الجمعة، 14 يوليو 2017

منشورات السكري والشعور بالكآبة Articles Diabetes and depression


[[والله انا متابعك من زمان وسببتلي كأبه من مشوراتك سويتلنا مرضى السكر عجزا و ليسا مرضا]]

===

مثل هذه التعليقات تدل على صدق كاتبها. وهذا شيء متوقع بالنسبة لي وجيد مثل هذا الصدق في التعليقات. ولكنه بحاجة إلى توضيح.

"لو أنك تعتقد بأن منشوراتي تسبب لك الكآبة فأبتعد عنها ولا تقرأها ولا تقترب منها أبداً"، حيث أنني لا أستطيع أن أغير من إسلوب محتويات منشوراتي ، لأنني أحب أن أكون صادقاً في الحديث عن السكري. فإنني أرى ما لا ترى.

أخي "مرض السكري" يختلف عن بقية الأمراض ، فمرض السكري علاجه ليس أقراص وإنسيولين فقط وأنتهت القصة. فمرض السكري عبارة عن مجموعة من "المهارات" التي يجب عليك إكتسابها و"زرعها" في سلوكك وعاداتك حتى تستطيع أن تتعايش بسلام مع السكري. ولكن ما معنى أن تعيش بسلام مع السكري؟ هذا ما سأوضحه لك في هذه المقالة.

وبالفعل ، فإن هذه السلوكيات والعادات ستعجلك تختلف عن نظرائك من "الغير مصابين بالسكري"، وستكون لك عادات ليست لدى "الغير مصابين بالسكري" مثل قياس السكر ذاتياً من فترة لأخرى، أخذ العلاج الطبي سواء بالإنسيولين أو الأقراص بإنتظام ، وفهم كل ما يتعلق بهذه الأدوية وهذه الأجهزة، وكذلك زيادة الإهتمام بالسكري في فترات محددة فمثلاً عندما تريد أن تمارس الرياضة أو أن تمارس إحدى هواياتك، وفي شهر رمضان ، في الأعياد ، في أيام المرض فإن هناك العديد من الواجبات الإضافية والتي يجب عليك الإهتمام بها، وكذلك المتابعة الطبيبة مع طبيب السكري ، وطبيب العيون ، وطبيب الأسنان ، والمثقف السكري ، وطبيب التغذية. كل هذه الواجبات والإلتزامات حتماً ستجعلك تختلف عن الــ "الغير مصابين بالسكري". لا شك في ذلك. وهذا الإختلاف لا يعني إطلاقاً عجزاً.

ومنشوراتي بالصفحة عبارة عن تذكير بهذه الأمور وهذه الواجبات وتحريض مستمر بعدم المهادنة مع السكري، وأتمنى أن اكون نجحت في ذلك. إذن ما الذي حدث معك؟ 

إهتمامك بقراءة هذه المنشورات "نتج" عنه شعور لديك بأن "المصاب بالسكري" لو أصبح يختلف ويحرص على الأمور والواجبات فإن ذلك يجعله مختلف عن "غير المصابين بالسكري" لدرجة أنك وصفته أو بدأ لك إنطباع أن هذه المقالات تتحدث عن "عاجز أو أنها إعاقة" وهذا غير صحيح. أو ربما إنطباعك هذا مبنى على المفهوم الذي سيتشكل لدى المحيطين بك من أقارب وأصدقاء وعندما يرونك مهتم بهذه الأمور والسلوكيات مثل قيامك بقياس السكر بالدم بإستخدام أجهزة قياس السكر بالدم المنزلية أو حقنك لإبرة الإنسيولين في وجودهم سيجعل وسيتكون لديهم (أي المحيطين بك) سيتكون لديهم إنطباع بانك "مريض وعاجز".

