أفضل طريقة لعلاج النوع الأول من السكري هو إستخدام مضخة الإنسيولين.
ولكن في العالم العربي فإنه ما زال الحديث مبكراً عن إستخدام مضخة الإنسيولين لعلاج النوع الأول من السكري وذلك لسببين، الأول نظراً لعدم وجود المثقف السكري (الذي سيقوم بمتابعة مستمرة لمستخدمي المضخة وتثقيفهم ومتابعتهم)، والسبب الآخر هو غلاء مستلزماتها.
ولكن هناك طريقة أخرى كأفضل طريقة لعلاج النوع الأول من السكري وهو إعطاء المصاب بالسكري إنسيولين متعدد الجرعات. كيف؟
وبما أنه لا يوجد إنسيولين يُـفرز من البنكرياس بكمية كافية في النوع الأول من السكري بسبب تحطم خلايا البيتا (وهي الخلايا التي تفرز في الإنسيولين)، وبما أن البنكرياس في الأشخاص الغير مصابين بالسكري يقوم بإفراز إنسيولين مع كل وجبة رئيسية (إنسيولين وجبات) ويقوم بإفراز إنسيولين على مدى الأربعة وعشرين ساعة لأغراض أخرى (إنسيولين قاعدي) فإن أفضل طريقة لمحاكاة البنكرياس وتقليده هو بإستخدام إنسيولين وجبات (ثلاث مرات في اليوم قبل كل وجبة رئيسية) وإعطاء إنسيولين قاعدي (مع الـ 10 صباحاً أو الـ 10 ليلاً).
ملاحظة: في الشخص الغير مصاب بالسكري تكون كمية إنسيولين الوجبات المفروزة في اليوم تساوي نفس كمية الإنسيولين القاعدي المفروز في اليوم الواحد.
ملاحظة أخرى: نحن بحاجة إلى إنسيولين القاعدي يستمر مفعوله لمدة 24 ساعة إذا أمكن وإذا لم يستمر مفعوله لمدة 24 ساعة (( فسنضطر )) إلى حَـقن الإنسيولين القاعدي مرتين في اليوم.
إليك مثال على ما ذكرناه للنوع الأول من السكري. لنفترض أن المصاب بالسكري النوع الأول بحاجة إلى 36 وحدة إنسيولين يوميا (ملاحظة: عند البداية تكون كمية الإنسيولين اليومية حوالي نصف وزن جسم المصاب بالسكري النوع الأول ولنفترض أنها 36 وحدة)، فيمكننا تقسيم الـ 36 وحدة إلى
1- إنسيولين قاعدي مثل اللانتوس (Lantus) عدد 18 وحدة يومياً.
2- وإنسيولين وجبات مثل النوفورابيد (Novorapid) كالآتي 6+6+6 قبل الإفطار وقبل الغذاء وقبل وجبة العشاء.
----- بعض الملاحظات الهامة على هذه الطريقة لحَـقن الإنسيولين:
1- لاحظ أن جرعة الإنسيولين القاعدي "اللانتوس" تساوي مجموع جرعات إنسيولين الوجبات "النوفورابيد".
2- يمتاز إنسيولين "اللانتوس" عن بقية انواع الإنسيولين القاعدي أن مفعوله يستمر لـ 24 ساعة فبالتالي من الممكن الإكتفاء بحُـقنة واحدة يومياً فقط من هذا الإنسيولين القاعدي (هذا في معظم الحالات). أما من حيث التحكم بالسكر فإنه وبقية أنواع الإنسيولين القاعدي لا يوجد إختلاف يذكر. وفي حالة إستخدام "الليفيمير" أو "إن بي إتش" أو "إنسيولاتارد" كأنسيولين قاعدي ، فإنه من الأفضل حَـقن المصاب بالسكري بحقنتين من هذه الأنواع واحدة في المساء وواحدة في الصباح.
3- حَـقن إنسيولين قاعدي كاللانتوس أو غيره ليس له علاقة بوجبة الأكل. أي أنه ليس شرطاً أن تقوم بحَقنهم قبل الأكل.
4- يجب أن تقوم بحَـقن إنسيولين الوجبات مثل "النوفورابيد" في مثالنا قبل الأكل. مع ملاحظة أن إنسيولين الوجبات "الشبيه" (النوفورابيد والهيومالوج والأبيدرا) يمتاز عن إنسيولين الوجبات "البشري" بأن المصاب بالسكري يستطيع أن يحقن الحُـقنة ثم يأكل مباشرة. أمّـا عندما يستخدم في إنسيولين وجبات "بشري" مثل (( الأكترابيد أوالريكيولار )) فإنه يجب أن ينتظر من 20 إلى 30 دقيقة ثم يبدأ بأكل وجبته.
5- عندما تقوم بحَقن إنسيولين وجبات فمن الضروري "أن تأكل وجبتك" وإلاّ فإنك عُرضة لهبوط سكر الدم. فلا تنس تناول وجبتك.
6- هذه الطريقة "أي حَـقن المصاب بالسكري بثلاثة مرات أو أكثر" تـُعرف "بالعلاج المكثف" وهي الطريقة المثلى للتحكم بسكر الدم للمصابين بالسكري النوع الأول وهذا مثبوث علمياً.
ملاحظة: الطريقة المذكورة أعلاه هي الطريقة المثلى والمثبوثة علمياً بأنها الأفضل للنوع الأول من السكري ولكن (( عملياً )) فإن هناك عدة طرق لإستخدام كل من إنسيولين الوجبات والإنسيولين القاعدي وكذلك الإنسيولين المخلوط للمصابين بالسكري النوع الأول. فالأهم هو أن يتم التحكم بسكر الدم وليس طريقة وعدد الحُقنات في اليوم. وإختيار الطريقة المناسبة لكل مصاب بالسكري هي من واجبات الطبيب المعالج أو الطاقم الطبي المعالج له. وبقليل من الفهم مع القياس الذاتي لسكر الدم فإن إيجاد أنسب طريقة لحقن الإنسيولين ليست شيء صعب. وكما ذكرنا في عدة مناسبات فإنه لا توجد "طريقة واحدة تـُناسب الكل" ، وهذه من إحدى الصعوبات في علاج السكري. فكل مصاب بالسكري له طريقة تنـُاسبه هو وليس بالضرروي أن تـُناسب الآخرين، لأن هناك عدة عوامل تتداخل مع العلاج منها تقبـُل المصاب بأخذ أكثر من ثلاث حقنات يومياً، مهارته في قياس سكر الدم، تحمسه في التحكم بسكر الدم، عزيمته في الإنتظام بالأكل وممارسة الرياضة ..إلخ.