الأربعاء، 12 سبتمبر 2012

--( العلاج بالخلايا الجذعية ومرض السكري ... ما معنى هذا؟ )




تـُـبشـَـر إستخدامات الخلايا الجذعية ((بعلاج)) العديد من الأمراض ومنها مرض السكري.
حقيقةً قبل الإستمرار في الحديث عن الخلايا الجذعية أرجو مراجعة المقالة بعنوان

--( هل إقتربنا من إكتشاف علاج شافي للنوع الأول من السكري ! ) وهي على الرابط التالي...

فكما ذكرت في تلك المقالة إن إستخلاص وإستخدام (خلايا البيتا) وهي المسؤلة عن إفراز الإنسيولين تواجهه عدة تحديات منها قلة الأعضاءالمتبرع بها (وهي البنكرياس)، وصعوبة "تقنية إستخلاصها من البنكرياس"، ثم المشاكل الناجمة من العلاج المضاد لطردها. وعلى الرغم من إن زراعة (خلايا البيتا) ما زال يُعمل به في نطاق ضيق والأبحاث في تطور مستمر لتحسين هذا النوع من العلاج. إلاّ أن إستخدام (الخلايا الجذعية) قد تكون التقنية والوسيلة التي بها سيتوفر لنا بها عدد غير معدود من خلايا البيتا والتي تفرز في الإنسيولين، كما أن الخلايا الجذعية قد توظف في التعامل مع الجهاز المناعي لمنع طرد الخلايا البيتا المزروعة (إمّا من متبرعين أو تم إنتاجها من خلايا جذعية أخرى)، كما أن إستخدام الخلايا الجذعية قد يساعد على تصليح ما فسد من خلايا وأنسجة بما فيها خلايا الجهاز الدوري وهذا قد يُساعد في الوقاية من بعض المضاعفات لمرض السكري. فهناك عدة إستخدامات للعلاج بالخلايا الجذعية.
في الحقيقة هناك نوعان أساسيان للخلايا الجذعية: الأول وهو النوع من الخلايا الجذعية التي تنقسم وتنتج نسخ من نفسها، ثم بعد ذلك بإمكان تلك الخلايا تتطور وتصبح ((أية خلية أخرى ... أُعيد ... أية خلية أخرى)) من خلايا الجسم المختلفة. والنوع الثاني من الخلايا الجذعية هو النوع من الخلايا الجذعية التي تنقسم وتنتج نسخ من نفسها، ولكن تلك الخلايا لا تتطور إلاَ ((لعدد محدود ومعين)) من أنواع خلايا الجسم.
من أمثلة الخلايا الجذعية من النوع الأول هو الخلايا الجذعية المشتقة من الأجنَـة. فالخلايا الجذعية المشتقة من الأجنـَة بإمكانها أن تتحول إلى أية نوع من خلايا الجسم المختلفة.
بينما الخلايا الجذعية المشتقة من دم الحبل السري، أو الخلايا الجذعية المشتقة من الإنسان البالغ "الموجودة بنخاع العظم، أو التي بالدماغ" فهي من النوع الثاني وهو النوع الذي ينتج عدد محدد من خلايا الجسم وليس كل أنواع الخلايا.
بالطبع العلماء يتمنون ويأملون أن الخلايا الجذعية "في يومٍ ما" سيتم زراعتها لتوفير عدد غير محدد من الخلايا الحية والتي تنتج في الإنسيولين وبالتالي فإن ذلك سيقلل من إستخدام حُقن الإنسيولين للنوع الأول من السكري وعلاج عدد كبير من المصابين بالنوع الأول من السكري. لأنه كما أوضحنا فإن زراعة (خلايا البيتا) المعمول بها حالياً وعلى نطاق ضيق لها من المشاكل ما يجعلها غير عملية لعلاج النوع الأول من السكري.
هناك أمر آخر مهم يجب الإنتباه له. وهو أن (خلايا البيتا) سواء تلك التي أُشتقت من البنكرياس وتم زراعتها (( أو )) التي نتجت من زراعة خلايا جذعية. فإن هذه الخلايا (خلايا البيتا) بحاجة إلى من يدافع عنها للبقاء في الجسم حيث سيتم طردها بواسطة الجهاز المناعي وهو الأمر الذي يجعل إستخدام أقراص "مضادات المناعة" لمنع طرد الخلايا شيء ضروري ولكن إستخدام مضادات المناعة له مشاكل أيضاً ليست بالبسيطة في بعض الأحيان. هنا يأتي دور الخلايا الجذعية مرة أخرى. كيف؟ يتم تحطيم الجهاز المناعي للمريض قبل زراعة (خلايا البيتا) أو قبل زراعة الخلية الجذعية "التي سوف تتحول لخلايا بيتا"، وبعد أن يتم القضاء على الجهاز المناعي المسؤل عن تحطم "خلايا البيتا" للمصابين بالسكري النوع الأول، يتم زراعة خلايا جذعية والتي ستتحول إلى الخلايا المنتجة لخلايا الجهاز المناعي بالدم. وتكون الخلايا المناعية الجديدة مبرمجة بعدم المساس بخلايا البيتا التي سيتم زراعتها. أي نحن بحاجة إلى نوعين من الخلايا الجذعية للمصابين بالسكري النوع الأول. الأولى لكي تتحول إلى خلايا منتجة للإنسيولين والثانية لكي تتحول إلى خلايا منتجة لخلايا الدم المناعية.
العلماء يعتقدون أيضاً بأن يوماً ما ستتمكن الخلايا الجذعية من الوقاية من المضاعفات المزمنة للسكري مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية وكلى السكري وشبكية السكري وإضطراب الأطراف العصبية وذلك بإصلاح "وصيانة" الأنسجة الموجودة بالشرايين الدقيقة والكبيرة بالجسم "وهذا نوع ثالث من الخلايا الجذعية الذي ربما سنحتاج له للمصابين بالسكري". فبالتالي ستصبح وظيفة الدورة الدموية طبيعية وتمنع حدوث مشاكل السكري الناجمة من إضطراب وظائف الأوعية الدقيقة والكبيرة بالجسم. فحقيقةً إستخدام الخلايا لجذعية للمصابين بالسكري لتكون فعَالة أمر ليس سهلاً.
---(( ما هي الأسئلة والتحديات التي ستواجه العلماء في مجال الخلايا الجذعية ! ))
1- هل بالإمكان جعل الخلايا الجذعية المشقتة من الأجنَة أو المشتقة من الشخص البالغ تنمو بالمعمل ويتم توجيهها لتصبح خلايا بيتا؟. وتنتج الإنسيولين؟
2- ما هي المورثات "الجينات" التي ينبغي أن تُفعَل أو تُهمل لتتحول تلك الخلايا الجذعية إلى خلايا منتجة للإنسيولين؟ وما هي البرمجة المطلوبة للخلايا الجذعية لتتحول إلى خلايا منتجة للإنسيولين؟
3- هل بالإمكان زراعة خلايا جذعية تتحول إلى خلايا منتجة لخلايا الدم كما ذكرنا؟ وتصبح الخلايا المناعية الناتجة لا تسبب تهديد لخلايا البيتا المزروعة أو التي تم إنتاجها من خلايا جذعية أخرى؟.
4- وهل بالإمكان أن تستحدث طريقة لإستغلال الخلايا المصنعة لخلايا الدم الناتجة من الخلايا الجذعية في كبح جماح الجهاز المناعي الذي يسبب في حدوث النوع الأول من السكري؟
5- هل بإمكان الخلايا المكونة للدم الناتجة من الخلايا الجذعية أو خلايا جذعية أخرى أن تقوم بتصليح "وصيانة" الأنسجة مثل الأوعية الدموية للمصابين بالسكري؟ وكيف ستكون الكيفية لهذه الخلايا في إعادة وإنتاج أنسجة سليمة؟.
6- يجب فهم كيف يتمكن مرض السكري وإرتفاع سكر الدم من منع تطور الخلايا الجذعية في الأنسجة المريضة بسبب مضاعفات السكري المزمنة؟
ملاحظة: يجب أن ننوه بإن إستخدام الخلايا الجذعية في علاج السكري (للإنسان) ما زال في طور الأبحاث وما زال في بدايته. فأرجو الإنتباه من الذين يدَعون بأنهم يستخدمون علاج الخلايا الجذعية لعلاج السكري، فربما يكون هناك خطأ ما أو ربما تكون هناك "عملية نصب".



لا بد من عمل التحليل التراكمي لسكر الدم "HbA1c" كل اربعه اشهر على الاكثر

المشاركات الشائعة

بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة