الأحد، 19 يوليو 2015

إيفا ساكسل .. قصة وتعليق ! Eva Saksl



قصة رائعة للتغلب على المحن وإنقاذ حياة المئات من المصابين بالسكري.

هذه قصة لإمرأة "يهودية" إسمها "إيفا ساكسل" هربت هي وزوجها "فيكتور" في الحرب العالمية الثانية من تشيكوسلوفاكيا وذهبت إلى الصين وأُصيبت بالسكري النوع الأول هناك "وكان عمرها 20 سنة" وكانت تستخدم في الإنسيولين كعلاج للسكري. فهي مصابة بالنوع الأول ولا بديل عن الإنسيولين للعلاج في تلك الأثناء، وبعد أن أحتلت اليابان دولة الصين، بدأت الأدوية في النقصان وكذلك أُغلقت الصيدليات، ولم تجد الإنسيولين الكافي لديها، فأشترت الإنسيولين من السوق السوداء ولكنه نفذ من السوق أيضاً. فقامت هي وزوجها "فيكتور" وقررتا أن يقوموا بتصنيع الإنسيولين في البيت قبل أن ينفذ مخزونها من الإنسيولين تماماً والذي سيكفيها لحوالي بضعة أشهر. فقام زوجها "فيكتور" بشراء الكتاب الذي به توضيح لكيفية إستخلاص الإنسيولين من "بنكرياس الكلاب" التي كان يستخدمها العالم "فريدريك بانتيك" مُكتشف الإنسيولين، ولكن "فيكتور" لجأ إلى بنكرياس "الجاموس" لإستخلاص الإنسيولين منه بطريقة كيميائية مقلدة لطريقة "فريدريك بانتيك".

بالطبع كانت هناك مشكلة مهمة تواجههم وهي نقاوة الإنسيولين ومفعوله. فعمل "فيكتور" على تجريب الإنسيولين المصنَع منزلياً على الأرانب ومقارنة مفعوله بمفعول الإنسيولين الذي بحوزة زوجته "إيفا"، وبعد عدة تجارب إستمرت حوالي سنة نجح "فيكتور" في تصنيع إنسيولين فعّال، ولكنه فعّال على الحيوانات وهي الأرانب. وعندما نفذ مخزون "إيفا" من الإنسيولين كان لابد لها من أخذ الإنسيولين المصنَع منزلياً. وكانت النتائج إيجابية. ولم تكن "إيفا" الوحيدة المستفادة من هذا الإنسيولين المصنَع منزلياً ولكن نجحا "فيكتور" وزوجته "إيفا" في جعل ما يكفي من الإنسيولين من عام 1941 حتى عام 1945 لإنقاذ حياة 200 شخص مصاب بالنوع الأول من السكري في الصين أثناء الحرب العالمية الثانية. ولم يمت أحد من الإنسيولين الملوث.
ملاحظة: ولدت "إيفا" في سنة 1921 وماتت سنة 2002 عن عمر يناهز 81 سنة !

=============

تعليق: في الحقيقة هذه القصة مثال للتغلب على المحن ومساعدة الآخرين في أسوأ الضروف وهو الغرض من سرد هذه القصة، ولكن على أية حال بخصوص الإنسيولين فما بال بعض المصابين بالسكري في عصرنا هذا يشتكون من حقنة الإنسيولين ويتهربون منها بكافة الطرق لأسباب بسيطة مثل الشعور بألم الحُقنة أو لأمور نفسية أخرى، مع إن الإنسيولين في عصرنا الحديث إنسيولين نقي 100% .....
بل غير مشتق من الحيوانات وإنما تم تصنيعه بإستخدام الهندسة الوراثية .....
بل هو مشابه تماماً للإنسيولين البشري .....
بل وغير ملوث .....
بل في ليبيا يُعطى للمصابين بالسكري "مجاناً" .....
بل متوفر دائماً .....
بل هو أفضل علاج للسكري .....

هناك نقطة مهمة جداً بهذا الخصوص وهي أنني أرجو من المصابين بالسكري عدم ((الإسراف)) في الإنسيولين. فهناك بعض المصابين بالسكري لا يعبئون بالطرق الصحيحة لحفظ الإنسيولين فيسهل عليه التخلص منها عند أدنى شك في فعاليتها ثم يذهب للمرفق الصحي لإستلام عبوات جديدة من الإنسيولين لأنه مجاناً. ليس هذا فقط بل هناك من يحاول التردد على صيدلية المستشفيات لتجميع أكبر عدد ممكن من العبوات للإنسيولين (من باب الإحتياط) الأمر الذي يؤدي إلى إنتهاء صلاحية بعض العبوات التي قام بتخزينها وبالتالي التخلص منها وجلب غيرها.

وقد حذرنا الله في آية من ذلك بقوله سبحانه وتعالى "وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا ﴿٢٦﴾ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ﴿٢٧﴾" فبالإضافة إلى الإسراف فربما هناك مصاب بالسكري محتاج للإنسيولين ولن يجده وكان من حقه الإنسيولين الذي قمت أنت بالتخلص منه بسبب فساده وإنتهاء صلاحيته.

المشاركات الشائعة

بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة