ملاحظة: من المهم قرأة الجزء الأول ، وفيه تحدثنا فيه عن الوقت المناسب لقياس السكر بالدم بإستخدام أجهزة قياس السكر بالدم المنزلي وعدد مرات القياس، و هي المقال السابق لهذا المقال
وقد ختمت الجزء الأول بأنه من الملحوظ بأنني أقول بانه يجب قياس سكر الدم مع السياسات العلاجية المختلفة بقياس السكر "قبل الأكل" أليس كذلك؟
ما معنى ذلك؟ هل قياس السكر بالدم بعد الأكل بساعتين في متابعة االسكري غير مهمة ؟
لا ، ليس الأمر كذلك فبالطبع قياس السكر بالدم بعد الأكل بساعتين مهم. ولكن ليس هو الأولوية ، فالأولوية هي لتعديل "سكر صائم" وسكر الدم قبل الوجبات. لماذا؟
ومتى يكون قياس سكر الدم بعد الأكل بساعتين مهم؟
هنا تأتي نقطة مهمة وهذه النقطة المهمة هي خلاصة إحدى الدراسات والمعروفة بـ "دارسة مونييه" "Monnier's study" سأحاول أن أبسط فكرة هذه الدراسة وما توصلت إليه من نتائج.
كما نعلم فإننا دائماً نقول بأنه للمصابين بالسكري يجب أن يكون التراكمي أقل من 7%. أليس كذلك؟
ولكن عندما يكون التراكمي أكثر من 7% أي قراءات مثل 7.5% ، 8% ، 8.5% ، 9%، 9.5% ، 10% ...إلخ. من القراءات المختلفة ، فعندما يكون التراكمي مرتفع وأكثر من 7% ، هنا يأتي سؤال: يا ترى من المسؤل على هذا الإرتفاع في التراكمي؟ أهو "سكر صائم"؟ أم "سكر الدم بعد ساعتين من الأكل" أم كليهما؟
"دارسة مونييه" "Monnier's study" أجابت على هذا السؤال بكل دقة وجمال وأناقة (وبالمناسبة فطريقة عمل هذه الدراسة تعتبر من أصعب طرق الدراسات التي ممكن القيام بها).
فما الذي خلصت له هذه الدراسة؟
لوحظ في هذه الدراسة بأن ((حصة )) كل من "سكر صائم" و((حصة)) "السكر بالدم بعد الأكل بساعتين" تختلف حسب إختلاف قيمة التراكمي. كيف؟
لقد إتضح في هذه الدراسة بأنه لو كان التراكمي أكثر من 8.4% فإنه يجب الإهتمام "أولاً" بتعديل "سكر صائم" حيث أن ((حصة)) "سكر صائم" في زيادة التراكمي حوالي 75% من الحصة الكلية المسببة في إرتفاع التراكمي.
بينما لو كان التراكمي بين 7.3-8.4% فإن حصة "سكر صائم" وحصة "سكر الدم بعد الأكل بساعتين" متساويان ويجب الإهتمام بهما معاً.
بينما لو كان التراكمي أقل من 7.3% فإنه يجب الإهتمام بتعديل "سكر الدم بعد الأكل بساعتين" حيث أن ((حصة)) "سكر الدم بساعتين بعد الأكل" في زيادة التراكمي حوالي 75% من الحصة الكلية المسببة في إرتفاع التراكمي. ومن المتوقع أن يكون معدل سكر صائم جيد.
والآن لو إفترضنا بأن المصاب بالسكري كان التراكمي لديه مرتفع أي أكثر من 8.5% وأصبح ملتزم بالأكل الصحي وممارسة الرياضة بإنتظام فإنه يجب التركيز على تحليل "سكر صائم" حيث أنه لو إستطاع أن يكون تحليل "سكر صائم" أقل من 130 ملجم/دل فإن التراكمي لديه سيصبح أقل من 7% بعد مرور 3-6 أشهر. أليس كذلك؟ (الجواب: بلى لأن "حصة" سكر صائم ستكون لها حوالي 75% من الحصة الكلية التي سببت في زيادة التراكمي ، وحيث أن المصاب بالسكري أصبح ملتزم بالأكل الصحي وممارسة الرياضة فإن ذلك سيؤدي إلى تعديل السكر بالدم بعد الأكل بساعتين "كما هو متوقع" وبالتالي سيساهم في تنقيص التراكمي من 7.3% إلى أقل من 7%). أرجو أن أكون قد أوضحت الشيء الذي أريده.
والآن لو إفترضنا أن التراكمي أصبح 7.4% ولا يريد التراكمي أن ينقص إلى أقل من هذه القيمة فما تفسير هذه الحالة؟. هنا يأتي أهمية قياس "سكر الدم بعد الأكل بساعتين" حيث أنه من المتوقع أن يكون "سكر صائم" أقل من 130 ملجم/دل. أليس كذلك؟ ولكن المشكلة في هذه الحالة هو الزيادة في سكر الدم بعد الأكل بساعتين.
ولهذا السبب وبالأخص للمصابين بالسكري النوع الثاني فإننا نهتم بالتركيز على تحليل "سكر صائم" أولاً وعندما تتم السيطرة عليه فإننا نقوم بقياس التراكمي فلو كان أقل من 7% فهذا يعني أن المصاب بالسكري مهتم بالنظام الغذائي وممارسة الرياضة. وأما لو كان أكثر من 7% وأقل من 8% فهنا يجب تحليل "سكر الدم بعد الأكل بساعتين" للتأكد من أن السبب في زيادة التراكمي هو زيادة السكر بعد الأكل.
بإختصار وبصفة عامة من المفترض أن يتم التركيز (( أولاً )) على" سكر صائم" بحيث نستهدف قيمة أقل من 130 ملجم/ديسيليتر. فعندما يبدأ المصاب بالسكري يومه بقيمة أقل 130 ملجم/ديسيلتر فسيكون في وضعية أريح للتحكم بسكر دمه بقية النهار.
وهذا هو مفهوم الـ (3F) أي: Fix, Fasting, First
ملاحظة مهمة: وهذا لا ينطبق على المصابة بالسكري "الحامل" حيث أنها بحاجة إلى عمل تحليل لسكر الدم على الأقل ثلاث مرات في اليوم حتى يتم الحصول على القيم المستهدفة لسكر الدم أثناء فترة الحمل. كما أنه في النوع الأول من السكري والذي يستخدم في أكثر من ثلاث مرات حقن الإنسيولين فإنه أيضاً بحاجة إلى قياس السكر بالدم على الأقل ثلاث مرات كما أوضحت في الجزء الأول من هذه المقالة.