الاثنين، 3 سبتمبر 2012

----- (( من الذي سيقوم بعلاجك من مرض السكري؟ ))




من الذي سيقوم بعلاجك من مرض السكري؟ المريض نفسه. نعم، أنت بالطبع من سيقوم بالعلاج، الآخرين سيساعدوك فقط في هذه العملية، ولكن المسؤلية الحقيقية تقع على عاتق المريض نفسة.
في كل يوم، عليك الكثير من القرارات التي يجب إتخاذها بخصوص علاج مرض السكري، وإذا إلتفت يميناً أو يساراً فلن تجد أحد من فريقك الطبي معك، لا أحد منهم سيتطوع ويبقى معك حيث ما أنت ليساعدك

 في التعامل مع مرض السكري يجب أن تعرف كيف تعمتد على نفسك في علاج مرض السكري. أمّا بقية فريقك الطبي سيقوم بتوجيهك فقط وتعليمك كيفية التعامل في مختلف الظروف والأمر متروك لك. الخبر المفرح والسّار بهذا الخصوص هو أنك تستطيع أن تهتم بأمور علاج السكري بمفردك إذا أكتسبت المهارات الأساسية للتعامل مع مرض السكري.
(( الخطوة الأولى )) التي يجب عليك فعلها هو التثقيف والإطلاع لمعرفة ماهية مرض السكري. ويُنصح أن تبحث عن مثقف في مرض السكري لمساعدتك بهذا الخصوص، المثقف السكري من مهامة تعليم المريض كيفية التعامل مع مرض السكري والتأكد من أن المريض أصبح على علم بالإمور المفيدة له في علاج مرض السكري، بل والعمل على التأكد من أن المريض أصبح ُيغير من بعض سلوكياته الضارة به مثل التدخين ، وشرب الخمر وقلة النشاط البدني، والنظام الغذائي الضار...إلخ .. فالمثقف في مرض السكري، ليست وظيفته تعليمية فقط، بل لا بد أن يستطيع هذا المثقف أن يجعل المريض ُيغير من بعض سلوكياته الضارة به، ولهذا السبب أُفضل أن يطلق على المثقف السكري لفظ ( المربي ).
على أية حال النقاط التي يجب على المريض التأكد من أنه قد أستوعبها في عملية التثقيف هي:
1. فكرة عامة عن مرض السكري ( تعريفه ، أنواعه ، مضاعفاته ، كيفية علاجه...إلخ).
2. معرفة النظام الصحي الغذائي لمرضى السكري.
3. متى يستطيع أن يزاول الرياضة ، ونوع الرياضة المناسبة له ، ومدتها.
4. كيفية مراقبة سكر الدم تلقائياً (SMBG) بإستخدام أجهزة قياس سكر الدم.
5. نبذه مختصرة على الأدوية التي تستخدم في علاج مرض السكري (أنواعها ، جرعاتها ، مضاعفاتها الجانبية .. إلخ).
6. معرفة المضاعفات الحادة لمرض السكري وعلاجها وطرق الوقاية منها.
7. معرفة المضاعفات المزمنة لمرض السكري وعلاجها وطرق الوقاية منها.
8. وضع الأهداف العلاجية والتغلب على العوائق لتحقيق هذه الأهداف.
9. التأقلم النفسي للتعايش مع مرض السكري.
10. بالنسبة للنساء، كيفية التصرف في فترة ما قبل الحمل وأثناء الحمل مع مرض السكري.
11. كيفية التصرف مع مرض السكري في بعض الظروف الخاصة مثل أثناء الصيام ، وأثناء فترة أداء مناسك الحج والعمرة.
وإذا أنت غير متأكد من أنك تستطيع أن تستوعب النقاط المذكورة أعلاه، فأنت بحاجة إلى مثقف سكري.
(( الخطوة الثانية )) بعد عملية التثفيف هي أن تجد من يدعمك في علاج مرض السكري أو بمعنى آخر البحث عن جماعة لها نفس الطموح في التغلب على مرض السكري، فعلى سبيل المثال أحد أقاربك أو أصدقائك، أو الجماعات الموجودة من خلال الإنترنت (المنتديات الطبية). حاول أن تختار الرفيق المناسب لك. لأن الجماعة ستجعل لك حافز لتحقيق النجاحات التي حققها الآخرين. وستُساعدك على أن ُتلزم نفسك بالعلاج لتحقيق الأهداف التي أتفقت عليها الجماعة لتحقيقها، مثلاً الوصول بالتحليل التراكمي لسكر الدم إلى أقل من 7 %. من يستطيع أن ُيحقق هذا الهدف أولاً وكيف إستطاع ذلك؟، أو من يستطيع أن يصل بالـكوليسترول الدهني المنخفض الكثافة إلى أقل من 100 ملجم / ديسيليتر. ... وهكذا.
لا تنسى الجوائز التي ستكتسبها من تحقيقك للأهداف والإهتمام بمرض السكري منذ البداية، وأهم الجوائز هي (( الحياة الصحية الأفضل )). أو بمعنى آخر قارن نفسك بشخص مُهمل في التعامل مع مرض السكري بعد مرور فترة زمنية طويلة من إهتمامك بالسكري لترى الجوائز التي مُنحت لك بسبب تحكمك الجيد في مرض السكري فستجد أن مضاعفات السكري لم تقترب منك في حين أن المهمل في تعامله مع السكري قد أصابه ما أصابه من المضاعفات المزمنة لمرض السكري. وتذكر أيضاً أن علاج مرض السكري عملية مستمرة والتغيير العلاجي لإسلوب الحياة (TLC) لا يتحقق في ليلة أو ضحاها. فالصبر والعزيمة مفتاحي النجاح في علاج مرض السكري.
وتذكر أيضاً ان علاج مرض السكري يجب أن يكون علاج إستباقي أو وقائي أي لا تنتظر حدوث المضاعفات الحادة أو المزمنة للذهاب إلى الطبيب المتخصص في مرض السكري بل يجب السعي على منع حدوثها. فدرهم وقاية خير قنطار علاج.

المشاركات الشائعة

بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة