الخميس، 16 مارس 2017

ملاحظة بخصوص طبيعة النوع الثاني من السكري Cinderella cells of the body .. beta cells


أعتقد أن الكثير منا يعرف الفتاة "سندريلا" . أليس كذلك؟

ففي الحقيقة هناك خلية من خلايا الجسم أحبُ أن أطلق عليها (("سندريلا خلايا الجسم")) وهي خلية "البيتا" الموجودة بالبنكرياس والتي تفرز في هرمون الإنسيولين على مدى الأربعة وعشرين ساعة بِلا كلل أو ملل. وبطريقة غاية في الدقة والغرابة.

وفي النوع الثاني من السكري هناك مشكلة. وهي أن خلايا الجسم لا تستجيب بطريقة طبيعية للإنسيولين المفروز من البنكرياس، وهذا الأمر يجعل خلية "البيتا" تفرز في الإنسيولين أكثر وأكثر لكي تتغلب على قلة الإستجابة. إلا أنها وبالرغم من محاولتها في التغلب على قلة الإستجابة بإفراز كمية أكثر من الإنسيولين إلا أنه وبعد مرور فترة من الزمن "ليست بالقصيرة"، فإنها تضعف في إفراز الإنسيولين وتحدث الإصابة بالنوع الثاني من السكري ((وما كان لها أن تضعف لو لم يخذلها العامل الوراثي))، أي أنه لو لم يكن للشخص قابلية وراثية للإصابة بالسكري (العامل الوراثي) فإن خلية "البيتا" لن تسمح بإرتفاع السكر بالدم مهما كانت قلة الإستجابة للإنسيولين. خلية قوية جداً !.

على أية حال فإن سبب الإصابة بالسكري النوع الثاني وإرتفاع السكر بالدم للمصابين بالنوع الثاني من السكري (مـُعقد جداً) وهناك عدة عوامل تتداخل مع بعضه ويمكن تلخيص تلك العوامل في النقاط الثلاث التالية:

1- قلة إستجابة أعضاء الجسم للإنسيولين (أو بمعنى آخر زيادة مقاومة الإنسيولين).

2- ضعف في وظيفة خلايا "البيتا" الموجودة بالبنكرياس والمسؤلة على إفراز الإنسيولين.

3- زيادة إفراز السكر من الكبد.

النقطة رقم-2 وهي الـ ضعف في وظيفة خلايا "البيتا" الموجودة بالبنكرياس والمسؤلة على إفراز الإنسيولين. حيث أن هـذه النقطة بحاجة إلى توضيح لأنـها تهـمنا في عـلاج المصابين بالسكري النوع الثاني. وتهم المصابين بالسكري أيضاً حتى يفهموا طبيعة إصابتهم بالنوع الثاني من السكري وطبيعة علاجهم.

ملاحظة : هناك فرق كبير جداً بين أن نقول "ضعف في وظيفة خلية البيتا" (Beta cells dysfuntion) وبين أن نقول "تحطم خلية البيتا" (Beta cells destruction) فنحن هنا سنتحدث عن ضعف في وظيفة خلية البيتا لدى المصابين بالسكري النوع الثاني ، بينما في النوع الأول من السكري هناك "تحطم في خلية البيتا" وليس "ضعف". الفرق مهم وكبير ويجب الإنتباه له.

لنرجع للنوع الثاني من السكري، فهذا "الضعف في خلية البيتا" هو كما ذكرنا إحدى مسببات زيادة السكر بالدم.

النقطة المهمة التي أود ذكرها بالخصوص هو أن هذا الضعف يستمر حتى لو أن المصاب بالسكري يأخذ في علاج السكري، بل هذا الضعف مستمر حتى لو كان المصاب بالسكري يأخذ في علاج السكري بإنتظام ومحافظ وقراءات سكر دمه جيدة. ((فهذا الضعف مستمر)). ما السبب؟ هناك بعض النظريات للسبب في إستمرار هذا الضعف ولكن المهم بالنسبة لمقالتنا الآن هو أن الضعف مستمر. 

الذي أريد أن أوضحه هو أن المصاب بالسكري قد يحتاج (وبعد مرور فترة من الزمن) إلى زيادة في جرعة دوائه حتى لو كان المصاب بالسكري ملتزم بالمتابعة الطبية، وياخذ في علاجه بصورة جيدة. بل إن الأمر قد يتطلب البدء في حقنة الإنسيولين وذلك للتحكم في سكر الدم.

في الحقيقة هذه نقطة مهمة لأنه لاحظت أن هناك بعض المصابين بالسكري النوع الثاني وعندما تخبره بأنه هو بحاجة إلى زيادة في جرعة دوائه أو التغيير والإنتقال إلى حقنة الإنسيولين فإنه يشعر بالإحباط ويعتقد بأنه فشل في علاج إصابته بالسكري أو أن إصابته بالسكري باتت خطيرة، ولكن الأمر ليس كذلك، فهذه هي طبيعة الإصابة بالنوع الثاني من السكري. فمع مرور الوقت يكون من الضروري التغيير في السياسة العلاجية من حيت الكم والكيف. لأن جسمك يريد ذلك، فالأمور تسير على ما يرام طالما أنت متحكم في سكر دمك ومحقق الثلاث أبجديات لعلاج السكري وهي تحليل تراكمي أقل من 7% ، وضغط دم أقل من 140/90 مم زئبق ، وكوليسترول ضار أقل من 100 ملجم/ديسيلتر. مهما كان العلاج المقترح، والذي يجب أن تستعمله. 

المشاركات الشائعة

بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة