الأربعاء، 5 أكتوبر 2022

الدواء في مرض السكري - الاقراص المضادة للسكر عن طريق الفم

 

لو كنت اكتب في علاج السكر قبل سنه 1954 لما كتبت هذا الباب ، لانه لم يكن هناك علاج مستعمل عن طريق الفم. ومن جهة اخرى لولا ان الجمهور و المرضى قد سمعوا و قرأوا عن اقراص لعلاج السكر ، بل و لقد عولج بها فعلا عدد كبير منهم ..لولا هذا ، ما كتبت هذا الباب قبل باب العلاج بالانسولين حتى لا يعتقد الناس انه اعظم شأنا او يظنون انه اكثر اهمية عنه.

لكن حب الناس للشيء الجديد ، خصوصا و ان كان تعاطيه اسهل عما سبقه ، جعلني اكتب في هذا الموضوع قبل العلاج الرئيسي للسكر - و هو العلاج بالانسولين- حتى يعلم القارئ انه لا يقرأ كتابا قديما او معلومات متأخره.

و قد بدأ الاتجاه لعلاج السكر بالاقراص منذ سنه 1918 قبل اكتشاف الانسولين نفسه ، و كانت هذة الاقراص تخفض نسبة السكر في الدم ، و ظن الاطباء انهم وجدوا العلاج الشافي . لكن سرعان ما ظهر لهم بصورة واضحه ان الاقراص سامه للكبد ، فأبطلوا استعمالها على الفور.

و كان لاكتشاف الانسولين في العام 1921 رنة شديدة انخفض بجانبها صوت البحوث في هذا المضمار فتوقفت عجلة البحث لفترة من الزمن لسببين : اولهما - خطورة تلك الاقراص - خطورة تلك الاقراص ، والاخر - ظهور معجزة الانسولين.

لكن البحث عن عقاقير اخرى تؤخذ بالفم لم يتوقف ، لا من جانب العلماء فحسب ، بل من جانب العامه ايضا . فقد كانت المجلات تطلع باخبار عن سكان منطقه من مناطق العالم جربوا عشبا يفيد مرض السكر ، و اخرين يؤكدون فائدة جذور معينه او اوراق شجرة اخرى ، او طفيلي يشفي المرض تماما، و علي سبيل المثال في مصر فقد سمع عن شرب تقاوي البرسيم المغلي او الدمسيسه او مسحوق الترمس، و من الطرائف قد قال احد المرضى انه استفاد من شرب بول لطفل لم يتجاوز ثلاثين يوما من العمر . وقد كتب في مجلات علمية عن فائدة اكل الكرنب النيء بكميات كبيرة . ومره اخرى عن خلاصة كبد العجول الصغيرة التي افادت من شربوها عند ظهور مرض السكري عليهم ، و مع ذلك يبدو ان مفعول المستخرجات ، النباتية منها او الحيوانية ، كان مؤقتا و في كل الاحوال مخيبا للامال.

و في سنة 1954 اعلن الالمان انهم اكتشفوا اقراصا جديدة تقلل نسبة السكر في الدم و تخفيه تماما من البول . و قد بدأ الامريكيون انتاجها و استعمالها على الاف المرضى في المستشفيات و مراكز السكر ، ثم اعلنوا انهم غير مطمئنين لاستعمالها . لكم كثيرا من البلاد الاوربيه تستعملها و لا يشاركون الامريكيين رأيهم في ظهور العلامات السامه التي تحدثوا عنها ، مثل الغثيان و القئ ، و الحساسية الجلدية ، وضعف الدم ، و هبوط وظائف الكبد التي جعلتهم يتوقفون عن استعمالها.



المشاركات الشائعة

بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة