تحدثت في إحدى المقالات السابقة (المهمة) عن كيفية علاج النوع الأول من السكري وأوضحت بأن الإنسيولين المتعدد الجرعات (ثلاث مرات إنسيولين وجبات + إنسيولين قاعدي) هي أهم سياسة علاجية يمكن إتباعها للنوع الأول من السكري.
ولكن لو أحتاج المصاب بالسكري "النوع الثاني" إلى الإنسيولين بعد أن فشلت الأقراص في التحكم في سكر الدم، فما هي السياسة العلاجية المناسبة في كيفية البدء بالإنسيولين؟
أهي أيضاً سياسة الإنسيولين المتعدد الجرعات؟ أم أن هناك سياسة علاجية أخرى؟
في الحقيقة لو أحتاج المصاب بالسكري النوع الثاني لإستخدام الإنسيولين (وهذا أمر متوقع بعد مرور فترة من الزمن من تشخيص الإصابة بالسكري) فالطريقتان الأكثر شيوعاً لإستعمال الإنسيولين في النوع الثاني هما:
1- (( الطريقة الأولى)) وهو حُـقنة واحدة فقط من إنسيولين قاعدي + الأقراص التي تخفض سكر الدم، إمّا نوع واحد أو نوعين من الأقراص. ففي هذه الحالة "أخذ الأقراص" جزء مهم من العلاج وهو شرط.
والإنسيولين القاعدي في هذه الحالة إمّا أن يكون الـ إن بي آتش (NPH)، أو اللانتوس، أو ليفيمير أو التريسيبا.
ملاحظة: جرعة الإنسيولين القاعدي في البداية تكون حوالي 12-14 وحدة يومياً ثم زيادتها بمقدار وحدتين كل ثلاثة أيام إلى أن نصل إلى معدلات "سكر صائم" أقل من 130ملجم/ديسيلتر.
فهذه هي الطريقة الأولى والتي أفضلها وهي فعالة جداً.
2- ((والطريقة الثانية)) وهي حُـقنتين يومياً من إنسيولين مخلوط مثل : الميكستارد أو النوفوميكس أو الهيومالوج-ميكس. وليس بالضرورة أخذ الأقراص مع الإنسيولين المخلوط في هذه الحالة. ولكن ربما ينصح بعض الأطباء بأخذ الأقراص أيضاً، ولكن أخذ الأقراص ليس شرطاً.
ملاحظة: الجرعة كبداية من الإنسولين المخلوط تكون حوالي 24 إلى 30 وحدة إنسيولين "مخلوط"، مقسمة على جرعتين، قبل الإفطار حوالي الثلثين ثم ثلث الجرعة قبل وجبة العشاء. مثال لنفترص أن الحرعة ستكون 22 وحدة في اليوم من إنسيولين الميكستارد فتقسم بحيث تكون الجرعة قبل الإفطار 16 والجرعة قبل وجبة العشاء 6 وحدات. ثم يقوم المصاب بالسكري تسجيل قراءات سكر صائم ومن تم مراجعة وتعديل الجرعات إلى أن نصل إلى القيمة المستهدفة وهي معدلات سكر صائم أقل من 130ملجم/ديسيلتر.
والطريقة الأنسب للنوع الثاني من السكري هي الطريقة الأولى، والسبب هو قلة عدد مرات الحَقن. فحُـقنة واحدة أفضل من حُـقنتين. كما أنه مثبوث علمياً بأن حدوث هبوط السكر بالدم (بالليل) بالطريقة الأولى أقل نسبياً. ولكن كلا الطريقتان جيدتان وفعّالتان.
ولكن أيضاً كما ذكرنا عند الحديث عن النوع الأول من السكري فإن الهدف المهم هو التحكم في سكر الدم. وحتى المصابين بالنوع الثاني قد نضطر في بعض الأحيان إلى إستخدام أكثر من حُـقنتين من الإنسيولين أو ثلاثة أو أربعة مرات في اليوم ، فهذا يعتمد على مقدار التحكم في سكر الدم. فطريقة حَـقن الإنسيولين "وسيلة" أمَا "الغاية" فهي التحكم في سكر الدم.
ولكن في الحقيقة يجب عدم التسرع بوضع المصاب بالسكري "النوع الثاني" على إنسيولين متعدد الجرعات (أي ثلاث أو أربع حقنات في اليوم) فقد لاحظت بأن هناك العديد من المصابين بالسكري وكبار السن أصبحوا يستعملون في إنسيولين متعدد الجرعات (أربع مرات إنسيولين في اليوم وهذا أمر ليس له ضرورة)، لأنه لو إهتم المصاب بالسكري النوع الثاني بالنظام الصحي للأكل وممارسة الرياضة فإنه في الغالب سيتحكم في مستوى السكر بالدم بحقنة واحدة يومياً مع أقراص ، أو "بالكثير" حقنتين من الإنسيولين. أما لو أنه لم يهتم بالأكل الصحي وممارسة الرياضة، فحتى الإنسيولين المتعدد الجرعات لن ينجح ولن يُمكنه من التحكم في سكر الدم.