الجمعة، 13 فبراير 2015

سكري الحمل لننتبه له ... ! Gestational Diabetes


أثناء الحمل وفي العادة مع بداية الإسبوع الـ 24 من الحمل بعض النساء يُصابون بما يُعرف بـ "سكري الحمل" (Gestational diabetes)، أي السكري الذي بدأ ظهوره في فترة الحمل.

السؤال: ما هو "سكري الحمل"؟

الجواب: معدل الإصابة بسكري الحمل ليس قليل ، ففي بعض الدول المتقدمة وُجد أن قــُرابة 10% من النساء الحوامل يُصبن بـ "سكري الحمل".

السبب في سكري الحمل غير معروف. ولكن الشيء المعروف هو أن المشيمة (وهي الأنسجة التي من خلالها يتغذي الجنين من دم الأم) ، فإن هذه المشيمة تقوم بإفراز هرمونات تــُضاد عمل هرمون الإنسيولين، الأمر الذي يؤدي إلى الحاجة إلى إفراز أكثر من الإنسيولين المفروز من بنكرياس الأم (وبالأخص في الثلث الأخير من الحمل) حيث أنه قد يصل إحتياج الأم من الإنسيولين إلى ثلاثة أضعاف إحتياجاتها وهي غير حامل.

سؤال: كيف يؤثر "سكر الحمل" على الجنين؟

الجواب: 1- لا خوف من حدوث التشوهات الخـَلقية ، لأن الجنين قد إنتهى من مرحلة التخـَلق وقد تكونت كل أجهزته المهمة في الأسابيع الأولى من الحمل، ثم بدأت في النمو. ولكن المرأة المصاب بالسكري والغير متحكمة في سكر دمه وأبتدأت الحمل بسكر تراكمي أكثر من 7% فإنها بالفعل عُرضة لحدوث التشوهات الخـَلقية لجينينها. ولكن سكري الحمل لا يسبب في تشوهات خـَلقية.
2- هناك إحتمال زيادة حجم الجنين وهذا قد يُسبب في مشاكل للجنين عند ولادته مشكل بـ "كتفه" أثناء ولادته.
3- حدوث هبوط في سكر الدم للجنين بعد ولادته.
4- حدوث مشاكل بالتنفس للمولود.
5- هناك مشاكل أخرى للمولود ((قد تحدث)) في الطفولة مثل الإصابة بالسمنة ، وزيادة العرضة للنوع الثاني من السكري.

سؤال: كيف يُعالج سكري الحمل؟

الجواب: في الحقيقة يجب على المصابة بسكري الحمل تحقيق قراءات لسكر الدم كالآتي:

1- سكر صائم أقل من 95 ملجم/ديسيلتر.
2- سكر الدم بعد ساعتين من الأكل أقل من 120 ملجم/ديسيلتر.
وذلك بالآتي:
1- الأكل الصحي.
2- ممارسة الرياضة.
3- قياس سكر الدم بصورة منتظمة.
4- حُقنة الإنسيولين

ملاحظة: بعض الحالات والغير راغبات في حُقنة الإنسيولين قد نحاول معهم أقراص الميتفورمين كمحاولة لمدة إسبوع وإذا لم نتمكن من تحقيق القراءات السالفة الذكر فلابد من البدء في حقنة الإنسيولين.

السؤال: ما الذي سيحدث بعد الولادة لـ "سكري الحمل"؟

الجواب: من المتوقع أن يختفي السكري.((أو)) قد يكون سكري الحمل هو موعد البدء في حدوث النوع الأول أو النوع الثاني من السكري ولهذا فإنه لا يختفي بعد الولادة ولكنه يستمر. أي الذي حدث في الأشهر الأخيرة من الحمل هو ظهور أعراض السكري أمّا النوع الأول أو النوع الثاني ولهذا إستمر بعد الولادة وبالتالي يجب الإستمرار في العلاج.

سؤال: بعد الولادة إختفى السكري (أي إختفاء سكري الحمل) ما العمل؟

الجواب: بالفعل معظم النساء المصابات بــ "سكري الحمل" تختفي إصابتهن بـ"سكري الحمل" بعد الولادة ويتم إيقاف الإنسيولين أو الأقراص بعد الولادة.

ولكن النقطة المهمة التي أود ذكرها في هذه المقالة هو أن الفتاة أو السيدة التي أُصيبت بسكري الحمل يجب أن تعلم بأنها أصبح لديها زيادة القابلية للإصابة بالنوع الثاني من السكري.

أي بالإضافة إلى معرفتها بأن "سكري الحمل" يختفي بعد الولادة، فيجب أن تضيف معلومة أخرى وهي "أنها أصبحت عُرضة للإصابة بالنوع الثاني من السكري"، وقد تحدث لها الإصابة بالنوع الثاني من السكري في أية وقت، فلا يوجد وقت محدد.

ولكن ما الفائدة من معرفتها لهذه المعلومة؟
الفائدة هو أنه بإمكانها منع حدوث الإصابة بالنوع الثاني من السكري (أي الوقاية من حدوث السكري والذي قد تُصاب به في أية لحظة) ، فخبرتنا مع المصابات بــ "سكري الحمل" واللواتي أصبحن مصابات بــ "السكري النوع الثاني" ، فمعظمهن لا يعرفن هذه المعلومة أو اللواتي يعرفن لا يتقون حدوث السكري ظناً منهن بأنه لن يحدث لهن السكري.

ولكن يا دكتور أنا "مصابة بـ سكري الحمل" وعرفت بأنه من الممكن أن أُصاب بالنوع الثاني من السكري وأنه بإمكاني الوقاية من حدوثه ولكن قل لي كيف؟

الجواب: أثبتت الأبحاث العلمية بأنه يمكن للمصابة بــ "سكري الحمل" الوقاية من حدوث "السكري النوع الثاني" بنسبة عالية جداً وذلك بإتباع ثلاث إرشادات بسيطة لا تكلف شيء وهي:

1- المحافظة على الوزن المناسب وتفادي زيادة الوزن أو السمنة.
2- الرياضة مثل رياضة المشي لمدة 30 دقيقة ولمدة خمسة أيام في الإسبوع أو لو كان بالإمكان يومياً فذلك أفضل.
3- الأكل الصحي وهو الأكل الغني بالخضروات الفواكه والألياف.

ملاحظة: في حالة أن المصابة بــ "سكري الحمل" بعد الولادة إختفى السكري وقامت بإتباع هذه الإرشادات وكان لديها مشكلة أخرى مثل إرتفاع ضغط الدم أو زيادة الدهون بالدم أو أية عامل آخر من العوامل التي تزيد من زيادة العرضة للإصابة بأمراض القلب والشرايين، أو هناك عوامل أخرى بالإضافة إلى "سكري الحمل" تجعلها عُرضة أكثر للإصابة بالسكري النوع الثاني مثل كثرة إصابة أحد أو أكثر من أفراد أسرتها (الأب أو الأم أو الأخ أو الأخت) بالسكري النوع الثاني ، فإنني أضيف إلى العوامل الثلاثة السابقة (للوقاية) شيء رابع وهو أقراص الميتفوررمين (الجلوكوفاج) 500 ملجم/مرتين في اليوم وذلك من أجل الوقاية من النوع الثاني من السكري.، وربما تتسأل السيدة أو الفتاة: كيف يا دكتور تقوم بإعطائي دواء يُعطى للمصابين بالسكري وأنا ليس لديّ السكري؟"

الجواب: نعم بإمكانك أخذه فالميتفورمين (الجلوكوفاج) يُستخدم في عدة حالات ومنها "الوقاية من السكري النوع الثاني".
بإختصار أختي المصابة بــ "سكري الحمل" بعد الولادة وإختفاء السكري وتوقيف الإنسيولين أو الأقراص (التي تم إستخدامها في فترة الحمل) فأعلمي بأنه لم تنتهي مهمتك في مراقبة صحتك وعليك العمل على الوقاية من النوع الثاني من السكري.

المشاركات الشائعة

بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة