الساعة 11 مساءَ وعندما تهيئت للنوم كان سكر الدم حوالي 110 ملجم/ديسيليتر ، وعندما أستيقظت في الصباح عند الساعة السابعة صباحاً كان سكر الدم 220 ملجم/ديسيليتر، ترى ما الذي حدث ؟ وإذا لم تكن مصاباً بوعكة صحية كالإنفلونزا مثلاً أو متوتر نفسياً، فإن من أهم أسباب هذه الزيادة ثلاثة أسباب وهي ظاهرة الفجر (Dawn phenomenon)، أو النقص في كمية العلاج، أو ظاهرة سوموجي (Somogyi phenomenon). وسنتحدث في هذا المقال عن ظاهرة الفجر (Dawn phenomenon).
عندما نقول تحليل لسكر الدم والمصاب بالسكري صائم فهذا يعني مرور حوالي 8 ساعات (على أقل تقدير) من تناول أية وجبة غذائية، فمن المهم للمصاب بالسكري معرفة أن الزيادة في كمية سكر الدم في الصباح وهو صائم ليست لها علاقة بكمية الأكل في وجبة العشاء لليوم الذي سبق إجراء التحليل ولا بكمية الوجبة الخفيفة قبل النوم وهذا بعد التأكد من مرور الثمانية ساعات المشار إليها (حيث أنه من المفترض أن يكون تأثير الأكل على سكر الدم ينتهي في حدود 4-6 ساعات تقريباً ثم يعود مستوى سكر الدم لكمية سكر الدم قبل تناول الوجبة).
ولكن العامل المهم لكمية السكر بالدم في الصباح والشخص صائم هو كمية إفراز السكر من الكبد والشخص نائم، ما معنى هذا ؟ لنتذكر أن هرمون الإنسيولين يقوم بتخزين السكر في الكبد على هيئة جلايكوجين، وفي أثناء النوم ونظراً لحاجة الجسم إلى الجلوكوز (السكر) لأداء الوظائف الحيوية مثل التنفس وإنقباض وإنبساط القلب والمحافظة على درجة حرارة الجسم ...إلخ. فإن الجسم يتحصل على الجلوكوز (السكر) اللازم من المخزون لديه وهو الجلوكوز (السكر) المخزن بالكبد. وهناك عدة عوامل تؤثر في إفراز الجلوكوز (السكر) من الكبد، ومن أهم العوامل التي تزيد من كمية إفراز السكر من الكبد هو نقص مفعول الإنسيولين أو زيادة الهرمونات المضادة لمفعول الإنسيولين.
ظاهرة الفجر (Dawn phenomenon): ببساطة هذه الظاهرة تحدث نتيجة زيادة الهرمونات المضادة لمفعول الإنسيولين في ساعات الصباح الباكر أي قُبيل الفجر، وهذه الزيادة للهرمونات زيادة فيسيولوجية (أي طبيعية)، أي أنها تحدث للمصابين بالسكري وللغير المصابين بالسكري. ولكن الغير مصابين بالسكري لا يسمحوا بزيادة السكر الدم في الصباح نظراً لأن كمية الإنسيولين وكذلك مفعول الإنسيولين طبيعي أي أن الجسم يقوم بإفراز الإنسيولين في حالة زيادة السكر عن المعدل الطبيعي ويمنع حدوث الزيادة في سكر الدم، ولكن المصابين بالسكري فإن زيادة السكر الناجمة على زيادة الهرمونات المضادة للإنسيولين لا تجد الإنسيولين الكافي أو المفعول الكافي للإنسيولين للتحكم بزيادة السكر الناجمة على زيادة الهرمونات المضادة فيزداد سكر الدم في الصباح. في الحقيقة هذه الظاهرة تحدث في الغالب في النوع الأول من المصابين بالسكري إلا أنها قد تحدث أيضاً في النوع الثاني من المصابين بالسكري. والآن لمعرفة هل أنت مصاب بظاهرة الفجر (Dawn phenomenon) يجب عليك القيام بقياس سكر الدم في الفترات التالية، الساعة الثانية صباحاً، الساعة الرابعة صباحاً، الساعة السادسة صباحاً، وإذا وجدت أن الزيادة في سكر الدم في هذه الفترات بالتحديد وخاصةً معدل السكر في الساعة الرابعة صباحاً والساعة السادسة صباحاً ، فإن زيادة سكر الدم في الصباح هي في الغالب نتيجة ظاهرة الفجر. وكما أوضحت أن هذه الظاهرة تحدث في الغالب في النوع الأول من المصابين بالسكري وسيقوم الطبيب بتعديل جرعة الإنسيولين لعلاج هذه الظاهرة (وفي الغالب سيزيد من كمية الإنسيولين القاعدي الذي تأخذه قبل وجبة العشاء) أو ينصحك بالإمتناع عن أكل وجبة خفيفة قبل النوم.
ملاحظة: القيام بقياس سكر الدم في فترات الصباح المختلفة مهمة لكي تتأكد من أن الشخص ليس لديه ظاهرة سوموجي (Somogyi phenomenon) والتي سنتاولها في موضوع مستقل آخر.
لا بد من عمل التحليل التركمي لسكر الدم "HbA1c" كل اربعه اشهر على الاكثر