حالياً وكما هو معلوم فإن المصابين بالنوع الأول من السكري بحاجة إلى حقن أنفسهم بحقنة الإنسيولين لعلاج إصابتهم بالسكري، ولكن الإنسيولين ليس علاجاً شافياً للسكري وإنما هو للسيطرة على إرتفاع سكر الدم وجعله في المعدلات المقبولة لسلامة أعضاء الجسم. وقال السيد "ميلتون" بأنهم يريدوا أن يستبدلوا "حقنة الإنسيولين" بحل آخر وهو العلاج بــ"خلايا البيتا".
السيد "ميلتون" وكما ذكرتُ في المقالة السابقة ونظراً لإصابة إثنين من أبنائه بالنوع الأول من السكري فإنه مهتم إهتمام خاص بإيجاد علاج شافي للسكري النوع الأول وهو (أي السيد ميلتون) يشغل حالياً منصب المدير المساعد لإحدى أكبر المؤسسات المختصة في الأبحاث المتعلقة بالخلايا الجذعيه وبرمجة الخلايا بجامعة "هارفارد" الأمريكية. وقد قال عن نفسه بأنه كلما يستيقظ في الصباح فإنه يسأل نفسه "كيف يمكنني أن أصنع خلية بيتا؟".
وفي إحدى الأبحاث التي تم نشرها في مجلة "الخلية" (Cell) لعدد أكتوبر 2014 فقد إستطاع فريق البحاث تصنيع مئات الملايين من "خلايا البيتا" في المختبر بإستخدام تقنية الخلايا الجذعية وذلك بإستخدام الخلايا الجذعية للأجنة.
الأشخاص الغير مصابين بالسكري لديهم حوالي "بليون" (=ألف مليون) خلية بيتا، ولكن للتحكم بالسكر في الدم فإنه يكفي وجود 150 مليون خلية بيتا. وقد قال السيد ميلتون بأن هذا العدد لم يصبح مشكلة الآن فإنهم إستطاعوا توفيره.
بالطبع تم تجربة هذه الخلايا المصنعة في المختبرات المعملية على الفئران وكانت النتائج ليس فقط التحكم في سكر الدم بل الشفاء من السكري النوع الأول. هكذا قال السيد ميلتون. وقال السيد "ميلتون" بأن في الفئران والتي تم التحكم في "كبح جماح" الجهاز المناعي فإنهم تم شفائهم في غضون 10 أيام. ولكن حتى في الفئران التي لم يتم "كبح جماح" جهازها المناعي فإن خلايا "البيتا" المزوعة عاشت لفترة 6 أشهر ولا زالت حية ولا يدري إلى متى ستظل حية.
ولكن هل ستنجح التجارب على الإنسان؟ لا أحد يدري.
وقال السيد "ميلتون" بأن التجارب على الإنسان والأبحاث على الإنسان هي مشروع وقد يبدأ في غضون الثلاثة سنوات القادمة.
ولو تبث أن الأبحات في الإنسان كانت إيجابية وناجحة فإن السيد "ميلتون" ورفاقة سيكونوا مرجعية للوفاء بالجهود المبذولة لعدة عقود من أجل إستخدام الخلايا الجذعية في علاج السكري.