في الآونة الأخيرة أصبح المنظور العام للإصابة بالسكري بأنها أحد أمراض الجهاز الدوري والقلب وليس فقط أحدى أمراض الغدد الصماء الناجمة عن خلل بالإنسيولين. وهناك العديد من المصابين بالسكري لا يدركون هذه الحقيقة وعلاقة السكري بأمراض الجهاز الدوري والقلب. فوجب علينا تنبيه المصابين بالسكري للإهتمام بسلامة الجهاز الدوري والقلب وأن هذا الإهتمام من الأشياء المهمة جداً لعلاج الإصابة بالسكري حيث أن السبب الرئيسي للوفاة لأكثر من 70 % من المصابين بالسكري هو بسبب أمراض القلب والشرايين كالنوبة القلبية ، والجلطة بالرأس ، والجلطة بالأطراف المؤدية للبتر .. إلخ (ربنا يحفظ الجميع). والسبب في هذا هو أن زيادة كمية السكر في الدم تؤدي إلى خلل في وظيفة الأوعية الدموية.، وبالتالي وجب على جميع المصابين بالسكري الإهتمام بالعادات والسلوكيات التي تضمن سلامة الجهاز الدوري والقلب وهي:
1 إنتبه لقيم سكر الدم: العمل بالمحافظة على أن تكون قيم السكر بالدم في المعدلات المعقولة وفي نطاق الأهداف التي نسعى إليها. كما أن التحليل التراكمي لسكر الدم (الهيموجلوبين HbA1c) وهو من أهم المؤشرات على التحكم الجيد لسكر الدم ينبغي أن يكون أقل من 7% "هذا بصفة عامة". ويجب عمل التحليل التراكمي لسكر الدم مرتين في السنة على الأقل لمعرفة هل أمور التحكم في سكر الدم على ما يرام أم لا؟.
2 إنتبه لضغط دمك: الهدف هو أن يكون ضغط الدم أقل من 140/80 مم زئبق. ويجب أن تقوم بقياس ضغط الدم في كل زيارة تقوم بها للطبيب المشرف على علاجك من السكري. وعلى الأقل أربعة مرات في العام.
3 الإمتناع عن التدخين: المصابون بالسكري عُرضة لأمراض القلب من 2–4 أضعاف المرات إذا ما تم مقارنتهم بالغير مصابين بالسكري ، وطبعاً إذا كنت مُصاب بالسكري وتريد أن تدخن، فالأمر لا يحتاج إلى تفكير كثير، أضرب الأرقام في 2 ! ، وكما قلنا سابقاً (( السكري + التدخين = تصلب الشرايين المحقق والأكيد )).
4 المحافظة على الوزن الطبيعي: البحث عن الطريقة المناسبة لتخفيض الوزن إذا كنت مُصاب بالسمنة من العوامل التي تساعد على صحة الجهاز الدوري والقلب.
5 المحافظة على ممارسة الرياضة: الهدف هو 30 دقيقة في اليوم وذلك لمدة 5 أيام في الإسبوع. بالطبع يمكنك القيام بذلك، ولكن إذا كنت ترغب في أن تقوم بذلك.
6 المحافظة على القيم الطبيعية لنسبة الدهون بالدم: قد تحدث العديد من الإضطرابات للدهون بالدم للمصابين بالسكري وبالأخص النوع الثاني من مرض السكر مثل:
o زيادة الكوليسترول الدهني المنخفض الكثافة "LDL-C".
o نقص الكوليسترول الدهني العالي الكثافة "HDL-C".
o زيادة الدهون الثلاثية.
وتقترح الرابطة الإمريكية لمرض السكري ، أن يكون الهدف هو الوصول بقيمة الكوليسترول الدهني المنخفض الكثافة "LDL-C" إلى أقل من 100 ملجم /ديسيليتر ، أما الكوليسترول الدهني العالي الكثافة (HDL-C) كلما إزداد في الدم كلما كان هذا مفيداً للجسم ، ويجب أن يكون الكوليسترول الدهني العالي الكثافة في النساء أكثر من 50 ملجم / ديسيليتر ، وفي الرجال أكثر من 40 ملجم / ديسيليتر أما بالنسبة للدهون الثلاثية (Triglyceride) يجب أن تكون أقل من 150 ملجم / ديسيليتر.، مع ملاحظة أن الكوليسترول الكلي يجب أن يكون أقل من 200 ملجم/ديسيليتر، إذا لا تريد أن تتذكر أو لا تعرف هذه الأرقام فأسئل طبيبك بخصوصها.
7 العمل على أخذ الأدوية بصورة منتظمة وكما مخطط لها: ففي الغالب كل دواء مصروف لك لابد وأن يكون له هدف معين ، إما للمحافظة على ضغط الدم أو للمحافظة على النسب الطبيعية للدهون أو لعلاج إرتفاع السكر، على كلٍ إذا لا ترغب في تناول بعض الأدوية المصروفة لك فيجب أن تُخبر الطبيب بذلك.
8 أخذ أقراص الأسبيرين: تبين بالدراسات أن تناول جرعات قليلة من لأسبرين يومياً تقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبة القلبية. ولكن يجب أن تُخبر طبيبك بأنك تريد أن تتناول أقراص الأسبرين. حيث أن تناول الأسبرين للمصابين بالسكري له شروط ذكرناها في إحدى المقالات السابقة.
9 الإمتناع عن تناول الكحوليات "شرب الخمر": تناول الكحوليات بكميات كبيرة يسبب في إرتفاع ضغط الدم أو في زيادة نسبة الدهون الثلاثية أو الإثنين معاً الأمر الذي يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية ويجعل المريض عُرضة أكثر لأمراض الجهاز الدوري والقلب.
10 أقلل من التوترالنفسي: التوتر النفسي له علاقة بأمراض القلب، وكلما كان التوتر النفسي أقل فالصحة أفضل ، وحتى تُقلل من التوتر النفسي ، أدرس أولوياتك في أمورك ، وكن واقعياً ، وحدد وقت لإنهاء عمل محدد ، وأطلب المعونة من الآخرين إذا أحتجت لذلك.
11 المحافظة على الأكل الصحي: وخاصةً الغذاء الغني بالخضروات والفواكه ، أقلل من تناول الدهون كلما أمكن ذلك.
إذن هذه قائمة طويلة من أفعل ولا تفعل للمحافظة على سلامة الجهاز الدوري والقلب ولكن أنصح المصاب بالسكري بأن يعمل بإثنين فقط من الإرشادات المذكورة اِعلاه وكلما نجح في إثنين من النصائح ينتقل إلى إثنين آخرين من الإرشادات وذلك بمعدل هدفين كل ثلاثة أسابيع أو كل شهر. وهكذا بالتدريج حتى يعمل بكل الإرشادات المذكوره أعلاه. بالطبع إذا أردت أن تعمل بكل الإرشادات في آن واحد فهذا أفضل. وُأكرر وأقول أن علاج السكري يجب أن يكون مبنياً على النظام الإستباقي أو الوقائي. أي لا تنتظر حدوث أمراض القلب ثم السعي على إيجاد العلاج المناسب لها بل يجب العمل على منع حدوثها وذلك بطرق الوقاية منها