رابطة السكـري الأمـريكية ( ADA ) تنصـح جميـع المصـابين بالسكـري بالكشـف على العين ( وبؤبؤ العين في حالة إتساع ) على الأقل مرة واحدة سنوياً وذلك بواسطة طبيب العيون، وهذا مهم وخاصة للمصابين بالسكري من النوع الثاني. لأنه وُجد أنه حوالي 20 % من الحالات التي يتم تشخيصها بالنوع الثاني من مرض السكري مصابة ببعض الثأثيرات السلبية على شبكية العين الناجمة عن مرض السكري منذ بداية التشخيص (حتى بدون وجود أعراض ومشاكل بالبصر) ، وبمرور الوقت تزداد هذه النسبة. مع العلم بأنه من أهم الأسباب التي تؤدي إلى فقد البصر ناجمةً من الثأثيرات السلبية على شبكية العين الناجمة من عدم التحكم الجيد بمرض السكري، ووجد بالأبحاث العلمية أن العلاج المكثف للتحكم الجيد لسكر الدم الذي يؤدي إلى التحكم بسكر الدم بحيث تصبح قيم السكر بالدم قريبة من القيم الطبيعية كما هو الحال في الأشخاص الغير مصابين بمرض السكري ، هذا العلاج المكثف وُجد بالأبحاث الطبية أنه يساعد على الوقاية أو على الأقل يؤخر في حدوث الثأثيرات السلبية على شبكية العين الناجمة عن مرض السكري.
إن من أهم أسباب الثأثيرات السلبية على شبكية العين الناجمة عن مرض السكري هو الإضطراب في الدورة الدموية لشبكة الأوعية التي تغذي العين، وتمر شبكية العين بأربعة مراحل قبل أن يفقد المريض بصره، ولتوضيح المراحل الأربعة فإن الثأثيرات السلبية على شبكية العين تمر بمراحل بداية من تغيرات بالأوعية الدموية التي تغذي شبكية العين إلى ظهور بقع دموية في شبكية العين ، وكذلك تسرب بلازما الدم بداخل أنسجة شبكية العين وكذلك موت بعض الخلايا الموجودة بشبكية العين، مروراً إلى نمو بعض الأوعية الدموية في أماكن غير مناسبة ، وكذلك تليف في بعض المناطق القريبة من شبكية العين ومن تم حدوث النزيف بالعين أو إنفصال الشبكية وهذه الأمور بالتالي تؤدي إلى فقد البصر.
في الحقيقة هذه التغيرات تأتي على مراحل ، وفي كل مرحلة توجد هناك سياسة علاجية معينة يقترحها أخصائي العيون، ومن المهم جداً للمريض معرفة إلى أي مرحلة بلغت الثأثيرات السلبية على شبكية عينيه ، حتى يتدارك الأمر ويسعى إلى المحافظة على صحة عينيه بصورة جيدة.
إذن ما هي الخطواتان التي ينبغي على مريض السكر فعلهما حتى يحمي عينيه ؟
الخطوة الأولى وهي الوقاية: إذا لم تكن مصاب بإضطراب في شبكية العين فالتحكم الجيد لسكر الدم من أهم طرق الوقاية من الثأثيرات السلبية على شبكية العين، يجب أن ينتبه المريض أن الثأثيرات السلبية على شبكية العين غير مؤلمة وفي الغالب تحدث بدون ظهور أية أعراض. فمن المهم جداً للمريض أن يقوم بفحص للعين وبؤبؤ العين في حالة إتساع على الأقل مرة في السنة حتى ولو كانت حدة البصر جيدة. ومن الأمور المهمة الأخرى الوقائية هو التحكم الجيد لضغط الدم وكذلك التحكم الجيد بنسبة الدهون بالدم ، ثم أن الأكل الصحي الجيد يساعد على الوقاية من الثأثيراث السلبية على شبكية العين كالأكل الغني بالخضروات والفواكه.
الخطوة الثانية وهي التدخل العلاجي: إذا كنت مصاب بإضطراب في شبكية العين فيجب أن تهتم بالمتابعة والمراجعة مع الطبيب المتخصص في علاج أمراض شبكية العين ، ويجب أن تعرف ما هي المرحلة التي تمر بها المضاعفات بالنسبة لك. إنتبه للتحكم الجيد لسكر الدم ، إنتبه للتحكم الجيد لضغط الدم ، إنتبه للتحكم الجيد لنسبة الدهون بالدم، إنتبه للأكل الصحي، كل هذا يساعد على السيطرة في تطور الإضطرابات في شبكية العين الناجمة من مرض السكري. لا تأخذ أمراض العين ببساطة ، ففي الغالب المضاعفات الخطيرة الناجمة عن أمراض العين تحدث بدون سابق إنذار وبدون أية أعراض، ولهذا فإن البعض يطلق على مرض السكري بأنه "المرض الصامت" أو "القاتل الصامت".
وأسأل نفسك فإذا لم تقم بالكشف على العين (وبؤبو العين في حالة إتساع) في ظرف سنة مضت فما الذي تنتظره؟ إذهب وخذ موعد للكشف على العين حالاً.