لقد تحدثت عن ظاهرة الفجر في إحدى المقالات السابقة بهذه الصفحة وعلى الراغبين في فهم ما هي هذه الظاهرة فالرجاء مراجعة محتوى الرابط التالي...
http://alsukri.blogspot.com/2012/09/dawn-phenomenon.html
بالطبع هذه الظاهرة تؤدي إلى زيادة قيمة "سكر صائم" بعد الفجر، وقد تحدث للنوعين من السكري أي النوع الأول والنوع الثاني من السكري وهذه الظاهرة لا تحدث للغير مصابين بالسكري لأن الإنسيولين المفروز من البنكرياس يمنع هذه الظاهرة.
في هذا البحث والذي نُشر في المجلة الطبية "رعاية السكري" (Diabetes Care) للعدد نوفمبر 2013 ، فقد تم دراسة 248 مصاب بالسكري النوع الثاني ((لا يستعملوا)) في الإنسيولين. أي على أنواع مختلفة من الأقراص المستخدمة لعلاج النوع الثاني من السكري.
وجد في هذا البحث أن ظاهرة الفجر تحدث لحوالي نصف المصابين بالسكري النوع الثاني "أمر مثير للإهتمام !".
وزيادة نسبة حدوث ظاهرة الفجر في النوع الثاني من السكري لهذه الدراسة إذا ما تم مقارنتها بدراسات سابقة يرجع إلى إستخدام "أجهزة مراقبة السكر المستمرة" (Continous Glucose monitoring systems). كما أنه وُجد أن ظاهرة الفجر تحدث ولا يوجد فارق في المجموعات والتي تتناول في أقراص مختلفة من الأقراص المستخدمة لعلاج النوع الثاني من السكري.
السؤال المهم: وهو هل ظاهرة الفجر تؤثر بشكل مهم على التحكم في سكر الدم في هذا البحث؟ أي كم ؟ كان الفرق في التحليل التراكمي "HbA1c" بين المجموعتين؟
الجواب: كما هو معروف فإن أهم مؤشر لقياس التحكم في سكر الدم هو التحليل التراكمي "HbA1c" فقد وجُد في هذا البحث أن معدل التحليل التراكمي للذين (( لم تحدث لهم )) ظاهرة الفجر أقل بقيمة حوالي 0.4% إذا ما تم مقارنتهم باؤلئك الذين حدثت لهم هذه الظاهرة.
السؤال الآخر: وهل الفرق بقمية 0.4% مهم ؟
الجواب: نعم مهم إذا أخذنا بالإعتبار نتائج الدراسات المهمة السابقة والتي أوضحت أن لكل 1% تنقيص في قمية التحليل التراكمي تقل نسبة حدوث مشاكل الأوعية الدقيقة بنسبة 37% ومشاكل الأوعية الكبيرة بنسبة 40%
ملاحظة: من أمثلة مشاكل الأوعية الدقيقة للسكري، "كلى السكري"، "شبكية السكري"، "أعصاب السكري". بينما من أمثلة مشاكل الأوعية الكبيرة للسكري، "أمراض القلب والأوعية الدموية"، "جلطة بالدماغ"، "مشاكل الشرايين بالأطراف السفلية والبتر".
الرسالة المهمة للأطباء من هذا البحث والتي أوضحها أحد البحاث في هذه الدراسة هي أنه يجب عليهم وضع إستخدام الإنسيولين كأولوية وخطوة مطلوبة وسريعة ((((( وذلك ))))) في حالات محددة من النوع الثاني من السكري وهي الحالات من المصابين بالسكري النوع الثاني والذين زاد لديهم التحليل التراكمي لأكثر من 7% بالرغم من إستخدام الأقراص بكمية مناسبة، لأنهم عُرضة لظاهرة الفجر ولأن الإنسيولين يساعد ويقلل من حدوث هذه الظاهرة.