هل الافراط في تناول الحلويات يُسبب مرض السكري ؟
الجواب: لا--- فالأمر ليس سهلا.
هنـاك الكثيـر مـن المصابين بالسكري مفهوم خاطىء، فهناك من يقول لك لقد أصُبت بالسكر لأنني بالفعل في الفترة الأخيرة أصبحت أتناول الحلويات بكميات كبيرة، بالطبع هذا غير صحيح.
وهناك من يتسأل وبالعكس ويقول لك: أنا لا أحب السكريات ولا الحلويات فمن أين أتى السكري لي؟ بالطبع لأن الإصابة بالسكري ليست بسبب تناول الحلويات.
في الحقيقة السبب في النوع الأول وكذلك النوع الثاني ، معقد جداً ، وليس بسهولة أن أكل الحلويات بكثرة يسبب السكري، فليس الأمر كذلك بل السبب في السكري معقد جداً ولم يُعرف بالضبط بعد. ولكن هناك عاملان مهمان لحدوث السكري بنوعيه.
إحدى هذه العوامل هو العامل الوراثي أي أن الشخص الذي سيُصاب بالسكري من الضروري أن تكون له قابلية وراثية للسكري وهذه القابلية موجودة بالمورثات الخاصة به الجينات. مع ملاحظة مهمة هنا وهي أنه ليس بالضرورة أن يكون الأب أو الأم مصاب بالسكري ولكن من الضروري ان يكون لأحدهما المورثات الجنيات التي تسبب السكري.
والعامل الآخر هو العامل البيئي، فمثلاً في النوع الأول من السكري أحد العوامل البيئية هي إلتهاب الفيروسات. مع ملاحظة بأنه قد لا يتم ملاحظة الإلتهاب الفيروسي الذي حدث والذي كان السبب في هيجان الجهاز المناعي والذي أدى إلى تحطيم خلايا البنكرياس المسؤلة عن إفراز الإنسيولين الأمر الذي أدى إلى ظهور أعراض الإصابة بالنوع الأول من السكري.، بينما في النوع الثاني من السكري فهناك الكثير من العوامل البيئية مثل السمنة، التقدم في العمر، تكيس المبايض، إرتفاع ضغط الدم ... إلخ من العوامل التي تزيد من إحتمال الإصابة بالنوع الثاني من السكري.
فأكل السكريات والحلويات بكمية كبيرة قد يساعد على حدوث السمنة وهي إحدى العوامل التي (تزيد من العُرضة) للإصابة بالسكري النوع الثاني. فلو أن الشخص يأكل في الحلويات بكمية كبيرة فقد تحدث له السمنة وليس النوع الثاني من السكري. وحتى يحدث له النوع الثاني من السكري فهذا الشخص "السمين" ضروري أن تكون له قابلية وراثية. حتى أن حوالي 20-40% فقط من "الذين لديهم السمنه" مصابون بالسكري وليس كلهم، لأن الذين لم يحدث لهم السكري ليس لديهم العامل الوراثي. فهذه هي خطورة أكل الحلويات بكثرة وهي أنك ستصاب بالسمنة ولو أنك لديك قابلية وارثية فإن نسبة حدوث مرض السكري النوع الثاني تصبح زائدة بالنسبة لك.
هناك أمر آخر أيضاً وهو "الصدمة النفسية" ، فهذه حالات هي أيضاً لا تسبب في السكري ولكنها تُظهر السكري أي ليست السبب المباشر في حدوث السكري ولكن عندما تحدث صدمة نفسية فإن الجسم يزيد في كمية إفراز هرمونات تضاد عمل هرمون الإنسيولين، وبالتالي تظهر أعراض السكري والتي كانت "مختبئة" وتنتظر من يُظهرها للعلن، والذي أظهر هذه الأعراض هو الصدمة النفسية أو ، فيعتقد المصاب بالسكري بأن سبب السكري هو "الصدمة النفسية" ، فهذا غير صحيح.