في الحقيقة هناك العديد من المفاهيم الخاطئة عن الإصابة بالسكري والتي يتداولها المصابون بالسكري بينهم بدون التأكد من صحتها الأمر الذي يسبب في تأخر أخذ العلاج اللازم أحياناً أو الإستعمال الخاطئ لعلاج السكري الأمر الذي يترتب عنه حدوث مشاكل للمصابين بالسكري كان من السهل جداً تفاديها. وسأكتفي بذكر 12 من هذه المفاهيم خاطئة.
((1- أنا لديَ مرض سكري بسيط أو سكري هامشي)) ، في الحقيقة إمَا أن تكون مصاب بالسكري وإمَا أنك غير مصاب بالسكري ، فلا يوجد هناك سكري بسيط أو سكري هامشي، قرأتان فقط لسكر الدم أكثر من 126 ملجم/ديسيليتر وأنت صائم (أو أكثر من 200 ملجم/ديسليتر في عينة عشوائية مع وجود أعراض السكري) ، فإن هذا يعني أنك مصاب بالسكري وعليك تعلم كيفة التعامل معه وإكتساب المهارات الأساسية للتعامل مع الإصابة بالسكري وذلك لتفادي حدوث مضاعفات السكري وخاصةً المزمنه منها. فإنتبه لا يوجد هناك سكري بسيط أو هامشي.
((2- أنا لا أعرف لماذا أُصبتُ بمرض السكري بالرغم من أنني لا ءأكل الحلويات والسكريات)) ، هناك شيء مهم وهو أن كل ما نأكله من النشويات (سواء الحلويات أو المعجنات مثل الخبز والمكرونة والرشدة والكسكسي والأرز..إلخ) كلها تتحول إلى جلوكوز (سكر) ثم تمتص في الدم، فالمهم في الحقيقة هو كمية الأكل وليس نوع الأكل أقصد أنه كلما زادت كمية السعرات الحرارية المأكولة مع عدم إستخدامها وحرقها (بالرياضة والحركة) كلما كان الإنسان عُرضة إلى السمنة الأمر الذي يجعله عُرضةً لحدوث مرض السكري النوع الثاني، فالمهم في إصابتك بمرض السكري هو السمنة وليس كمية السكريات التي تأكلها، مع ملاحظة هامة وهي أن الحديث هنا عن النوع الثاني من مرض السكري.
((3- لقد إمتنعت عن أكل النشويات حتى لا يرتفع سكر الدم)) ، الإمتناع التام عن أكل النشويات خطأ وبالرغم من أن النشويات تزيد من سكر الدم حتى للأشخاص الغير مصابين بالسكري، ولكن من المهم جداً للمصابين بالسكري أن يأكلوا النشويات (مثل الخبز والمكرونة والرشدة والكسكسي والأرز..إلخ) ولكن بقدر معلوم بحيث لا يتجاوز 50% من كمية الأكل في الوجبة الرئيسية الواحدة (أي حوالي سبعة إلى ثمانية ملاعق من ملاعق الأكل المعروفة)، لأن عدم تناول النشويات والإمتناع عنها سيسبب في فشل بالجسم وعدم القدرة على النشاط الجسدي لأن النشويات هي المصدر الأساسي للطاقة التي يحتاجها الجسم لأداء وظائفه الحيوية، ثم بالإضافة إلى النشويات فإنه بإمكان الشخص أن يُكثر من أكل الخضروات والسَـلَطات.
