الاثنين، 18 مارس 2019

عمليات التخسيس Bariatric surgery و السكري


هناك العديد من عمليات التخسيس "Bariatric surgery" والتي تستخدم في حالات السمنة المفرطة وذلك لتنقيص وزن الجسم. ووجد في بعض الأبحاث أن هناك تحسن ملحوظ في التحكم في سكر الدم لدى المصابين بالسكري جراء هذه العمليات.
في الحقيقة عمليات التخسيس كعلاج للسكري النوع الثاني قد يكون لها مكان في المستقل ولكن في وقتنا الحالي فهي مناسبة لفئة معينة ومحددة.

ولكن قد يسأل سائل ولكن هناك العديد من الدراسات التي أكدت بأن عمـليات التخـسيس جيدة للتحكم في النوع الثاني من السكري بل ذهب ببعضهم إلى القول بأن هناك بعض المصابين بالسكري قد تم شفائهم من السكري.

في الحقيقة هناك مشكلة تواجه هذه الأبحاث وهو عدم وجود مقارنة دقيقة من الناحية العلمية. كيف؟

سأحكي لكم قصة : كلنا يعرف ما هي الذبحة الصدرية، فالذبحة الصدرية هي نوبات من الألم بالصدر الناجمة من قصور في تدفق الدم للقلب بسبب مشكلة تصلب الشرايين التاجية التي تغذي القلب. أليس كذلك؟

في الخمسينيات من القرن الماضي كان هناك نوع من أنواع العمليات والتي أصبحت مشهورة ومتداولة بكثرة آنذاك لعلاج "الذبحة الصدرية" وهي أن الجراح يقوم بربط أحد الشرايين المهمة المغذية للثدي (internal mammary artery) وذلك كعلاج لألآم الصدر الناجمة من الذبحة الصدرية (لا أعرف الفكرة من هذه العملية في علاج الذبحة الصدرية ولكنها لاقت إستحساناً من المرضى الذين يشكون من الذبحة الصدرية). ماذا حدث بعد ذلك؟

بعد ذلك إستطاع الدكتور (H.K. Beecher) أن يثبت بأن إختفاء ألآم الصدر ليس بسبب العملية ولكن إختفاء الألآم كان ناجماً من تأثير "وهمي" ونفسي للعملية وأثبت ذلك بأن قام بدراسة حيث تم تقيسم مرضى الذبحة الصدرية (المنخرطين في تلك الدراسة) إلى مجموعتين ، إحدى هاتين المجموعتين قام بربط الشريان المغذي للثدي، والمجموعة الأخرى قام بعملية وهمية "أي يُوهم المريض بأنه تم إجراء عملية ربط الشريان الالمغذي للثدي، ولكن الجراح قام بعمل جرح مشابه للجرح الناتج من عملية ربط شريان الثدي ويسمى هذا النـوع مـن العـمــــليات بــــ "العـمـلية الصـوريـة" (SHAM operation)، وبالطبع لا أحد من المرضى يعرف ما هو نوع العملية التي أ ُجريت له، وكذلك الأطباء المتابعين للحالات لا يعرفوا هل المريض الذي يتابعون فيه قام بربط الشريان للثدي أم لا. وتم ملاحظة تأثير العملييتين (الحقيقية والصورية) على إختفاء الألآم.

فكانت النتيجة هو أنّ نسبة إختفاء الألآلم للمجموعتين كان متشابه ولا يوجد إختلاف مهم بين المجموعتين. وبهذا إنتهى الأمر. وبعد ذلك البحث إختفى هذا النوع من العمليات كعلاج للذبحة الصدرية.

وكذلك الحال مع عمليات التخسيس لعلاج السكري فمع عدم وجود العمليات "الصورية" فإنه من الصعب إقتراحها على كل المصابين بالسكري النوع الثاني كما أن هذا النوع من العمليات له عدة عيوب منها:

1- غلاء سعر العملية.

2- خطورة العملية (حيث أن العمليات معقدة وبحاجة إلى جراح خبير وكذلك بها نسبة من الوفيات).

3- نتائج العملية على التحكم في السكر بالدم ليست مؤكدة.

4- وهناك عدة مضاعفات على المدى البعيد مثل نوبات من (الغثيان والإسهال وألآم بالطن) وقد يحدث نقص لبعض أنواع الفيتامينات ، وهشاشة العظام ، ونقص بعض المواد الغذائية الدقيقة بالدم ..إلخ.

ولكن مع هذا فإن هناك بعض التوجيهات والتي تقترح إجراء هذا النوع من العمليات للمصابين بالسكري "النوع الثاني". ولكن لمن؟

إذن لمن هذا النوع من العمليات يكون مناسب؟ وفق توجيهات الجمعية الأمريكية للسكري لسنة 2017 م.
إنهم:

1- كل .. كل مرضى السكري النوع الثاني والذين تجاوز معدل كثلة الجسم لديهم إلى أكثر من أو يساوي 40 كجم/متر مربع بغض النظر على مدى تحكمهم في سكر الدم.

2- البالغين من مرضى السكري النوع الثاني والذين لديهم سمنة ومؤشر كثلة الجسم لديهم أكثر من 35 إلى 39.9 كجم/متر مربع مع وجود صعوبة في التحكم في السكري بالعلاج الدوائي مع تغيير نمط الحياة.

المشاركات الشائعة

بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة