pain-feet-of-people-with.html
في حالة أن المصاب بالسكري لديه ما يُعرف "بإضطراب الأطراف العصبية الناجمة من عدم التحكم الجيد لمرض السكري (Peripheral diabetic neuropathy). فالأعراض مزعجة للكثير من المصابين بها، فيقوم المصاب بالسكري بوصف الالآم في الغالب كأنها وخز، أو حرقان، أو ألآم حادة، أو كاللسعة الكهربائية، وهناك أيضاً إحساس آخر قد يكون أكثر سوء وهو الشعور بأن قدماه "نائمتان"، أو كشيء يتحرك بداخلهما والتنميل... إلخ من الأعراض المزعجة لهذه الحالة.
وقبل الحديث عن كيفية علاج هذه الأعراض فإنه كما نقول دائماً بأن علاج السكري مبني على مفهوم العلاج الإستباقي (Proactive management) أي الوقائي.
وللوقاية من مشاكل إضطراب الأطراف العصبية الناجمة من السكري فإن التحكم الجيد لسكر الدم من أهم الأمور التي يجب الإنتباه لها وكذلك التحكم في ضغط الدم ، والدهون والكوليتسرول بالدم، والإمتناع عن التدخين، ويجب أيضاً على جميع المصابين بالسكري الكشف على القدمين من قبل أخصائي سكري وذلك بمعدل مرة في السنة لمعرفة ما إذا كان المريض يعاني من إضطراب في الأطراف العصبية أم لا ؟ حيث أن إضطراب الأطراف العصبية في المراحل المبكرة قد يكون غير مصاحب باية أعراض ولا يمكن معرفته إلاّ بالكشف الدوري.
ما هو العلاج في حالة أن هناك التنميل أو الشعور بالسخونة أو الحرقان أو الوخز الشديد بالقدمين؟
الجواب: بالرغم من أنه لا يوجد "علاج شافي" لهذه المشكلة في الأطراف العصبية (أي أن الأدوية التي تُستعمل هي للسيطرة على الأعراض والتنقيص من حدتها وليس لها علاقة بصحة العصب نفسه)، ولكن هناك العديد من الأمور الواجب الإهتمام بها مثل:
1- التحكم الجيد في سكر الدم.
2- هناك العديد من الأبحاث الطبية أوضحت بأن تجنب الإرتفاعات العالية والإنخفاضات الشديدة لسكر الدم (أي منع التذبذب في سكر الدم) يساعد كثير في التحكم والسيطرة على هذه الأعراض.
3- كما أن التحكم في الكوليسترول وضغط الدم هما أيضا مهمان للسيطرة على هذه الأعراض.
4- بالطبع الإمتناع عن التدخين والإمتناع عن شرب الخمر (الكحوليات) أمر ضروري ومهم جداً لسلامة الشرايين بصفة عامة والشرايين التي تغذي الأعصاب أيضاً.
5- الإهتمام بالقدمين شيء ضروري جداً مثل نظافة القدمين، وتقليم الأظافر، ولبس الحذاء المناسب، والكشف الذاتي على القدمين (وهذه النقطة بالإضافة إلى أنها مهمة كعلاج لمشاكل الأعصاب بالقدمين فإنها مهمة جداً للوقاية من المضاعفات الخطيرة التي يجب على جميع المصابين بالسكري تجنبها وهي بتر الأطراف).
6- نأتي الآن للأدوية التي تساعد في تنقيص هذه الأعراض والتقليل من حدتها، في الحقيقة لا يوجد دواء محدد يمكننا أن نقول إنه الأفضل. ولكن بالنسبة لي فإنني لاحظت (حسب خبرتي مع مرضاي) بأن الخليط من ثلاث أدوية كان له تأثير جميل على المصابين بالسكري الذين أقوم بعلاجهم ، وهذا الخليط من الثلاث الأدوية يتكون من:
أ- أقراص فيتامين-ب (Tri-B tab.).
ب- أقراص فيتامين-د (Vit-D) ولكن بعد التأكد من أن هناك نقص به من خلال تحليل الدم.
ت- أحد الأدوية الآتية ، الإيميرامين (Imipramine)، أو الثايوتاسيد (Thiotacid) أو الليريكا (Lyrica) أو التكريتول (Tegretol). وبالطبع إختيار أحد هذه الأدوية يعتمد على نوعية المصاب بالسكري وخبرة الطبيب ووصف الأعراض التي يعاني منها المصاب بالسكري.
ملاحظة مهمة: العلاج سيستمر لمدة في بعض الأحيان لا تقل عن ثلاثة أشهر كما أنه من المتوقع أن يبدأ المصاب بالسكري بالشعور بالتحسن بعد مرور إسبوع إلى إسبوعين من البدء بهذا الخليط من الأدوية.