في الحقيقة هذه المقالة قد تكون مناسبة للأطباء، ولكن لا بأس على المصابين بالسكري والذين يحبون معرفة ما هو "السي ببتايد"؟ أن يطلعوا على هذه المقالة. فإنها تهمهم.
عندما تتحدث مع مصاب بالسكري وتقول له إن خلايا "البيتا" (الموجودة بالبنكرياس والتي تفرز في الإنسيولين) قد تحطمت وتسببت في ظهور أعراض النوع الأول من السكري، فإنه في الغالب سيسأل ولكن هل تحطمت خلايا "البيتا" تماماً؟، كيف لي أن أعرف أن خلايا "البيتا" كلها تحطمت؟، وإذا كان هناك بعض الخلايا لا زالت باقية فكيف لي أن أحافظ عليها؟.
الإجابة على هذه الأسئلة تعتبر "التحدي" الذي يواجه العلماء المتخصصون في مجال السكري. حيث أنهم يسعون بكل ما أوتوا من علم ومعرفة لمحاولة تحديد كيف يمكننا معرفة كمية خلايا "البيتا" الباقية عند أو بعد بداية السكري؟ وكيف يمكننا منع تحطم الخلايا الباقية ؟ وهل هناك طريقة لمعرفة من؟ من الناس عُرضة للنوع الأول من السكري؟ وإذا تم معرفتهم فهل هناك طريقة للوقاية من السكري النوع الأول؟
كل هذه الأسئلة هي مجال للأبحاث ولا تجد إسبوع يمر إلاّ وهناك العشرات من الأبحاث نُشرت بهذا الخصوص والأمل موجود في الوصول إلى طريقة للحد من الإصابة بالنوع الأول من السكري والوقاية منه (ولكن لم تنجح طرق الوقاية للآن في البشر حيث أنها نجحت في التجارب المعملية على الفئران). وهناك عدة أبحاث لمحاولة تعويض خلايا "البيتا" مثل تقنية "إعادة برمجة الخلايا"، أو إستخدام "الخلايا الجذعية" .. وغيرها.. ولكن لا زالت هذه الطرق طور الأبحاث أيضاً.
إذن خلايا "البيتا" هي الخلايا المهمة عند المصابين بالنوع الأول من السكري. فإنها للأسف تتحطم بصورة تدريجية إلى أن يبدأ ظهور أعراض السكري النوع الأول. ولكن هناك العديد من الأبحاث التي توضح أن هناك عدد لا بأس به من المصابين بالنوع الأول والتي ظهرت عندهم أعراض السكري ولكن خلايا "البيتا" لم تتحطم نهائياً. فالسؤال هو ما هي الطريقة أو التحليل الذي تساعدني في معرفة هل ما زالت لديّ خلايا "بيتا" أم لا؟
هو الحقيقة لا يوجد مؤشر دقيق جداًّ لمعرفة ما المتبقي من خلايا "البيتا" ولكن المؤشر الذي يستخدم في بعض الأبحاث الطبية المتعلقة بالسكري هو كمية الـ سي ببتايد (C-peptide) بالدم. قد يتسأل أحد بأنه لماذا لا يتم قياس "الإنسيولين" بالدم ؟ أليست خلايا البيتا تفرز في هذا الهرمون؟ هذا صحيح. ولكن الإنسيولين الذي يُفرز من خلايا البيتا يتعرض للتكسير عند مروره على "الكبد" وقبل وصوله للدورة الدموية والتي من خلالها نقوم بقياس الإنسيولين. وبالتالي فإنه سيعطينا إنطباع خاطىء عن كمية خلايا "البيتا" بينما الـ سي ببتايد (C-peptide) يُفرز من خلايا البيتا بنسبة 1 : 1 مع الإنسيولين (أي بنفس المعدل، فالسي ببتايد كان جزأً من الهرمون وإنفصل عليه عندما تم إفراز الإنسيولين بالدم "أنطر الصورة المرفقة" السلسلة الصفراء اللون هي السي ببتايد بينما الإنسيولين هو السلسلتين الحمراء) فالسي ببتايد يُفرز بنسبة 1:1 ولكنه لا يتعرض إلى التكسير في "الكبد" فإنه أفضل نسبياً من قياس الإنسيولين لمعرفة ما تبقى من خلايا "البيتا".
بإختصار كمية الـ سي ببتايد (C-peptide) بالدم هي مؤشر "تقريبي" على ما تبقى من خلايا "البتيا".
وكما تحدثنا مراراً فإن تثقيف المصاب بالسكري شيء مهم جداً ، وحيث أن هناك الكثير من المقالات التي سنتناولها في هذه الصفحة والتي تتحدث عن خلايا "البيتا" والتي ربما من خلالها سنضطر إلى ذكر الـ سي ببتايد (C-peptide) بالدم ، فإنني أرى أنه من المهم للمصاب بالسكري أن يكون على قدر من الثقافة الصحية لمعرفة كلاً من هرمون الإنسيولين ، والـ سي ببتايد (C-peptide) بالدم.