((4- يبدو أنني في مرحلة الخطر الآن لأن الطبيب قال لي بأنني بحاجة إلى حُقن الإنسيولين)) ، بالطبع الحديث هنا عن النوع الثاني من مرض السكري، في الحقيقة لا أدري ما السبب في هذا المفهوم ولكن ربما لأن هناك بعض الأشخاص بدأو يستخدمون في حُقن الإنسيولين في مراحل متقدمة من مرض السكري (أي بعد حدوث المضاعفات المزمنة لمرض السكري) ، وهذا المفهوم في الحقيقة ليس صحيحاً فإنك ستحتاج إلى إستخدام حُقن الإنسيولين في أية لحظة يراها الطبيب أنها مناسبة وذلك نظراً لأن طبيعة مرض السكري النوع الثاني الإستمرارية. أي أن ضعف خلايا البيتا بالبنكرياس هي من إحدى مسببات النوع الثاني لمرض السكري ووُجد أن هذا الضعف في خلايا البيتا بالبنكرياس مستمر في التدهور حتى لو كان المصاب بالسكري يستخدم في أقراصه العلاجية لتخفيض سكر الدم بطريقة جيدة. ولكن الحاجة إلى الإنسيولين أمر متوقع الحدوث. ولكن ليس بالضرورة لكل المصابين بالنوع الثاني من السكري.
((5- أي شخص يستخدم في الإنسيولين لابد وأن يكون مصاب بالنوع الأول من مرض السكري وأنا لديّ النوع الثاني)) ، ليس بالضرورة ذلك ، صحيح أن الإنسيولين هو العلاج المستخدم لعلاج النوع الأول من مرض السكري ولا يمكن علاج النوع الأول من مرض السكري بإستخدام الأقراص الخافظة لسكر الدم، ولكن ليس بالضرورة أن كل الذين يستخدمون في الإنسيولين هم من النوع الأول لمرض السكري، فكما ذكرت في النقطة رقم 4 أعلاه فإن هناك العديد من المصابين بالسكري النوع الثاني سيستخدمون الإنسيولين في مرحلة معينة من مراحل المرض. كما أن هناك بعض الأسباب الأخرى لزيادة سكر الدم وليست من ضمن النوعين الأول والثاني من مرض السكري وفي معظمها فإن الإنسيولين هو العلاج الأنسب لعلاج زيادة سكر الدم
((6- قيل أن الإنسيولين يسبب في مضاعفات السكري)) ، الإنسيولين هو هرمون أساسي، والإنسيولين المصنع حديثاً هو شبيه للإنسيولين البشري تماماً وهو نقي جداً، وهذا الأمر يجعل المضاعفات نتيجة الإنسيولين قليلة جداً. كما أن هناك العديد من الأبحاث المهمة والتي أوضحت بأنه لا توجد أية علاقة بين إستخدام الإنسيولين وزيادة مضاعفات السكري. بل بالعكس فإن معظم الدرسات الهامة أوضحت أن إستخدام الإنسيولين بصورة صحيحة يحد من حدوث المضاعفات للسكري بقيم كبيرة جداً.
((7- إنني أشعر بأن حالتي الصحية جيدة فما الذي يجعلني أهتم بالعناية الدائمة لمرض السكري)) ، في الحقيقة هذا الشعور حقيقي، أقصد أن المصاب بالسكري ليس لديه أعراض كثيرة وخاصةً في بداية تشخيص المرض وعند البدء في العلاج، وعندما تختفي الأعراض التي كانت موجودة بسبب إرتفاع سكر الدم أثناء التشخيص فقد يعتقد المريض بأنه شُفي من الإصابة بالسكري أو أن السكري ليس خطير أو أن بالمصاب بالسكري ليس بحاجة إلى عناية دائمة. إن هذه المشاعر خاطئة في الحقيقة لأن خطورة الإصابة بالسكري هو ((حدوث المضاعفات المزمنة)) والتي تحدث بعد مرور مدة من الزمن ليست بالقصيرة أي بعد مرور 15 أو 20 سنة من بداية تشخيص المرض وتحدث المضاعفات في حالة عدم التحكم الجيد بسكر الدم وقد تكون الزيادة في سكر الدم غير ملحوظة من قِبل المصاب بالسكري، وهنا تكمن خطورة مرض السكري (حتى أن بعضهم يصف الإصابة السكري بالقاتل الصامت)، فوجب الإهتمام والتأكد من التحكم بمرض السكري وذلك بالحصول على القيم المقترحة لسكر الدم وذلك بإستخدام أجهزة قياس سكر الدم والتحليل الدوري للسكر التراكمي لسكر الدم ومتابعة ضغط الدم وتحليل الدهون بالدم من وقت لآخر.
((8- ليس هناك ما يدعو لأن أقيس سكر الدم فإنني بإمكاني الشعور بزيادة سكر الدم "هكذا" بدون الحاجة إلى إستخدام جهاز قياس سكر الدم)) ، الكثير من المصابين بالسكري يقولون ذلك، وفي الحقيقة فإنه فعلاً هناك بعض "قلة" من المصابين بالسكري لديهم القدرة على الشعور بزيادة سكر الدم، ولكن الأبحاث العلمية أوضحت بأن معظم "الأغلب" من المصابين بالسكري ليس لديهم القدرة على التخمين الصحيح بمعدل سكر الدم لديهم. فهناك من يقول لك بأنه لا يشعر بزيادة السكر بدمه وهو في الحقيقة أكثر من 200 ملجم/ديسيليتر، والبعض الآخر لا يشعر بأعراض زيادة سكر الدم إلاَ بعد أن يكون سكر دمه أكثر من 350 ملجم/ديسيليتر. فالتخمين والتوقع لقيمة السكر بالدم بدون قياسه بإستخدام الأجهزة "علمياً" تبث بأنه في الغالب خطأ.
((9- لو أنني أهتم بنفسي وأتبع حمية غذائية جيدة وأمارس الرياضة فلا يوجد هناك أهمية للإستمرار في تناول أدوية علاج السكري)) ، بالطبع الحديث هنا عن النوع الثاني من مرض السكري، في الحقيقة قد يكون ذلك ممكناً ولكن لعدد قليل جداً من المصابين بالسكري النوع الثاني، حيث أن مرض السكري النوع الثاني من طبيعته الإستمرارية، أي أن السبب في حدوث النوع الثاني من مرض السكري مستمر حتى لو أن المصاب بالسكري مستمر وبصورة جيدة في الحمية الغذائية وممارسة الرياضة. وهذه الإستمرارية في تدهور المرض ستجعل إستخدام الأقراص الخافظة للسكر أمراً حتمياً. إذاً هل صحيح يمكن الإستغناء عن إستخدام الأقراص لعلاج السكري؟ الإجابة : في الغالب لابد من إستخدام الأقراص أو الحقن بمرور الوقت.
((10- مضاعفات مرض السكري حتمية)) ، بالطبع هذا مفهوم خاطئ وقد تبث علمياً أن التحكم الجيد في سكر الدم يخفف من حدوث مضاعفات السكري المزمنة بصورة كبيرة جداً قد تصل أحياناً إلى 70% وهذه النسب مهمة وجيدة الأمر الذي يجعل المصاب بالسكري حريص ومتحمس على إتباع الحمية الغذائية المناسبة وممارسة الرياضة وأخذ العلاج الطبي بصورة منتظمة وكذلك المتابعة الطبية المنتظمة وذلك للتحكم الجيد في سكر الدم. مع مراعاة التحكم في ضغط الدم والدهون بالدم أيضاً فلا ينبغي نسيان هاتان التوأمان اللذان يكونان في بعض الأحيان مصاحبان المرض السكري.
((11- أكل الحلويات بكثرة يُسبب في السكري)) ، لا .. ليس بالسهولة هذه، فالسبب في حدوث السكري أكثر تعقيداً من ذلك.
((12-السمنة تُسبب السكري))، لا ... وإلا فكل المصابين بالسمنة لديهم السكري ولكن الأمر ليس كذلك. إلا أن السمنة من أحد العوامل المهمة لزيادة العُرضة للإصابة بالنوع الثاني من السكري وخاصةً لو أن هناك تاريخ أسري للإصابة بالسكري أي أن أحد أفراد العائلة كالأب أو الأم أو الأخ أو الأخت لديهم السكري النوع الثاني.