لا يكاد شخص (سواء كان مصاب بالسكري أو غير مصاب بالسكري) إلا ويمر بمرحلة
النسيان وفقد الذاكرة لبعض الأمور مثل عدم القدرة على تذكر شيء مهم حدث له
في حياته أو شيء قام بعمله منذ بضعة أيام أو أنه نسي المكان الذي وضع فيه
شيء ما أو أنه نسيّ أسماء لأشخاص كان يعرفهم في السابق.
قد يحدث ذلك لكل شخص ولكن لو أن هذا النسيان يحدث بصورة مستمرة فإنه قد يكون مؤشر لسبب وجود مشكلة ما مثل:
1- مرض ألزهايمر (مرض النسيان).
2- الإكتئاب النفسي.
3- التوتر العصبي.
4- الحوادث التي تُصيب الرأس والجمجمة.
5- الجلطة الدماغية أو إضطراب سريان الدم (المؤقت) للدماغ.
6- نقص نشاط الغدة الدرقية.
7- نقص في فيتامين ب-1
8- بعض الأدوية (مثل المنومات والمهدئات وأدوية علاج المرض الرعاش).
9- شرب الخمر.
10- زيادة السكر بالدم لفترات طويلة.
فالنسيان وفقد الذاكرة بصفة متكررة لمصاب بالسكري قد يكون ناجم من إحدى هذه العوامل وليس شرطاً بسبب تشخيص السكري فقط. السكري يزيد من حدة النسيان وفقد الذاكرة في حالة أن الشخص لديه إحدى العوامل المذكورة أعلاه.
النسيان وفقد الذاكرة يزيد في المسنين وفي إحدى الدول المتقدمة (ببريطانيا) فإن 4 لكل عشرة من الذين أعمارهم أكثر من 65 سنة يعانون من النسيان ومشاكل بالذاكرة.
والآن كيف يؤثر السكري على الذاكرة؟
--- الجواب: عدم التحكم الجيد في السكري أ ُعيد (عدم التحكم الجيد) في السكري يزيد من العـُرضة للنسيان وفقد الذاكرة ، فزيادة السكر بالدم تؤثر على الخلايا العصبية الطرفية كما هو معلوم، وخلايا الدماغ العصبية ليست إستثناء. فهي الأخرى تتأثر بإرتفاع السكر بالدم المستمر.
--- كما أن المصابون بالسكري النوع الثاني لديهم زيادة نسبة حدوث مرض الألزهايمر (مرض النسيان) بنسبة الضعف. وحدوث الألزهايمر للمصابون بالنوع الثاني من السكري يزداد بزيادة عدم التحكم الجيد في سكر الدم وبالتالي فالتحكم الجيد لسكر الدم قد يساعد في عدم حدوث مرض النسيان (الألزهايمر) للمصابين بالسكري النوع الثاني.
--- أما بخصوص الهبوط في سكر الدم (المتكرر) فعلى "المدى البعيد" الأبحاث تتضارب في تأثير هذا الهبوط في سكر الدم على النسيان وفقد الذاكرة. فلا يوجد شيء مؤكد بالخصوص.
--- بينما وعلى المدى القصير، فإن هبوط السكر بالدم الحاد إلى قيمة أقل من 45 ملجم/ديسيلتر فإنه قد يؤثر على الوظائف الإدراكية للدماغ (بصورة مؤقتة) ويُقلل التركيز ولا يستطيع المصاب بالسكري أن يتذكر ما الذي حدث له في فترة الهبوط في سكر الدم ولكن هذا الفقدان للذاكرة مؤقت ويختفي بإختفاء الهبوط في سكر الدم.
كيفية التصرف عندما يكون الشخص لديه النسيان وفقد للذاكرة بصورة ملحوظة؟
الجواب: أولاً يجب التأكد من خلوه من الأمراض المذكورة أعلاه وفي حالة وجود إحداها وجب أخذ العلاج الطبي لتلك الحالة. فربما أنت بحاجة إلى أدوية أو تغيير نمط الحياة أو علاجات في مراكز متخصصة.
ولكن هناك بعض الأمور الأخرى عليك القيام بها في حالة أنك تشكو من النسيان وفقد الذاكرة قد تُساعدك في حياتك مثل:
1- كتابة الأشياء المهمة في ورقة (أو مفكرة) والإطلاع عليها مثلاً عندما يكون لديك حوار مهم مع أحدهم، سواء وجها لوجه أو من خلال مكالمة هاتفية.
2- كتابة المهام المراد القيام بها في ذلك اليوم مع وضع علامة على ما أتممت إنجازه.
3- ليكن معك التقويم لمعرفة (التاريخ واليوم) ووضع علامة.
4- إستعمال المنبه (مع هاتفك أو ساعتك) لتحديد أوقات أخذ الدواء أو عمل تحاليل.
5- أغراضك والأشياء التي تستخدمها يومياً لتكن مع بعض في مكان واحد معين. ولا تضعها بصورة عشوائية. أمثلة لهذه الأغراض والأشياء مثل جهاز قياس سكر الدم، نظارتك، مفاتيح، ..إلخ.
إذا لكي تُساعد نفسك وتقلل من إحتمال زيادة تأثير السكري على النسيان وفقد الذاكرة فعليك بالإهتمام بسكر الدم والسيطرة على معدلات السكر بالدم مع الإهتمام بالأكل المتوازن وممارسة الرياضة والإبتعاد عن ما يجلب لك التوتر والإنفعالات قدر المستطاع.