وُجد أنه حوالي 20 % من الحالات التي يتم تشخيصها بالنوع الثاني من السكري مصابة ببعض الثأثيرات السلبية على شبكية العين الناجمة عن السكري منذ بداية التشخيص (حتى بدون وجود أعراض ومشاكل بالبصر) ، وبمرور الوقت تزداد هذه النسبة. 20% النسبة ليست قليلة. فوجب على المصابين بالسكري العمل على "الكشف المبكر" (Screening) لشبكية العين من قِبل متخصص في طب العيون.
ملاحظة: بالنسبة للنوع الثاني من السكري في حالة "الكشف المبكر" على شبكية العين (بعد التشخيص) ولم يتبين وجود ما يدل على "شبكية السكري" فإنه بإمكان المتابعة مع طبيب العيون "كل سنتين مرة" للتأكد من سلامة شبكية العين، أما لو تبين وجود ما يدل على بداية شبكية السكري فإن مراجعة الطبيب سنوياً أمر مهم جداً أو وفق ما يُقرره طبيب العيون. أما بالنسبة للنوع الأول من السكري فوجب "الكشف المبكر" على شبكية العين في غضون الخمسة سنوات الأولى بعد بداية التشخيص ثم بعد ذلك وفق ما يُقرره طبيب العيون أو على الأقل مرة كل سنتين.
مع العلم بأنه من أهم الأسباب التي تؤدي إلى فقد البصر هو عدم التحكم الجيد بسكر الدم وعدم المقدرة على السيطرة على السكري. ووجد بالأبحاث العلمية كلما أصبحت قيم السكر بالدم قريبة من القيم الطبيعية كما هو الحال في الأشخاص الغير مصابين بالسكري ، فإن هذا يساعد على الوقاية أو على الأقل يؤخر في حدوث الثأثيرات السلبية على شبكية العين الناجمة عن السكري.
إن من أهم أسباب الثأثيرات السلبية على شبكية العين الناجمة عن السكري هو الإضطراب في الدورة الدموية لشبكة الأوعية التي تغذي العين، وتمر شبكية العين بأربعة مراحل قبل أن يفقد المصاب بالسكري بصره (ربنا يحفظ الجميع)، ولتوضيح المراحل الأربعة فإن الثأثيرات السلبية على شبكية العين تمر بمراحل بداية من تغيرات بالأوعية الدموية التي تغذي شبكية العين إلى ظهور بقع دموية في شبكية العين ، وكذلك تسرب بلازما الدم بداخل أنسجة شبكية العين وكذلك موت بعض الخلايا الموجودة بشبكية العين، مروراً إلى نمو بعض الأوعية الدموية في أماكن غير مناسبة ، وكذلك تليف في بعض المناطق القريبة من شبكية العين ومن تم حدوث النزيف بالعين أو إنفصال الشبكية وهذه الأمور بالتالي تؤدي إلى فقد البصر. في الحقيقة هذه التغيرات تأتي على مراحل ، وفي كل مرحلة توجد هناك سياسة علاجية معينة يقترحها أخصائي العيون، ومن المهم جداً معرفة إلى أي مرحلة بلغت الثأثيرات السلبية على شبكية العين ، حتى نحافظ على صحة العين بصورة جيدة.
إذن ما هي الخطواتان التي ينبغي على المصاب بالسكري فعلهما حتى يحمي عينيه ؟
((الخطوة الأولى)) وهي الوقاية: إذا لم تكن مصاب بإضطراب في شبكية العين فالتحكم الجيد لسكر الدم من أهم طرق الوقاية من الثأثيرات السلبية على شبكية العين، يجب أن ينتبه المصاب بالسكري بأن الثأثيرات السلبية على شبكية العين غير مؤلمة وفي الغالب تحدث بدون ظهور أية أعراض. فمن المهم جداً أن يقوم بفحص للعين وحدقة العين في حالة إتساع على الأقل مرة كل سنتين حتى ولو كانت حدة البصر جيدة. ومن الأمور المهمة الأخرى الوقائية هو التحكم الجيد لضغط الدم وكذلك التحكم الجيد بنسبة الدهون بالدم ، ثم أن الأكل الصحي الجيد يساعد على الوقاية من الثأثيراث السلبية على شبكية العين كالأكل الغني بالخضروات والفواكه.
((الخطوة الثانية)) وهي التدخل العلاجي: إذا كنت مصاب بإضطراب في شبكية العين فيجب أن تهتم بالمتابعة والمراجعة مع الطبيب المتخصص في علاج أمراض شبكية العين ، ويجب أن تعرف ما هي المرحلة التي تمر بها المضاعفات بالنسبة لك. إنتبه للتحكم الجيد لسكر الدم ، إنتبه للتحكم الجيد لضغط الدم ، إنتبه للتحكم الجيد لنسبة الدهون بالدم، إنتبه للأكل الصحي، كل هذا يساعد على السيطرة في تطور الإضطرابات في شبكية العين الناجمة من السكري. لا تأخذ أمراض العين ببساطة ، ففي الغالب المضاعفات الخطيرة الناجمة عن أمراض العين تحدث بدون سابق إنذار وبدون أية أعراض، ولهذا فإن البعض يطلق على الإصابة السكري بأنه "المرض الصامت" أو "القاتل الصامت".
وأسأل نفسك فإذا لم تقم بالكشف على العين (وحدقة العين في حالة إتساع) في ظرف سنتين مضت فما الذي تنتظره؟ إذهب وخذ موعد للكشف على شبكية العين حالاً.