وهذا إنطباع غير صحيح ، والمخطيء هم الذين يحيطون بك، فعدم معرفة وتوعية المحيطون بك بالسكري وعدم معرفتهم بما تقوم به لا يحق لهم أن ياخذوا عنك إنطباع بأنك عاجز أو مريض ولو أخذوا ذلك الإنطباع فهم أحرار ولن يضرك إنطباعهم في شيء بل لو حاولت أن تهتم بإنطباعهم هذا عنك فأنت الخاسر الوحيد فإنهم مخطئون فلا تهتم لإنطباعهم، فصحتك أمانة في عنقك أنت وليست أعناقهم هم، ، ويجب عليك الحفاظ عليها، ((فأنت غير مسؤل على جهلهم بالسكري بل أنت مسؤل على علمك بالسكري)). 

كما أنني أحاول أن أقوم بتوجيه وتعليم المصاب بالسكري بالــ "المهارات" التي تجعله يعيش بحيث يصبح "لا يختلف عن غير المصابين بالسكري". كيف؟

فأنت قلت بأنه أصبح لديك إنطباع بإن المنشورات جعلت من المصاب بالسكري أشبه بالعاجز وأريدك أخ محمد أن تقول لي : 

1- من هو العاجز؟ (( الذي)) يتابع في منشورات صفحتي ويتعلم أعراض الهبوط في سكر الدم ، وأسباب الهبوط في سكر الدم، وكيفية تفادي ذلك ، وكيفية العمل على منع وعلاج حالة "عدم الشعور باعراض الهبوط" وبهذا سيحمي نفسه من حدوث نوبات الهبوط المتكرر ((أم الذي)) يحدث له هبوط متكرر في الهبوط في سكر الدم ولا يعرف كيفية التصرف معه الأمر الذي يُشكل عائق له في العديد من واجباته اليومية مثل تحصيل العلم في المدرسة وأداء عمله في عمله (نظراً لكثرة غيابه) وربما حدوث بعض أنواع الحوادث (كحوادث المرور وحوادث السقوط من مكان عالي وأحيانا الغيبوبة) ، فمن العاجز الأول أم الثاني؟

2- من هو العاجز؟ ((الذي)) يتابع في منشورات صفحتي ويتعلم السلوكيات والعادات التي تحميه من تصلب الشرايين مثل الإمتناع عن التدخين ، وممارسة الرياضة وعلاج إرتفاع ضغط الدم وعلاج إرتفاع الدهون بالدم وتعلم كيفية التحكم في السكر بالدم وبهذا سيحمي نفسه من أمراض الجهاز الدوري والقلب، ((أم الذي)) لا يعرف تلك العادات وتلك السلوكيات الجيدة ولا يعمل بها ولا يهتم بها،الأمر الذي يجعله عُرضة لتصلب الشرايين ويصبح بحاجة إلى البحث عن المكان الذي سيقوم بعمل القسطرة القلبية لمعرفة أسباب وجع الصدر والذبحة الصدرية ، هذا بالطبع لو أنه لم يُصاب بجلطة قلبية أم جلطة دماغية مع الشلل أم ربما جلطة في الأرجل مع بتر تلك الأرجل والأطراف. ، فأيهما العاجز الأول أم الثاني؟

3- من هو العاجز؟ ((الذي)) يتابع في منشوراتي ويتعلم كيفية الكشف المبكر على "شبكية السكري" ويحمي نفسه من حدوث "شبكية السكري"، ((أم الذي)) لا يهتم بالتحكم في سكر الدم ولا يهتم بتعلم كيفية الكشف المبكر على "شبكية السكري" الأمر الذي ربما يؤدي إلى نزيف بالعين أو إنفصال الشبكية وفقدان البصر ويصبح أعمى بسبب السكري. فأيهما العاجز الأول أم الثاني؟

4- من هو العاجز؟ ((الذي)) يتابع في منشوراتي ويتعلم كيفية الكشف المبكر على "كلى السكري" ويحمي نفسه من حدوث "كلى السكري"، ((أم الذي)) لا يهتم بالتحكم في سكر الدم ولا يدري ما هي "كلى السكري" ولا يتعلم كيفية الكشف المبكر على "كلى السكري" ولو حدثت ولم يتعلم كيفية السيطرة عليها حتى لا تتطور إلى الفشل الكلوي حيث سيصبح محتاج إلى ثلاثة أيام للغسيل الكلوي أو البحث عن شخص يعطيه إحدى "الكلى" لزراعتها. فأيهما فأيهما العاجز الأول أم الثاني؟

5- من هو العاجز؟ ((الذي)) يتابع في منشوراتي ويتعلم كيفية المحافظة على سكر الدم وتعديله بحيث يكون في مأمن من المضاعفات للسكري الأخرى مثل إضطراب الأطراف العصبية والضعف الجنسي وغيرها ((أم الذي)) يهمل السكري ليتركه يفعل به ما يشاء. فأيهما العاجز الأول أم الثاني؟

أرجو المعذرة ولكنني أرى في شباب صغير في السن مبتور الأطراف ، وأرى في فتيات صغار في السن فقدن بصرهن ، وأرى في رجال في مقتبل العمر على الغسيل الكلوي ثلاث أيام في الإسبوع ، وأرى في سيدات قمن بعملية القلب المفتوح بسبب تصلب الشرايين. وعندما تراجع مع هؤلاء تاريخ الإصابة بالسكري وكيف كانوا يتعاملون مع السكري يقولون لك بأنهم لم يكونوا مهتمين بالسكري إطلاقاً. ولم يكونو على علم بكيفية تفادي ذلك ولم يخبرهم أحد بذلك.

والسكري ودائما أقول في ذلك بأنه "السهل الممتنع" أي ممتنع وصعب عندما تهمله وقد يسرق منك ما لا يقل عن 10-15 سنة من عمرك كان من المفترض أن تعيشها. وهذا مثبوت علمياً، بينما لو عرفت واجباتك تجاه السكري فإنك ستتعايش معه بسلام ، وبدون المشاكل المذكورة أعلاه وحتى سن الثمانين أو أكثر. والغرض من هذه الصفحة هو مساعدة المصابين بالسكري للتعايش بسلام مع السكري وذلك بتعلم المهارات الأساسية للتعامل مع السكري والإجابة على إستفساراتهم بخصوص كيفية علاج السكري وكيفية إكتساب الفائدة القصوى من العلاجات المتوفرة حالياً.

وهناك ملاحظة أخرى مهمة أختم بها هذه المقالة وهي أن مضاعفات السكري التي أذكرها في هذه الصفحة ليست حتمية (أي ليس جميع المصابين بالسكري سيصابون بها) ، ولكن قد تُصيب أولئك الذين غير مهتمين بالسكري بدرجة أكبر من أولئك المهتمين بالتحكم في السكري. إسلوب الصفحة هو كما رأيت، وأتمنى أن أجد طريقة أفضل لتوصيل المعلومة بحيث لا تؤثر على المتلقي من حيث الجانب النفسي (أي لا تخوفه ولا تزهقه ولا تُسبب له كآبة) ولكن كيف؟ فيجب سرد الحقائق كما هي، ولكن الشيء "المهم جداً" والذي أحرص عليه في هذه الصفحة هو أنه "كلما أقول وأذكر بعض المضاعفات خطيرة فإنني أقوم بتوضيح "السبيل للوقاية منها أو علاجها"، فلو أنني دائما أذكر في المضاعفات بدون توضيح طرق الوقاية وطرق تجنب حدوثها أو طرق علاجها، فـ عندها بالفعل بإمكانك أن تقول "أبأنني أخوفك أو سببت لك الكآبة".

المطلوب منك فقط هو الإهتمام بواجباتك تجاه السكري وهو تحقيق الأهداف الثلاثة أي سكر تراكمي أقل من 7% ، وضغط دم أقل من 140/90 مم زئبق ، وكوليسترول سيء أقل من 100 ملجم/ديسيلتر.مع الإهتمام بزيارة طبيب العيون وطبيب الأسنان على الأقل مرة كل سنتين، وبعد ذلك تفائل خيراً تجده ولا تفكر في مضاعفات السكري أبداً، فالمكافأة عندما تقوم بتحقيق هذه الأهداف هو عدم حدوث مضاعفات السكري. ربنا يحفظك.

المشاركات الشائعة

بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة