الثلاثاء، 30 أغسطس 2016

كيفية علاج إرتفاع الكوليسترول السيء والدهون للمصابين بالسكري ! How to treat LDL-C & fats for people with diabetes


هناك العديد من الأسباب لإضطراب الدهون والكوليسترول بالدم.

الإصابة بالسكري هي أحداها ، وإضطراب الدهون والكوليسترول بالدم لدى المصابين بالسكري يكون في الغالب بزيادة الكوليسترول السيء (LDL-c) وزيادة الدهون الثلاثية (Triglyceride) ونقص الكوليسترول الجيد (HDL-c) ، هذه الثلاث مع بعض.

فلو أن هناك زيادة في الدهون الثلاثية فقط أو زيادة في الكوليسترول الكلي فقط لدى المصاب بالسكري ، ففي الغالب يكون السبب في إضطراب الدهون والكوليسترول شيء آخر وليس الإصابة بالسكري.

على أية حال عندما يكون الإضطراب في الدهون والكوليسترول بسبب السكري فوجب الإهتمام أولاً بتنقيص الكوليسترول السيء حتى يصبح أقل من 100 ملجم/دل (وفي بعض الأحيان حتى يصبح أقل من 70 ملجم/دل). ثم بعد أن يتحسن معدل الكوليسترول السيء ففي الغالب ستتحسن معه الدهون الثلاثية. ولكن لو تحسن الكوليسترول السيء وكانت الدهون الثلاثية مرتفعة جداً فيجب تغيير العلاج وإستهداف الدهون الثلاثية حتى تصبح أقل من 150 ملجم/ديسيلتر.

السؤال: كيف يتم علاج زيادة الكولسترول والدهون بالدم بسبب السكري؟

الجواب: ليس بإستعمال الدواء فقط بل هناك أمور أخرى لا تقل أهمية عن إستخدام الدواء وهي:-

1- يجب الإهتمام بالأكل الصحي مثل الإبتعاد عن تناول الدهون المشبعة (أي المشتقة من الحيوانات) ، فيُفضل إستخدام الزيوت النباتية للطهي مثل زيت الزيتون أو زيت الذرة. ويُفضل أكل وجبة سمك (مرتين في الإسبوع) ولو كان المصاب بالسكري لا يحب السمك فبالإمكان إستعمال أقراص الأوميجا-3 ، ويُفضل أيضاً تناول لحم الدجاج والإبتعاد عن اللحوم الحمراء.

2- ممارسة الرياضة (مثل رياضة المشي) بمعدل 30 دقيقة يومياً وعلى الأقل 5-أيام في الإسبوع.

3- كما ذكرت يجب أن تكون أولوية العلاج هي تنقيص الكوليسترول السيء وذلك بإستخدام أحد أدوية الستاتين مثل الأتورفاستاتين (atorvastatin) المعروف بالـ "طاهوور" بجرعة 20 ملجم/في اليوم أو إستخدام دواء الروزوفاستاتين (rosuvastatin) المعروف بالـ "كريستور" بجرعة 10 ملجم/يوم.

السؤال: كم هي المدة المتوقعة لعلاج إرتفاع الكوليسترول ومتى يرجع للمعدل المطلوب؟

الجواب: في الغالب سيحتاج المصاب بالسكري حوالي 3-6 أشهر حتى يحقق معدل كوليتسرول بالدم للقيم المطلوبة. ولكن من المهم أن يقوم المصاب بالسكري بإعادة تحليل الكوليسترول السيء بعد ثلاثة أشهر من البدء بالعلاج ولو كان قيمته في تناقص فالإستمرار بالعلاج وبنفس الجرعة مدة ثلاثة أشهر أخرى، أما لو لم يتحسن مستوى الكوليتسرول السيء بعد ثلاثة أشهر وجب زيادة جرعة الدواء المستعمل.

السؤال: عندما يصبح الكوليسترول السيء في القيمة المطلوبة هل أقوم بتوقيف علاج الكوليسترول؟

الجواب: لو كان المصاب بالسكري عمره أكثر من 40 سنة فإنه من الأنسب الإستمرار بأخذ جرعة قليلة من أدوية الستاتين مثل (10 ملجم/في اليوم أتورفاستاتين) وذلك من أجل الوقاية من أمراض القلب والشرايين. (حتى لو كان الكوليسترول والدهون جيدة).
أما لو كان المصاب بالسكري عمره أقل من 40 سنة فإنني في الغالب أقوم بتوقيف العلاج ثم إعادة تحليل الكوليسترول السيء والدهون كل 3-6 أشهر. ولو حدث إضطراب في نتجية التحليل نبدأ مرة أخرى في العلاج.

الأحد، 21 أغسطس 2016

مفاهيم خاطئة عن السكري ! Misconceptions about diabetes


في الحقيقة هناك العديد من المفاهيم الخاطئة عن الإصابة بالسكري والتي يتداولها المصابون بالسكري بينهم بدون التأكد من صحتها الأمر الذي يسبب في تأخر أخذ العلاج اللازم أحياناً أو الإستعمال الخاطئ لعلاج السكري الأمر الذي يترتب عنه حدوث مشاكل للمصابين بالسكري كان من السهل جداً تفاديها. وسأكتفي بذكر 12 من هذه المفاهيم خاطئة.

((1- أنا طبيبي قال لي بأن السكري لدي بسيط أو سكري هامشي)) 
، في الحقيقة إمَا أن تكون مصاب بالسكري وإمَا أنك غير مصاب بالسكري ، فلا يوجد شيء إسمه سكري بسيط أو سكري هامشي، قرأتان فقط لسكر الدم أكثر من 126 ملجم/ديسيليتر وأنت صائم، فإن هذا يعني أنك مصاب بالسكري وعليك التعامل مع السكري بجدية من البداية والبدء بالعلاج الطبي، وتعلم كيفية التعامل مع السكري وإكتساب المهارات الأساسية للتعامل مع الإصابة بالسكري وذلك لتفادي حدوث مضاعفات السكري وخاصةً المزمنه منها. فإنتبه لا يوجد سكري بسيط أو هامشي.

((2- أنا لا أعرف لماذا أُصبتُ بالسكري بالرغم من أنني لا ءأكل الحلويات والسكريات))
 ، هناك شيء مهم وهو أن كل ما نأكله من النشويات (سواء الحلويات أو المعجنات مثل الخبز والمكرونة والرشدة والكسكسي والأرز..إلخ) كلها تتحول إلى جلوكوز (سكر) ثم تمتص في الدم، فالمهم في الحقيقة هو كمية الأكل وليس نوع الأكل أقصد أنه كلما زادت كمية السعرات الحرارية المأكولة مع عدم إستخدامها وحرقها (بالرياضة والحركة) كلما كان الإنسان عُرضة إلى السمنة الأمر الذي يجعله عُرضةً لحدوث الإصابة بالسكري النوع الثاني، فالمهم في إصابتك بالسكري هو السمنة وليس كمية السكريات التي تأكلها، مع ملاحظة هامة وهي أن الحديث هنا عن النوع الثاني من الإصابة بالسكري.

((3- بعد أن تم تشخيصي بالسكري فإنني إمتنعت عن أكل النشويات حتى لا يرتفع سكر الدم)) 
، الإمتناع التام عن أكل النشويات خطأ وبالرغم من أن النشويات تزيد من سكر الدم حتى للأشخاص الغير مصابين بالسكري، ولكن من المهم جداً للمصابين بالسكري أن يأكلوا النشويات (مثل الخبز والمكرونة والرشدة والكسكسي والأرز..إلخ) ولكن بقدر معلوم بحيث لا يتجاوز 50% من كمية الأكل في الوجبة الرئيسية الواحدة (أي حوالي سبعة إلى ثمانية ملاعق من ملاعق الأكل المعروفة)، لأن عدم تناول النشويات والإمتناع عنها سيسبب في فشل بالجسم وعدم القدرة على النشاط الجسدي لأن النشويات هي المصدر الأساسي للطاقة التي يحتاجها الجسم لأداء وظائفه الحيوية، ثم بالإضافة إلى النشويات فإنه بإمكان الشخص أن يُكثر من أكل الخضروات والسَـلَطات.

((4- يبدو أنني في مرحلة الخطر الآن لأن الطبيب قال لي بأنني بحاجة إلى حُقن الإنسيولين))
 ، بالطبع الحديث هنا عن النوع الثاني من الإصابة بالسكري، في الحقيقة لا أدري ما السبب في هذا المفهوم ولكن ربما لأن هناك بعض الأشخاص بدأو يستخدمون في حُقن الإنسيولين في مراحل متقدمة من إصابتهم بالسكري (أي بعد حدوث المضاعفات المزمنة للسكري) ، وهذا المفهوم في الحقيقة ليس صحيحاً فإنك ستحتاج إلى إستخدام حُقن الإنسيولين في أية لحظة يراها الطبيب أنها مناسبة وذلك لأن جسمك أصبح بحاجة لها. فإجتياجك للإنسيولين له علاقة بالتحكم في سكر الدم وليس له علاقة بخطورة المرحلة التي وصلت إليها.

((5- البدء بالإنسيولين للمصاب بالنوع الثاني من السكري معناه أنه تحول وأصبح لديه السكري النوع الأول)) 
، لا ليس الأمر كذلك ، صحيح أن الإنسيولين هو العلاج المستخدم لعلاج النوع الأول من السكري ولا يمكن علاج النوع الأول من السكري بإستخدام الأقراص الخافظة لسكر الدم، ولكن ليس بالضرورة أن كل الذين يستخدمون في الإنسيولين هم من النوع الأول السكري، فكما ذكرت في النقطة رقم 4 أعلاه فإن هناك العديد من المصابين بالسكري النوع الثاني سيستخدمون الإنسيولين في مرحلة معينة من مراحل إصابتهم بالسكري.

((6- قيل أن الإنسيولين يسبب في مضاعفات السكري)) 
، الإنسيولين يحمي من مضاعفات السكري وليس سبباً لها، والإنسيولين هو هرمون أساسي، والإنسيولين المصنّع حديثاً هو شبيه للإنسيولين البشري تماماً وهو نقي جداً، وهذا الأمر يجعل المضاعفات نتيجة الإنسيولين قليلة جداً. كما أن هناك العديد من الأبحاث المهمة والتي أوضحت بأنه لا توجد أية علاقة بين إستخدام الإنسيولين وزيادة مضاعفات السكري. بل بالعكس فإن معظم الدرسات الهامة أوضحت أن إستخدام الإنسيولين بصورة صحيحة يحد من حدوث المضاعفات للسكري بقيم كبيرة جداً.

((7- أشعر بأن حالتي الصحية جيدة فما الذي يجعلني أهتم بالعناية الدائمة للإصابة بالسكري))
 ، في الحقيقة هذا الشعور حقيقي، أقصد أن المصاب بالسكري ليس لديه أعراض كثيرة وخاصةً في بداية تشخيص الإصابة بالسكري وعند البدء في العلاج، وعندما تختفي الأعراض التي كانت موجودة بسبب إرتفاع سكر الدم أثناء التشخيص فقد يعتقد المريض بأنه شُفي من الإصابة بالسكري أو أن السكري ليس خطير أو أن بالمصاب بالسكري ليس بحاجة إلى عناية دائمة أو أنه يرغب في التوقف عن تناول الأدوية. إن هذه المشاعر خاطئة في الحقيقة لأن خطورة الإصابة بالسكري هو ((حدوث المضاعفات المزمنة)) والتي تحدث بعد مرور مدة من الزمن ليست بالقصيرة أي بعد مرور 15 أو 20 سنة من بداية تشخيص السكري وتحدث المضاعفات في حالة عدم التحكم الجيد بسكر الدم وقد تكون الزيادة في سكر الدم غير ملحوظة من قِبل المصاب بالسكري، وهنا تكمن خطورة الإصابة بالسكري (حتى أن بعضهم يصف الإصابة السكري بالقاتل الصامت)، فوجب الإهتمام والتأكد من التحكم بالسكري وذلك بالحصول على القيم المقترحة لسكر الدم وذلك بإستخدام أجهزة قياس سكر الدم والتحليل الدوري للسكر التراكمي لسكر الدم ومتابعة ضغط الدم وتحليل الدهون بالدم من وقت لآخر.

((8- ليس هناك ما يدعو لأن أقوم بقياس سكر الدم فإنني بإمكاني الشعور بزيادة سكر الدم "هكذا" بدون الحاجة إلى إستخدام جهاز قياس سكر الدم))
 ، الكثير من المصابين بالسكري يقولون ذلك، وفي الحقيقة فإنه فعلاً هناك بعض "قلة" من المصابين بالسكري لديهم القدرة على الشعور بزيادة سكر الدم، ولكن الأبحاث العلمية أوضحت بأن معظم "الأغلب" المصابين بالسكري ليس لديهم القدرة على التخمين الصحيح بمعدل سكر الدم لديهم. فهناك من يقول لك بأنه لا يشعر بزيادة السكر بدمه وهو في الحقيقة أكثر من 200 ملجم/ديسيليتر، والبعض الآخر لا يشعر بأعراض زيادة سكر الدم إلاَ بعد أن يكون سكر دمه أكثر من 350 ملجم/ديسيليتر. فالتخمين والتوقع لقيمة السكر بالدم بدون قياسه بإستخدام الأجهزة "علمياً" تبث بأنه في الغالب خطأ. فأترك شعورك جانباً وقم بقياس السكر بالدم بجهازك.

((9- لو أنني أهتم بنفسي وأتبع حمية غذائية جيدة وأمارس الرياضة فلا يوجد هناك أهمية للإستمرار في تناول أدوية علاج السكري)) 
، بالطبع الحديث هنا عن النوع الثاني من السكري، في الحقيقة قد يكون ذلك ممكناً ولكن لعدد قليل جداً من المصابين بالسكري النوع الثاني، حيث أن الإصابة بالسكري النوع الثاني من طبيعتها الإستمرارية، أي أن السبب في حدوث النوع الثاني من السكري مستمر حتى لو أن المصاب بالسكري مستمر وبصورة جيدة في الحمية الغذائية وممارسة الرياضة. وهذه الإستمرارية في تدهور ضعف خلايا البيتا ستجعل إستخدام الأقراص الخافظة للسكر أمراً حتمياً. إذاً هل صحيح يمكن الإستغناء عن إستخدام الأقراص لعلاج السكري؟ الإجابة : في الغالب لابد من إستخدام الأقراص أو الحقن بمرور الوقت. وحسب خبرتي فإنه من الصعب التحكم في الإصابة بالنوع الثاني من السكري بالإعتماد على الحمية والرياضة فقط.

((10- مضاعفات الإصابة بالسكري حتمية))
، بالطبع هذا مفهوم خاطئ وقد تبث علمياً أن التحكم الجيد في سكر الدم يخفف من حدوث مضاعفات السكري المزمنة بصورة كبيرة جداً ، فمضاعفات السكري المزمنة ليست حتمية.

((11- أكل الحلويات بكثرة يُسبب في السكري))
 ، لا .. فحدوث السكري ليس بالسهولة هذه، فالسبب في حدوث السكري أكثر تعقيداً من ذلك.

((12-السمنة تُسبب السكري))
، لا ... وإلا فكل المصابين بالسمنة لديهم السكري ولكن الأمر ليس كذلك. فحوالي 20-40% فقط من الذين لديهم السمنة يحدث لهم السكري، إلا أن السمنة من أحد العوامل المهمة لزيادة العُرضة للإصابة بالنوع الثاني من السكري وخاصةً لو أن هناك تاريخ أسري للإصابة بالسكري أي أن أحد أفراد العائلة كالأب أو الأم أو الأخ أو الأخت لديهم السكري النوع الثاني.

الخميس، 18 أغسطس 2016

التسويف + مصاب بالسكري = أسوأ خَـلطة ! Procrastination + diabetic = worst mix


عندما أتصفح في الإنترنت (Surfing the net) وبالأخص المواقع المتخصصة في السكري فإنه وبالصدفة قرأت مقالة في إحدى المواقع الأجنبية أو المدونات (لقد نسيت)، قرأت عن أسوأ "سلوك أو عادة" ينتهجها المصاب بالسكري تجاه إصابته بالسكري، المقالة كانت مثيرة للإهتمام وأحببت أن أشاركم بعض ما ذُكر فيها من نقاط.

لا أدري إن كان ما ذكره كاتب تلك المقالة ينطبق أيضاً على المصابين بالسكري في مجتمعاتنا. ولكن هناك الكثير من النقاط لاحظتها تنتطبق مع مصابينا.

ما معنى كلمة التسويف؟

معنى كلمة التسويف (أي سوف أقوم بفعل كذا، وسوف أقوم بمراقبة كذا وسوف أعمل كذا .. وسوف.... وسوف)، فالتسويف أسوأ عادة من الممكن أن تكون لدى المصاب بالسكري ووجب التخلص منها. والتسويف المقصود به في هذه المقالة التسويف المتعلق بعلاج السكري.

فالمصاب بالسكري يعرف جيداً أن هناك العديد من الواجبات والأشياء والتي يجب عليه القيام بها ولكنه لا يقوم بها، فمثلاً هناك البحث عن المعلومات المتعلقة بالسكري، وهناك عملية قياس سكر الدم ذاتياً بإستخدام أجهزة قياس السكر بالدم، وهناك ممارسة الرياضة، وهناك تدوين القرآءات لقياسات السكر في الدم في مفكرة خاصة ومن تم عرضها على الطبيب المعالج، وهناك الإهتمام بالأكل الصحي ومكوناته، وهناك الإهتمام وتنظيف القدمين والكشف عليهما، وهناك زيارة الطبيب في الموعد المحدد (طبيب السكري،طبيب العيون، طبيب الأسنان)... والقائمة تطول. فهذه الواجبات كلها يجب على المصاب بالسكري عملها وعدم مهادنة النفس في فعلها لأن التسويف لن يكون في صالحه.

ولكن هل التسويف ضار بصحة المصاب بالسكري؟ بالطبع ضار.

فالتحكم الجيد لسكر الدم كلما تحقق سريعاً وأستمر المصاب بالسكري في تحكمه للسكر كلما كانت الفائدة أكثر. حتى أن بعض الأبحاث قد أوضحت بأن الفائدة من التحكم الجيد في سكر الدم (بعد مرور سنوات من عدم التحكم الجيد) تكون أقل بكثير من التحكم الجيد منذ البداية ( وهي ظاهرة يُطلق عليها "ظاهرة عدم نسيان الزيادة" وكنت قد ذكرت هذه الظاهرة بالتفصيل في مقالة سابقة وأوضحت بأن السكري لن ينسى لك فترة عدم إهتمامك به).

على أية حال هناك بعض الأسباب (( للتسويف وكيفية التغلب عليها ))، كما ذُكرت في بعض المصادر وأنقلها لكم مثل:-

1- ((الخوف)) هل حدث وأن خفت من زيارة طبيبك لأنك تعرف أنك لست متحكم في سكر دمك بطريقة مُـرضية وجيدة ولا تريد أن تعرف التحليل التراكمي لسكر دمك حيث أنك تتوقع أن يكون مرتفعاً؟ بل ربما تكون هناك بعض الأعراض المؤشرة على حدوث مضاعفات الإصابة بالسكري (مثل التنميل بالأطراف)، ولا تريد زيارة طبيبك حيث أنك تود أن تنساها أوتتناساها.

2- ((التردد)) قد تكون هناك عدة أمور تدور في ذهنك وأنت متردد في إتباع ما يفيدك، فربما يقترح الطبيب البدء بالإنسيولين فتتردد في قبول هذا الموضوع، وهل تريد أن تثقف نفسك أم ليس بعد، هل ستبدأ ممارسة الرياضة أم ليس بعد؟ وهل ستبدأ الإهتمام بقيم السكر بالدم أم أنك متردد بأنه سيأتي الوقت لذلك.. وهكذا. ولكن الحل هنا هو أن تعقد العزم وتمضي لتنفيد ما قررته بدون تردد طالما أن في ذلك فائدة لك. 

3- ((الكمال)) هل أخبرت نفسك بأنك لن تذهب لزيارة طبيبك إلاّ عندما تكون قد تمكنت من التحكم الجيد لسكر الدم؟ (أي أنك تريد أن تزور طبيبك عندما يكون التراكمي جيد ومسيطر عليه تماماً)، ففي هذه الحالة دعني أخبرك بأنك ستنتظر وقت طويل جداً لزيارة طبيبك، بل ربما لن تذهب أبداً. ولكن القاعدة هي أنه مهما كان تحكمك في سكر دمك فزيارة طبيبك في موعده ضرورية جداً، حيث أن من واجبات طبيبك أن يساعدك للتغلب على عدم مقدرتك في التحكم الجيد لسكر الدم. بل أنك أحوج إلى زيارة طبيبك عندما تكون امور التحكم في السكري غير جيدة لديك.

4- ((الغضب)) التأخير والتسويف عن فعل الواجبات التي يُقال لك عليك القيام بها قد يكون نوع من أنواع الغضب (وهذا أمر نفسي بحث)، لأنك أنت من النوعية التي لا ترغب في أن يُقال لك أفعل ولا تفعل، ولكن لا تنسى أن الذي ينصحك هو ينصحك من أجل صحتك أنت لا صحته هو. والأمر متروك لك.

5- ((الكسل)) البعض من المصابين بالسكري يرى أن الإصابة بالسكري عبء عليه ومتعب. ويتمنى أن لا يكون مصاب بالسكري مثله مثل الآخرين، ويعتقد بأن ترك علاج السكري ليوم أو إثنين قد لا يضره، وتركه لقياس سكر الدم قد لا يضره. ويتكاسل عن واجباته أزاء إصابته بالسكري، ولكن هذا الكسل فيه مضرة وأعتقاد خاطىء. وهذا الكسل يعتبر نوع من الإستسلام للسكري وهذا أمر مرفوض.

ربما يكون هناك أسباب أخرى "للتسويف" ولكن نكتفي بهذه الأسباب.

فإذا وجدت نفسك مصاب "بالتسويف" في العمل والحرص على التحكم في سكر دمك، ففكّر في السبب في هذا التسويف؟، وإذا كان بسب إحدى الأسباب المذكورة أعلاه فأفعل شيء حيال ذلك فالسكري مع التسويف أسوأ خَلطة.

الخميس، 11 أغسطس 2016

هل أدوية الداونيل والأماريل والدياميكرون تــُرهق وتــُدمر خلايا البنكرياس؟ Daonil, Diamicron, Amaryl & pancreas

هل الأدوية مثل الأماريل تسبب في إرهاق خلايا البيتا .. هل الاماريل يقضي على ما تبقى من البنكرياس و بالتالي فبعد سنوات قليلة يتحول المريض تلقائيا الى الانسولين.بالطبع هذا الكلام غير صحيح.

منـذ عـدة سنوات ونحن نسمع من وقت لآخر، بأن أدوية "السلفونايليوريا" (مثل الداونيل، الأماريل ، الدياميكرون) وهي مجموعة مهمة من أدوية علاج النوع الثاني من السكري، بأنها تــُدمر خلايا البنكرياس التي تفرز في الإنسيولين والمعروفة بخلايا "البيتا".، حيث أنها وبسبب عملها على تلك الخلايا لإفراز الإنسيولين فإنها بمرور الوقت تــُجهد تلك الخلايا الأمر الذي سيؤدي إلى تدميرها وهلاكها.

الحقيقة أن هناك بعض الأوراق البحثيه والتي تتفق مع هذا الرأي، أي أن هذه المجموعة من الأدوية تــُدمر خلايا البنكرياس التي تفرز في الإنسيولين، ولكن لا يوجد من هذه الأوراق البحثية شيء مقنع تماماً بالخصوص.

بل بـالـعـكـس هـنـاك بـعـض الأبـحـاث تـقـتـرح بـأن أدويـة هـذه الـمـجـمـوعـة مـن الأدويـة ((لا تــُسبب)) في تدمير خلايا البنكرياس التي تفرز في الإنسيولين، وأهم تلك الأبحاث هو بحث الـ يو-كى-بي-دي-إس (UKPDS) والتي تم نشر نتائجها سنة 1998، فإن هذه الدراسة "المهمة جداً" أوضحت بأن نسبة المصابين بالسكري النوع الثاني والذين (( لم يتمكنوا )) من التحكم في سكر الدم بمرور الوقت متساوي تماماً بين مجموعة المصابين بالسكري والذين تناولوا أدوية "السلفونايليوريا" مقارنةً مع المصابين بالسكري والذين تناولوا دواء الميتفورمين. فلو كان هناك تدمير لخلايا البيتا لما وجدنا هذا التشابه في عدم التحكم في سكر الدم. ولوجدنا نتائج أسؤأ بكثير لمستخدمي أدوية "السلفونايليوريا" وهذا لم يحدث.

ليس هذا فقط بل هناك أمر مهم في تلك الدراسة وهي الإعتماد على الأكل الذي به قليل من الدهون وغني بالنشويات. وهذه نقطة مهمة حيث لو أن هناك أية "إرهاق" لخلايا البيتا فقد يكون سببه "النشويات" لأن النشويات هي أيضا تحفز خلايا البيتا على إفراز الإنسيولين، فربما يكون هناك تداخل بين تأثير الأدوية والنشويات التي تم إستهلاكها في "إرهاق" خلايا البيتا بالبنكرياس.

ثم أن هناك شيء آخر وهو أن هناك العديد من الأنواع من أدوية "السلفونايليوريا" مثل (الداونيل والأماريل والداياميكرون) وتختلف في تأثيرها على سكر الدم. ولم يتم دراستها جميعها من حيث هذه النقطة بالتحديد أي تدمير خلايا البيتا. فحتى لو أفترضنا أن هذا الكلام صحيح مع أحد هذه الأدوية (وهذا لم يثبت) ، فإنه ليس بالضرورة أن تتكرر نفس النتائج مع الدواء الآخر.

وأخيراً فإن كل التوجيهات العالمية لمنظمات السكري المختلفة ما زالت "جميعها" تعتبر بأن أدوية "السلفونايليوريا" من الأدوية المهمة لعلاج النوع الثاني من السكري. وبالنسبة لي فهي الخيار الثاني بعد دواء الميتفورمين. نظراً لفعاليتها ولرخص ثمنها.

الثلاثاء، 9 أغسطس 2016

دواء الأماريل Amaryl - Glimepride


- أقراص الأماريل (Amaryl) هو أحد أدوية علاج النوع الثاني من السكري وينتمي إلى مجموعة السلفونايليوريا (Sulphonylurea)، والحقيقة أن الأماريل هو الإسم التجاري، بينما الإسم العلمي له هو "الكليميبرايد" (Glimepride). 

وهناك عدة تركيزات من أقراص الأماريل بدايةً من أماريل 1 ملجم وحتى أماريل 6 ملجم.

- الأماريل هو أحد الأدوية المهمة والتي تُضاف عادةً إلى دواء الميتفورمين لعلاج المصابين بالنوع الثاني من السكري، وذلك في حالة أن دواء الميتفورمين "بمفرده" لم يتمكن من التحكم في سكر الدم. (ملاحظة: لا ننسى بالطبع أهمية النظام في الأكل الصحي وممارسة الرياضة).

- أقراص الأماريل كبقية أقراص هذه المجموعة فإنه يقوم بتحفيز خلايا البنكرياس لإفراز الإنسيولين. أي أنه يشتغل على زيادة كمية الإنسيولين وليس له علاقة "بالإستجابة للإنسيولين" حيث أن قلة الإستجابة للإنسيولين هي من أهم مشاكل النوع الثاني من السكري. ولكن زيادة إفراز الإنسيولين من البنكرياس تعمل على تعويض قلة الإستجابة وبالتالي تنقيص سكر الدم. 

- تؤخذ أقراص الأماريل في العادة مرة واحد في اليوم وهذه ميزة وتؤخذ قبل الأكل.

- وميزة أخرى لدواء الأماريل وبقية أدوية السلفونايليوريا أنها رخيصة الثمن وتبث فعاليتها في الحد من مضاعفات السكري المزمنة.

- من أهم الأعراض الجانبية للأماريل: 

1- قد يؤدي إلى هبوط في سكر الدم، (ولكن بنسبة أقل من دواء الداونيل الأمر الذي يجعل الأماريل أنسب وخاصة لكبار السن).

2- قد يزيد وزن الجسم.

- عندما يقرر الطبيب البداية بالأماريل فإن الجرعة تبدأ بكمية 1 ملجم/يومياً ثم يقوم الطبيب بزيادة الجرعة كل إسبوع بمعدل 1 ملجم/يومياً إلى أن يتم التحكم بسكر الدم. وأكبر جرعة مسموح بتناولها يومياً من الأماريل يجب ألاَ تزيد عن 8 ملجم/يومياً.
ملاحظة: في حالة وجود إضطراب في وظيفة الكلى (فإنني أفُضل البدء بالإنسيولين والتوقف عن إعطاء الأقراص الفموية) ، ولكن في الحقيقة بالإمكان إعطاء دواء الأماريل عند وجود إضطراب في وظيفة الكلى ولكن تبدأ بجرعة 1 ملجم ثم تزيد الجرعة تدريجياً مع الإنتباه بالطبع لإحتمالية زيادة نسبة حدوث هبوط السكر بالدم في حالة أن هناك إضطراب في وظيفة الكلى.

السبت، 6 أغسطس 2016

توجيهات معدلة لإستعمال الميتفورمين "الجلوكوفاج" في أمراض الكلى Revised guidance for the use of Metformin "Glucophage" in kidney disease


منذ حوالي يومين مضت سألني أحد رواد الصفحة (لا أدري إن كان طبيب أم لا) عن التوصيات الجديدة للـ FDA بخصوص إستعمال الميتفورمين (الجلوكوفاج) عند وجود إضطراب في وظيفة الكلى.

ملاحظة: الـ FDA هي منظمة الأدوية والغذاء الأمريكية.

في الحقيقة ما زلت أعتمد كثيراً على تحليل كمية الكرياتينين (S.creatinine) في تحديد متى يـُمنع إعطاء الميتفورمين (الجلوكوفاج) ، فعندما يكون الكرياتينيين أكثر من 1.5 ملجم/دل في الرجال أو أكثر من 1.4 ملجم/دل في النساء فإنه يـُمنع إعطاء الميتفورمين.

ولـكـن بالصراحة التوصيات الجديدة للـ FDA، بالنسبة لنا كمتخصصين في علاج السكري فإنها تساعدنا في إستعمال دواء الميتفورمين لشريحة أكثر من المصابين بإضطراب وظيفة الكلى وهذا أمر جيد . 

ولكن يجب الإنتباه إلى أن إعطاء الميتفورمين للذين لديهم إضطراب في وظيفة الكلى وفق التوجيهات الجديدة يجب أن نفهمه جيداً حيث أننا بحاجة إلى حساب شيء آخر غير تحليل الكرياتينين.

فما هي التوجيهات الجديدة؟

وما هي القيمة الأخرى أو التحليل الآخر الذي يجب علينا القيام به؟ ومتى يجب تحديد تلك القيمة؟ 

وما هي المحاذير في تحديد جرعة الميتفورمين في حالة وجود إضطراب في وظيفة الكلى وفق التوجيهات الجديدة؟

في يوم 8 أبريل 2016 وبعد أن قامت بمراجعة العديد من الدراسات عن إستعمال دواء الميتفورمين (الجلوكوفاج) للذين لديهم إضطراب وظيفة الكلى، فقد قامت منظمة الأدوية والغذاء الأمريكية (FDA) بإزالة التحذير عن إستعمال دواء الميتفورمين (الجلوكوفاج) للذين لذيهم إضطراب في وظيفة الكلى.

وبإزالتها للتحذير فإنه أصبح بالإمكان إستعمال دواء الميتفورمين (الجلوكوفاج) للحالات الذين لديهم إضطراب "بسيط" (Mild) في وظيفة الكلى، ولـ بعض الذين لديهم إضطراب "متوسط" (Moderate) في وظيفة الكلى. حيث أنه ولعقود عديدة كان يُمنع إعطاء دواء الميتفورمين للذين لديهم إضطراب في وظيفة الكلى بسبب التحذير من قِبل منظمة الأدوية والغذاء الأمريكية (FDA). 

وأكدت منظمة لأدوية الغذاء الأمريكية (FDA) على أن الطبيب يجب أن يقوم بقياس معدل الترشيح الكبيبي (eGFR) قبل البدء بدواء الميتفورمين وفي حالة أنه أقل من 30 مل/دقيقة/1.73 متر مربع. فإنه يـُمنع إعطاء دواء الميتفورمين (الجلوكوفاج).

بالطبع توجيهات مثل هذه لن تمر مرور الكرام على بعض الخبراء في مجال السكري (البعض منهم مستشارين لربطة السكري الأمريكية "ADA") فكان لديهم بعض الملاحظات على تلك التوجيهات وقد علق أحدهم قائلا: "بأنه أصبح متخوف من أن يفهم الأطباء هذا الأمر بان لديهم الحرية في وصف الميتفورمين (الجلوكوفاج) في حالات إضطراب وظيفة الكلى ومعرفة وظيفة الكلى ليس ضروري قبل البدء بالميتفورمين". كما أن هناك ملاحظة أخرى وهي أن منظمة الأدوية والغذاء الأمريكية (FDA) لم تتطرق إلى جرعات الميتفورمين في إعلانها.

فوجب الإنتباه لذلك.

وبدورهم فإن هؤلاء الخبراء إقترحوا الآتي وهذا الذي أراه الأنسب والعملي: 

1- يجب قياس معدل الترشيح الكبيبي (eGFR) قبل بداية إستخدام دواء الميتفورمين ، ثم بعد ذلك في السنة مرة واحدة. والأشخاص المسنين (كبار السن) والذين لديهم العُرضة لإضطراب الكلى فإن قياس معدل الترشيح الكبيبي يمكن عمله بصورة أكثر من مرة في السنة.

2- ممنوع إعطاء الميتفورمين للذين لديهم معدل الترشيح الكبيبي (eGFR) أقل من 30 مل/دقيقة/1.73 متر مربع.

3- للذين يكون لديهم معدل الترشيح الكبيبي (eGFR) أكثر من أو يساوي 45 مل/دقيقة/1.73 متر مربع. فيمكن الإستمرار في إعطاء الميتفورمين (الجلوكوفاج) وبالجرعات المناسبة والمتعارف عليها.

4- والآن لننبته إلى المجموعة التالية وهي التي يكون معدل الترشيح الكبيبي (eGFR) من الـ 30 – وأقل من 45 مل/دقيقة/1.73 متر مربع. فإن من الممكن إعطاء الميتفورمين (الجلوكوفاج) ولكن بحذر. كيف؟ وذلك بالآتي:

أ‌- يجب إعطاء نصف الجرعة التي يستعملها المصاب لو كانت مناسبة ويمكن زيادة الجرعة لو أحتجنا لذلك ولكن بحيث لا تزيد الجرعة اليومية عن نصف الجرعة القصوى للميتفورمين (الجلوكوفاج).

ب‌- يجب مراقبة وظيفة الكلى وذلك بإجراء تحليل اليوريا والكرياتينين كل 3 أشهر.

ت‌- ثم قبل إعطاء الميتفورمين في هذه الحالات يجب تقييم الفوائد والمخاطر من إعطاء الميتفورمين ومن تم إتخاذا القرار المناسب من حيث وصفه ام لا.

ث‌- في حالة أن المصاب بالسكري لم يبدأ بعد بالميتفورمين فمن الأفضل عدم البدء به لهذه المجموعة.

===
ملاحظة: لاحظ أن الخبراء في مجال السكري ما زالوا متخوفون من إستعمال الدواء عندما يكون معدل الترشيح الكبيبي (GFR) أقل من 45 مل/دقيقة/1.73 متر مربع.

الخميس، 4 أغسطس 2016

شرب الماء و السكري Water and diabetes


في الحقيقة هذه المقالة مهمة حتى للغير مصابين بالسكري فهناك بعض الأسئلة وهي متعلقة بشرب الماء مثل:

1- ما هي فوائد الماء للجسم؟

2- كم هي كمية الماء في اليوم التي يجب عليّ تناولها وشربها؟ 

3- ثم هل هناك حالات محددة للمصابين بالسكري والتي ينبغي شرب الماء بكثرة؟ ما هي؟ ولماذا؟

4- وهل شرب الماء "فقط" يؤثر على تحليل قيمة "سكر صائم"؟

في الحقيقة "الماء" مهمة وضرورية من أجل صحة جيدة، ولكن الإحتياج للماء يختلف من شخص لآخر وهناك بعض التوجيهات والتي ستساعدك في ضمان أنك ستقوم بشرب كمية كافية من السوائل.

فكم هي كمية الماء التي يجب أن أتناولها وأشربها يومياً؟

سؤال يبدو سهل ولكن إجابته صعبة. لأن نتائج الأبحاث إختلفت بمرور السنين ، فكل فترة هناك إقتراح بكمية مناسبة تختلف عن فترة أخرى حيث أن الحاجة إلى الماء تعتمد على العديد من العوامل مثل:

1- الطقس في مكان الإقامة.

2- الصحة العامة للفرد.

3- مقدار النشاط البدني المبذول.

وبالرغم من عدم وجود قاعدة واحدة مناسبة للكل إلا أن معرفتك لإحتياج جسمك لكمية السوائل يومياً سيساعدك كثيراً في معرفة كمية الماء التي ينبغي عليك شربها.

----- ما هي فوائد الماء؟

الماء هو العنصر الكيميائي الأهم في الجسم ويُشكل حوالي 60% من وزن الجسم، الأعضاء والأجهزة في الجسم تعتمد على الماء لحياتها. فعلى سبيل المثال فإن الماء تحمل المواد الغذائية لخلايا الجسم، وتوفر بيئة رطبة للأذن والأنف والحلق والعين، والماء يقوم بتنظيف السموم من الأعضاء المختلفة للجسم.

نقص الماء للجسم يسبب الجفاف وهي حالة عدم وجود كمية كافية من الماء لأداء وظائفه الحيوية المذكورة ، مع ملاحظة أن حدوث الجفاف ولو كان بدرجة بسيطة قد يستنزف طاقتك ويجعلك تشعر بالتعب.

----- نأتي الآن للسؤال: كم هي كمية الماء التي نحتاجها يومياً؟

الجواب: يجب الإنتباه إلى أننا نفقد الماء من أجسامنا بعدة طرق أهمها مع البول، والعرق، والتنفس ويجب تعويض هذا الماء المفقود من خلال شرب الماء أو شرب السوائل كالمشروبات الغازية والشاهي والقهوة والعصائر والحليب..إلخ من السوائل التي نتناولها.

فالسؤال السابق سنقوم بتغييره الآن وسيصبح: كم هي كمية السوائل (كالماء وغيرها وليس الماء فقط) التي يحتاجها الجسم يومياً؟

الجواب: في المناطق ذات المناخ المعتدل فإن الرجال يحتاجوا لحوالي 3 ليترات يومياً من السوائل أي حوالي 13 كوب، بينما تحتاج النساء إلى حوالي 2 وربع ليتر من السوائل. (على هيئة ماء أو غير ذلك).

ملاحظة: كم هي كمية الماء التي ستكون بحاجة إليها من مجموع هذه الليترات من السوائل؟

الجواب: يجب أن تكون كمية الماء حوالي من 1.5 إلى 2 ليتر من مجموع عدد الليترات من السؤائل التي يجب على الشخص تناولها. وهناك طريقة سهلة لحساب كمية الماء هذه ، فهي تعادل حوالي 6-8 أكواب ماء (ذات السعة 250 مل وهي الأكواب الشائعة الإستعمال لشرب الماء) وستكون بقية السوائل على هيئة مشروبات أخرى كالشاهي والقهوة والعصائر والمشروبات والحليب..إلخ.

----- كما ذكرت فإن هناك العديد من العوامل التي تؤثر في كمية إحتياجاتك اليومية من السوائل، فما هي العوامل التي تؤثر على كمية إحتياجك للماء؟

في الحقيقة هناك العديد من العوامل التي تؤثر على كمية إحتياجك وعلى سبيل المثال العوامل التالية:

1- النشاط البدني: النشاط البدني يؤدي إلى زيادة فقد السوائل عن طريق العرق والتنفس ويجب إضافة حوالي نصف ليتر ماء إلى لإحتياجك اليومي من الماء لتعويض هذا الفقد. وفي حالة أن الرياضة كانت شاقة "كالجري" ولأكثر من ساعة فأنت ستحتاج إلى ماء أكثر ويمكنك تقييم إحتياجك الإضافي وذلك يعتمد على مدة الرياضة وكمية فقدان للعرق.

2- الطقس: الرطوبة وإرتفاع درجة الحرارة سيعجلونك تفقد عرق أكثر وبالتالي قم بزيادة شرب الماء بكميات أكثر.

3- الحالة الصحية: إرتفاع درجة حرارة الجسم ، الإسهال ، التقيء كل هذه الأعراض ستزيد من إحتياجك للسوائل فقم بتعويض ذلك. 

4- فترة الحمل وفترة الرضاعة: المرأة الحمل بحاجة إلى حوالي 2.5 ليتر سوائل يومياً ، والمرأة المرضعة بحاجة إلى حوالي 3 ليترات سوائل يومياً.

5- نأتي الآن للمصابين بالسكري فيجب ملاحظة النقاط التالية:

أ‌- عدم التحكم الجيد وإرتفاع السكر بالدم يؤدي إلى فقد السوائل عن طريق البول بكميات كبيرة فوجب شرب الماء بكثرة للتغلب على الجفاف (المؤدي للشعور بالتعب) ، كما أنه في حالة إرتفاع السكر بالدم ننصح المصابين بالسكري بشرب الماء حتى يسهل التخلص من السكر بالدم عن طريق إفرازه في البول.

ب‌- في حالة الحموضة الكيتونية السكرية فشرب الماء بكثرة يساعد في التخلص من الأحماض الكيتونية عن طريق البول وهذا مهم ويجب على المصاب القيام بهذا الأمر في حالة إصابته بالـ "الحموضة الكيتونية السكرية".

ت‌- الحكة بالجلد من أهم أعراض السكري وذلك بسبب الجفاف ، فوجب شرب الماء بكثرة للمساعدة في التخلص من هذه الأعراض.

ث‌- ملاحظة: شرب كوب ماء واحد لا يؤثر على نتيجة وقيمة "سكر صائم" وهذا السؤال كثيراً ما يسأل فيه الأشخاص عندما تطلب منهم عمل تحليل "سكر صائم" من أجل تشخيص الإصابة بالسكري. ولكن شرب الماء بكميات كبيرة قد يؤثر في قيمة التحليل ويجب تجنب ذلك.

----- إحتياجك من السوائل ليس فقط من خلال شرب السوائل المختلفة كالماء وغيرها، ولكن هناك مصدر آخر للسوائل وهو الأكل. فالفواكه والخضروات بها كميات كبيرة من الماء ومن المتوقع أن يكون 20% من إحتياجك للسوائل هو من خلال أكل هذه المأكولات.

ملاحظة: الماء يمتاز عن باقي أنواع السوائل للمصابين بالسكري من حيث أنه خالي من السكريات وليس به سعرات حرارية وهو أفضل مصدر للسوائل سواء للمصابين بالسكري أو للغير مصابين بالسكري.

----- ملاحظة أخيرة: من العلامات التي توضح بأن جسمك به كمية سوائل مناسبة هو عدم الشعور بالعطش وكذلك كمية البول ولون البول. فمن المتوقع للشخص الطبيعي أن تكون كمية البول حوالي ليتر ونصف يومياً ولون البول أصفر خفيف أو بدون لون.

الثلاثاء، 2 أغسطس 2016

تكيس المبايض والسكري Polycystic ovaries, PCOS


حالة تكيس المبايض هي إحدى الحالات التي تُصيب الفتيات وتسبب في إضطراب في الدورة الشهرية، وزيادة نمو الشعر في الوجه وذلك بسبب إضطراب بعض الهرمونات بالجسم، الذي يهمنا في "صفحتي هذه" بخصوص هذه الحالة هو الإجابة على الأسئلة التالية:

1- هل "تكيس المبايض" يزيد من العُرضة للإصابة بالسكري؟

2- وماذا عن إستخدام دواء الميتفورمين (لجلوكوفاج) في علاج تكيس المبايض؟ مع ملاحظة أنه كما هو معلوم فإن دواء الميتفورمين يُستعمل في علاج النوع الثاني من السكري.

3- وهل إستخدام الميتفورمين لعلاج تكيس المبايض لفتاة (ليست مصابة بالسكري) قد يؤدي إلى الإصابة بالسكري عندما تقوم بتوقيف الميتفورمين؟

هناك فتيات وعندما يعلمن بأن دواء الميتفورمين يستخدم كعلاج للسكري فإنهن يخفن منه ويعتقدن بأنه عندما يتوقفن عن إستخدامه فإن هناك مخاطر ظهور الإصابة بالسكري. وهذا غير صحيح بالطبع.

فالحقيقة ليس هناك مبرر للخوف من إستعماله في حالة تكيس المبايض، بل بالعكس هو علاج جيد لتكيس المبايض، ولكن هناك ملاحظة وهي أنّ "تكيس المبايض" كحالة مرضية تجعلك عُرضة للإصابة بالنوع الثاني من السكري وبالتالي يجب العمل على الوقاية من الإصابة بالسكري. كيف؟ وذلك بالإهتمام بوزن الجسم بحيث تتخلص الفتاة من السمنة ، وممارسة الرياضة على الأقل 30 دقيقة يومياً وكذلك الإهتمام بالأكل الصحي الغني بالخضروات والفواكه. ومع إستعمال الميتفورمين بالطبع.

نأتي الآن لإستخدام الميتفورمين كعلاج لـ "تكيس المبايض"، فإن إستعمال الميتفورمين سيكون له فائدتان ، الأولى كعلاج لتكيس المبايض، والثانية ((قد)) يعمل على الوقاية من الإصابة بالسكري النوع الثاني (وليس العكس أي ليس الخوف من حدوث السكري بعد التوقيف عن الميتفورمين) فقد أثبتث الأبحاث العلمية بأن الميتفورمين يساعد وبنسب عالية في الوقاية من السكري "النوع الثاني" للأشخاص الذين لديهم العُرضة للإصابة بالسكري مثل حالات "مرحلة ما قبل السكري".

ملاحظة: في الغالب تكيس المبايض "فقط" (أي أن الفتاة ليست مصابة بالسكري)، بحاجة إلى جرعة ميتفورمين لا تقل عن 1500 ملجم/يومياً موزعة على فترات، وفي حالة أن الفتاة لديها "تكيس المبايض" ومصابة بالسكري النوع الثاني "أيضاً"، فإنها بحاجة إلى جرعة متيفورمين لا تقل عن 2500 ملجم/يومياً موزعة على فترات. للتحكم في سكر الدم.

المشاركات الشائعة

بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة