في الحقيقة هذه الحالة نادرة الحدوث ولكنها من إحدى المسببات لإضطراب سكر الدم بالرغم من أخذ العلاج بصورة منتظمة وكافية. ولا بأس بأن يكون المصاب بالسكري على علم بهذه المضاعفات المزمنة التي تصيب المعدة والتي تـُعرف "بضعف المعدة" (Gastoparesis).
ضعف المعدة والتي تؤدي إلى تأخير تفريع المعدة من محتوياتها تحدث عندما يُصاب ويثأثر ما يـُعرف "بالعصب الحائر" (Vagus nerve) نتيجة مرور وقت طويل من الإصابة بالسكري، مثله مثل بقية الأعصاب بالجسم كجزء من الثأثيرات السلبية على الجهاز العصبي الناجمة من السكري. الأمر الذي يؤدي إلى ضعف في إنقباض العضلات الموجودة بالجهاز الهضمي، للمرئ والمعدة والأمعاء. وإذا لم تتحكم بسكر الدم فأنت عُرضة لجميع المضاعفات الناجمة من مرض السكري بما في ذلك الضعف في المعدة.
ومن أمثلة الأعراض الناجمة على الضعف في المعدة الآتي:
- ألآم بأعلى البطن.
- الشعور بالغثيان والتقيئ.
- التقيئ لأكل لم يتم هضمه بعد.
- فقدان الشهية للأكل.
- ضعف في الوزن غير متوقع.
- إنتفاخ بالبطن.
- إمساك وفي بعض الأحيان إسهال.
- هبوط في سكر الدم متبوعاً بزيادة في سكر الدم بعد تناول الوجبة الرئيسية.
في الحقيقة في الشخص الطبيعي تستغرق عملية تفريغ المعدة من محتوياتها بعد تناول الوجبة الرئيسية حوالي 3-4 ساعات، وعملية التفريغ تعتمد على مكونات الوجبة، فإذا كانت الوجبة غنية بالمواد الدهنية فإنه سيحدث تعطيل لعملية التفريغ وهذا التعطيل هو الذي يسمح للطعام بالإختلاط مع العصائر الهاضمة الأمر الذي يساعد على عملية الهضم فيما بعد مع العلم بأن هذه العملية أي عملية التفريغ هذه تحتاج إلى عصب حائر (Vagus nerve) سليم.
ما العمل عند تشخيص هذه الحالة:
1- القيام ببعض التغييرات في السياسة العلاجية التي تتناولها: مثل زيادة جرعة الأدوية، أو تغيير موعد أخذ العلاج فعلى سبيل المثال فإنه من الأنسب أن تاخذ جرعة الإنسيولين البشري (إنسيولين الوجبات) مع بداية الأكل وليس ضروري الإنتظار 20-30 دقيقة لأن هناك تأخير في تفريغ محتويات المعدة فبالتالي تأخير زيادة إرتفاع السكر بالدم.
2- القيام بتعديل في الوجبات الرئيسية منها والخفيفة: بالنسبة للوجبات فإنه يجب تقسيم الوجبات إلى عدد 6 وجبات صغيرة أو أكثر وأصغر.، أما أخذ ثلاث وجبات رئيسية فلا ينصح به وذلك لتخفيف الأعراض الناجمة من ضعف المعدة ، والستة وجبات الصغيرة ستضمن أنك لن تشعر بالشبع المبكر وكذلك لتحسين عملية الهضم وتوفير المواد الغذائية اللازمة والسعرات الحرارية اللازمة التي يحتاجها الجسم. ولأن السوائل تمر بالجهاز الهضمي بسهولة أكثر فإنه من الأفضل في البداية أن يقوم المريض بأكل الوجبات التي تحتوي على سوائل مثل الحساء (البرودو أو الشوربة) حتى تختفي الأعراض المزعجة الناجمة من ضعف المعدة، مع ملاحظة أنه ((يجب تجنب)) تناول الأكل الذي يحتوي على كمية عالية من الدهون والأكل الغني بالألياف لأن كليهما يسبب في تأخير عملية الهضم.
3- إعطاء بعض الأدوية التي تستعمل "بالخصوص" في ضعف المعدة هناك العديد من الأدوية مثل البلاسيل (Plasil) والإريترومايسين (Erythromycin).
4- في بعض المراكز الطبية المتخصصة فإنهم يقومون بوضع جهاز لتنظيم حركة العضلات بالمعدة (Gastric pacemaker) وهو جهاز شبيه بالجهاز الذي يستخدم لتنظيم ضربات القلب. إلاّ أن هذا لتنظيم عضلات المعدة وتتم زراعته تحت الجلد بجدار البطن ويتصل بواسطة أسلاك إلى المعدة.