السبت، 6 أكتوبر 2012

--( هل يمكنني التوقف عن الإنسيولين والعودة للأقراص؟ )




هل بإمكانني الرجوع إلى الأقراص بعد فترة من إستخدام الإنسيولين؟ "الحديث هنا عن النوع الثاني من مرض السكري". في الحقيقة هذا السؤال يسأل فيه بعض المصابين بالسكري النوع الثاني. أي عندما يقوم الطبيب بإعطاء الإنسيولين فإن المصاب بالسكري وبعد مرور فترة يأتي للطبيب ويخبره بأنه يرغب في العودة للأقراص. فكما ذكرنا في مقالة سابقة بعنوان "دروس مبسطة لمعرفة الإنسيولين" فإن الإنسيولين من الأدوية التي لها مفعول ممتاز جداً في علاج السكري ونظراً لعدم معرفة المصابين بالسكري كيفية إستخدام الإنسيولين بالطريقة الصحيحة فإن الإستفادة المرجوة من الإنسيولين تكون قليلة جداً بل أن البعض منهم وبعد أن يستخدم الإنسيولين يأتي ويقول لك بأنه يرغب في العودة للأقراص. في الحقيقة هذه تعتبر خسارة كبيرة للمصاب بالسكري. حيث أنه خسر خدمات أفضل دواء لعلاج السكري. ألاَ وهو الإنسيولين.
في البداية إذا أراد الطبيب أن يغير من "الأقراص" إلى "الإنسيولين"، فإنه يجب أن يكون قد إستنفذ كافة السبل للتحكم بسكر الدم بإستخدام الأقراص والرياضة والأكل الصحي. ولكن لاحظنا كثيراً أن هناك الكثير من الحالات التي يُقال لها أنها بحاجة إلى إنسيولين، ولكن "لم يستخدم الطبيب الآخر المعالج" كافة الأقراص والجرعات الموجودة لديه وقرر أن يستخدم الإنسيولين لمريضه. هل هذا خطأ طبي؟ (لا) إنه ليس خطأ طبي بل بالعكس في بعض الأحيان قد يكون الإنسيولين أفيد للمصاب بالسكري. فإنه معلوم أن مرض السكري النوع الثاني مرض "مستمر" أي أن التدهور بوظيفة خلايا البيتا بالبنكرياس تستمر حتى لو المصاب بالسكري إنتظم في علاجه، والحاجة إلى إستخدام الإنسيولين قد تكون مهمة في مرحلة ما من مراحل المرض للمصابين بالسكري النوع الثاني.
الآن لنرجع للسؤال وهو عنوان المقالة " هل يمكنني التوقف عن الإنسيولين والعودة للأقراص؟"
هناك إجابتان لهذا السؤال وهما "لا" أو "ربما".
فالطبيب إذا تأكد أن المصاب بالسكري بدأ بإستخدام الإنسيولين بعد أن إستنفذ الطبيب المعالج كافة السبل للتحكم بسكر الدم بإستخدام الأقراص وتغيير نمط الحياة. فإن هذا يعني أن السبب في بدء الإنسيولين كان لضرورة حاجة الجسم للإنسيولين وليس بالإمكان الإعتماد على الأقراص بمفردها. فالإجابة هنا "لا" ويجب أن تقوم بتثقيف المصاب بالسكري بهذه المعلومات وكيف أن جسمه لم يعد يستجيب للأقراص وكيف أن الأقراص بمفردها (حتى لو عاد إليها) فإنها لن تنفعه ولن يستطيع التحكم في سكر دمه.
أمّا إذا إكتشف الطبيب بأن البدء بإستخدام الإنسيولين لأسباب قد تكون غير صحيحة أو لم تكن متابعة المصاب بالسكري صحيحة (وسأذكر بعض الأمثلة لتوضيح ذلك) فإن الإجابة في هذه الحالة هي "ربما" بإمكاننا أن نتوقف عن إستخدام الإنسيولين والعودة للأقراص. فما هي الأمثلة.
1- هناك بعض المصابين بالسكري النوع الثاني وكان السبب في البدء بالإنسيولين هو لإجراء عملية جراحية "سواء عاجلة أم غير عاجلة" مثل عملية على العين لإزالة العدسة "المية البيضاء" أو عملية لإزالة الحويصلة الصفراء "المرارة" أو أية عملية مستعجلة، فإن الطبيب في هذه الحالة يقوم بالبدء في الإنسيولين وليس له خيار ثاني وذلك لتغطية التحكم في سكر الدم في فترة العملية وما بعدها حتى يشفى المريض كلياً من العملية، ولكن ونظراً لعدم المتابعة الجيدة "في بعض الأحيان" فإن المصاب بالسكري وبعد أن يكون قد شـُـفيَ تماماً من العملية فإن لا أحد ينتبه لإمكانية إيقاف الإنسيولين والعودة للأقراص. ففي هذه الحالة "ربما" بإمكان المصاب بالسكري العودة للأقراص ولكن بإشراف الطبيب المعالج.
2- بعض المصابات بالسكري النوع الثاني وخاصةً المصابات "حديثاً" بالنوع الثاني عندما "يحملن" فإن الطبيب المعالج يبدأ لهن الإنسيولين في فترة الحمل وهذا شيء متعارف عليه وهو إستخدام الإنسيولين في فترة الحمل، وعندما تنتهي فترة الحمل فقد لا ينتبه أحدهم إلى أنه بإمكان تلك السيدة العودة للأقراص. فإنه في هذه الحالة "ربما" بإمكان المصاب بالسكري العودة للأقراص ولكن بإشراف الطبيب المعالج.
3- وكما ذكرنا آنفاً فإنه إذا تأكد الطبيب من أن الطبيب الآخر الذي قرر البدء في الإنسيولين لم يستنفذ كافة إمكانيات الأقراص وتغيير نمط الحياة، وحيث أن توثيق المعلومات الطبية ليس جيداً في منطقتنا فإنه في هذه الحالة "ربما" بإمكان المصاب بالسكري العودة للأقراص ولكن بإشراف الطبيب المعالج.

المشاركات الشائعة

بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة