منذ يومين تحدثت في مقالة مهمة عن كيفية علاج النوع الأول من السكري، وفي هذه المقالة سأتحدث عن علاج النوع الثاني من السكري. ولكن لن أتحدث عن علاج النوع الثاني في هذه المقالة إلا من حيثية واحدة فقط وهو كيفية إستعمال الإنسيولين في النوع الثاني من السكري. حيث أنها تختلف كثيراً عن طريقة إستعمال الإنسيولين في النوع الأول من السكري. فوجب البدء بالأقراص أولاً لعلاج النوع الثاني من السكري. وإذا إحتاج المصاب بالسكري النوع الثاني لإستخدام الإنسيولين (وهذا أمر متوقع بعد مرور فترة من الزمن من تشخيص الإصابة بالسكري) فالطريقتان الأكثر شيوعاً لإستعمال الإنسيولين في النوع الثاني هما:
1- (( الطريقة الأولى)) وهو حُـقنة واحدة فقط من إنسيولين قاعدي + الأقراص التي تخفض سكر الدم، إمّا نوع واحد أو نوعين من الأقراص. في هذه الحالة الأقراص جزء مهم من العلاج.
والإنسيولين القاعدي إمّا أن يكون الـ إن بي آتش (NPH)، أو اللانتوس، أو ليفيمير.
ملاحظة: جرعة الإنسيولين القاعدي في البداية تكون حوالي 12-14 وحدة يومياً ثم زيادتها بمقدار وحدتين كل ثلاثة أيام إلى أن نصل إلى معدلات "سكر صائم" أقل من 130ملجم/ديسيلتر.
2- ((والطريقة الثانية)) وهي حُـقنتين يومياً من إنسيولين مخلوط مثل : الميكستارد أو الهيومالوج-ميكس أو النوفوميكس. وليس بالضرورة أخذ الأقراص مع الإنسيولين المخلوط. ولكن ربما ينصح الطبيب بأخذ الأقراص أيضاً، ولكن ليس بالضرورة.
ملاحظة: الجرعة كبداية من الإنسولين المخلوط تكون حوالي 24 إلى 30 مقسمة على جرعتين قبل الإفطار حوالي الثلثين ثم ثلث الجرعة قبل وجبة العشاء. مثال لنفترص أن الحرعة ستكون 22 في اليوم من إنسيولين الميكستار فتقسم بحيث تكون الجرعة قبل الإفطار 16 والجرعة قبل وجبة العشاء 6 وحدات. ثم يقوم المصاب بالسكري تسجيل قراءات سكر صائم ومن تم مراجعة وتعديل الجرعات إلى أن نصل إلى القيمة المستهدفة وهي معدلات سكر صائم أقل من 130ملجم/ديسيلتر.
والطريقة الأنسب للنوع الثاني من السكري هي الطريقة الأولى، والسبب هو قلة عدد مرات الحَقن. فحُـقنة واحدة أفضل من حُـقنتين. كما أنه مثبوث علمياً بأن حدوث هبوط السكر (بالليل) بالطريقة الأولى أقل نسبياً. ولكن كلا الطريقتان جيدتان وفعّالتان.
ولكن أيضاً كما ذكرنا عند الحديث عن النوع الأول من السكري فإن الهدف المهم هو التحكم في سكر الدم. وحتى المصابين بالنوع الثاني قد نضطر في بعض الأحيان إلى إستخدام حُـقنتين من الإنسيولين أو ثلاثة أو أربعة مرات في اليوم ، فهذا يعتمد على مقدار التحكم في سكر الدم. فطريقة حَـقن الإنسيولين "وسيلة" أمَا "الغاية" فهي التحكم في سكر الدم.
ولكن في الحقيقة يجب عدم التسرع بوضع المصاب بالسكري "النوع الثاني" على إنسيولين متعدد الجرعات (أي ثلاث أو أربع حقنات في اليوم)، لأنه لو إهتم بالنظام الصحي للأكل وممارسة الرياضة فإنه في الغالب سيتحكم في مستوى السكر بالدم بحقنة واحدة يومياً أو "بالكثير" حقنتين من الإنسيولين. أما لو لم يهتم بالأكل الصحي وممارسة الرياضة فحتى الإنسيولين المتعدد الجرعات لن يُمكنه من التحكم في سكر الدم.