الأحد، 16 سبتمبر 2012

--( مصاب بالسكري وقدماي بها "تنميل والآم" ما معنى هذا؟ وما الذي يجب فعله؟ )




في الحقيقة هذه الأعراض مهمة للمصابين بالسكري، فالتنميل والالآم بالقدمين قد يحدث بعد مرور سنة أو سنوات من تشخيص مرض السكري، ولكن يجب أن ننتبه إلى أن هذه الأعراض قد تكون ناجمة عن عدة أسباب وليس بالضرورة ناجمة كمضاعفات مرض السكري. فالطبيب المعالج (أخصائي السكري) سيقوم بالكشف على المريض وإجراء بعض التحاليل والفحوصات وربما
 بعض أنواع صور الأشعة، حتى يتمكن من معرفة التشخيص النهائي للحالة وبالتالي إعطاء العلاج المناسب أو تحويل الحالة إلى أخصائي آخر حسب التشخيص.
ولكن أود أن أذكر أهم سببين للمصابين بالسكري والذين يصابون بهذه الحالة أو هذه الأعراض "التنميل والالآم بالقدمين"، في الحقيقة أهم سببين لهذه الأعراض هو إمّا أن يكون هناك قصور في الأوعية الدموية التي تغذي الأطراف السفلية للجسم أو أن هناك تلف للأعصاب التي تغذي الأطراف السفلية للجسم. الأولى بسبب تصلب الشرايين المصاحب لمرض السكري (نتيجة عدم التحكم الجيد لمرض السكري) والثاني بسبب أن الأعصاب التي تغذي في الأطراف السفلية تُصاب بمضاعفات السكري (نتيجة عدم التحكم الجيد لمرض السكري).
هناك بعض الأسئلة والتي ستساعد الفريق الطبي المعالج لك أو الطبيب المعالج لك لمعرفة التشخيص. فمثلاً، هل هذه الالآم تشعر بها بعد أن تمشي مسافة معينة على الأقدام؟ وهل هذه الالآم تختفي عندما تجلس وتستريح وتتوقف عن المشي؟ هل القدمين يتغير لونهما إلى الأحمر أو الأزرق عندما يكونان أسفل ويختفي اللون اّلأحمر عندما تقوم برفعهم للأعلى؟ (على سبيل المثال عندما يكون المصاب بالسكري مستلقي على السرير فيقوم المريض بإنزالهم لأسفل ثم رفعهم). هل تشعربالبرودة في القدمين والساقين؟ هل يـميل المصاب بالسكري أن يُبقي قدماة متدلياتان على حافة السرير حتى تخف الالآم؟ في حالة الإجابة "بنعم" عن إحدى الأسئلة المذكورة أعلاه فإن المصاب بالسكري في الغالب يعاني من قصور في الشرايين التي تغذي الأطراف السفلية الناجمة من تصلب الشرايين المصاحب لمرض السكري (نتيجة عدم التحكم الجيد لمرض السكري). وفي هذه الحالة من المفترض أن يقوم أخصائي السكري بتحويل الحالة إلى أخصائي "جراح تخصص جراحة الشرايين" والذي بدورة قد يقوم بعمل بعض الفحوصات بأجهزة الدوبلر (Doppler) وبعض الصور بإستخدام أصبغة خاصة لرؤية الشرايين وقد يتطلب العلاج إمّا أدوية فموية فقط أو تدخل جراحي، والقرار متروك للجراح.
وفي حالة عدم وجود ما ذكرناه في الأسئلة أعلاه، ففي الغالب المصاب بالسكري لديه ما يُعرف "بإضطراب الأطراف العصبية" الناجمة من عدم التحكم الجيد لمرض السكري. وهذه الأعراض مزعجة وتضايق معظم المصابين بها، يقوم المصاب بالسكري بوصف الالآم في الغالب كأنها وخز، أو حرقان، أو حادة، أو كللسعة الكهربائية، وهناك أيضاً إحساس آخر قد يكون أكثر سوء وهو الشعور بأن قدماه "نائمتان"، أو كشيء يتحرك بداخلهما .. وغيرها. على أية حال إن عدم التحكم الجيد لمرض السكري قد يكون هو السبب ولكن كما أوضحت فإنه من الضروري التأكد من عدم وجود سبب آخر لهذه الأعراض. كما يُنصح جميع المصابين بالسكري بالكشف على القدمين من قبل أخصائي سكري وذلك بمعدل مرة في السنة لمعرفة ما إذا كان المريض يعاني من إضطراب في الأطراف العصبية أم لا ؟ حيث أن إضطراب الأطراف العصبية في المراحل المبكرة قد يكون غير مصاحب باية أعراض ولا يمكن معرفته إلاّ بالكشف الدوري.
بالرغم من أنه لا يوجد "علاج شافي" لهذه المشكلة في الأطراف العصبية (أي أن الأدوية التي تُستعمل هي للسيطرة على الأعراض وليس لها علاقة بصحة العصب نفسه)، ولكن التحكم الجيد في سكر الدم من أهم العوامل للوقاية حدوث هذه المضاعفات. هناك العديد من الأبحاث الطبية أوضحت بأن تجنب الإرتفاعات العالية والإنخفاضات الشديدة لسكر الدم (أي منع التذبذب في سكر الدم) يساعد كثير في التحكم والسيطرة على هذه الأعراض. كما أن التحكم في الكوليسترول وضغط الدم هما أيضا مهمان للسيطرة على هذه الأعراض. بالطبع الإمتناع عن التدخين والإمتناع عن تناول الكحوليات أمر ضروري ومهم جداً لسلامة الشرايين بصفة عامة والشرايين التي تغذي الأعصاب أيضاً. سيقوم الطبيب بوصف بعض أنواع من الأدوية التي تساعد في السيطرة على هذه الأعراض، وقد يضطر الطبيب بالمحاولة مع عدة أنواع من الأدوية التي تستخدم لهذا الغرض فلا يوجد دواء محدد أفضل من غيره. فربما يكون ذاك الدواء مناسب لك ولكنه لا يناسب مريض آخر أو العكس. فالطبيب سيحاول معك بعض تلك الأنواع من الأدوية للحصول على أفضل النتائج. كما أن الإهتمام بالقدمين شيء ضروري جداً مثل نظافة القدمين، وتقليم الأظافر، ولبس الحذاء المناسب، والكشف الذاتي على القدمين.


لا بد من عمل التحليل التراكمي لسكر الدم "HbA1c" كل اربعه اشهر على الاكثر

المشاركات الشائعة

بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة