هذا النقطة بحاجة إلى توضيح. وهي مهمة في الحقيقة.
عندما يكون السكر بالدم أكثر من 250ملجم/ديسيلتر (وخاصةً لدى المصابين بالسكري النوع الأول) فإن هذا يعني أنه ربما هناك نقص في كمية الإنسيولين بالدم. أو ربما كان ذلك بسبب أكل كمية كبيرة من الأكل في الوجبة الرئيسية التي سبقت إجراء التحليل. أو ربما الإثنين معاً (أي النقص في الإنسيولين وزيادة كمية الأكل).
والآن حان موعد ممارسة الرياضة والسكر بالدم أكثر من 250ملجم/ديسيلتر. فهل أمارس الرياضة؟
نحن دائماً نقول أن ممارسة الرياضة تُعتبر مثل "السحر" في تنقيص السكر بالدم ، والأمر كذلك بالفعل. ولكن عندما يكون السكر بالدم كما ذكرنا أكثر من 250ملجم/ديسيلتر فهل أمارس الرياضة؟
الجواب: هنا يجب الإنتباه حيث أنه في حالة أن هناك نقص شديد في الإنسيولين فالإجابة: لا.
ماعدا ذلك فبإمكانك ممارسة الرياضة ولكن بشرط أن تكون رياضة خفيفة. ما معنى هذا؟ وكيف لي أن أعرف بأن هناك نقص شديد في الإنسيولين؟
عندما يكون هناك نقص شديد في الإنسيولين فيجب عدم ممارسة الرياضة (حتى الخفيفة منها) لأننا نخاف من أمرين وهما ((الجفاف))، وحدوث ((الحموضة الكيتونية)). فعندما يكون السكر بالدم أكثر من 250ملجم/ديسيلتر فإن الجسم يقوم بالتخلص من السكر الزائد عن طريق إفرازه بالبول مصحوباً بالماء والأملاح ، وعند ممارسة الرياضة فإن العرق الشديد والتنفس السريع يزيد من فقد الماء وبالتالي العُرضة لحدوث الجفاف تزداد.
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى وكما قلنا فإن النقص الشديد في الإنسيولين سيجعل الجسم مضطر لإستخدام مصادر اخرى للطاقة (والتي بحاجة لها أثناء ممارسة الرياضة) ، وهذه المصادر الأخرى هي الدهون (بدلاً من السكر الذي بحاجة إلى إنسيولين)، وعندما تُتستخدم الدهون فإن هناك خطورة تجمع الأحماض الكيتونية وحدوث الحموضة الكيتونية ومشاكلها.
نأتي الآن للسؤال وهو كيف لي بمعرفة أن هناك نقص شديد في الإنسيولين؟
الجواب: كنت قد ذكرت في مقالة سابقة أنه عندما يكون هناك نقص شديد في الإنسيولين فإن هناك "مؤشر" يُنبهك بذلك، وكنت قد قمت بتشبيه ذلك المؤشر بــ "الشكل المضيء للبنزين في السيارة" فعندما يضيء هذا الشكل للبنزين في السيارة فإن ذلك يعني أن هناك نقص شديد في البنزينة للسيارة. وكذلك الحال عندما يكون هناك نقص شديد في الإنسيولين بالجسم فإن هناك "مؤشر" يُنبهنا لذلك وهو "وجود الأحماض الكيتونية في البول"، فلو كانت نتيجة الأحماض الكيتونية بالبول موجبة فإن هذا يعني أن هناك نقص شديد في الإنسيولين ولا ينبغي ممارسة الرياضة.
ملاحظة: لقياس الأحماض الكيتونية في البول فإن هناك أشرطة خاصة تُباع في الصيدليات لهذا الغرض.
ما الحل؟
فلو كان هناك أحماض كيتونية بالبول يجب شرب الماء بكثرة والذهاب للمستشفى أو العيادة لأخذ محاليل وريدية وإنسيولين عن طريق الوريد إلى حين شفائك من الحموضة الكيتونية.
أما في حالة أن هناك إرتفاع في سكر الدم لأكثر من 250ملجم/ديسيلتر وعدم وجود الأحماض الكيتونية بالبول فإن رياضة خفيفة مثل (المشي السريع) ستكون بالفعل كالسحر في تنقيص السكر بالدم ولا يوجد ما يمنع من ممارسة الرياضة في هذه الحالة ولكن ليست الرياضة العنيفة والتي ربما تزيد من إفراز الهرمونات المضادة لعمل الإنسيولين وبالتالي زيادة السكر بالدم (وهذا يحدث أحياناً مما يؤدي إلى وجود حالة من الإستغراب للمصاب بالسكري فتجده يقول لك كان سكري بالدم أقل من قبل ممارسة الرياضة كيف حدث ذلك؟).
بإختصار في حالة أنه كان السكر بالدم 250ملجم/ديسيلتر أو أكثر، فقم بقياس الأحماض الكيتونية بالبول ، ولو أنها موجبة لا تمارس الرياضة ولو أنها سالبة فالرياضة الخفيفة لا بأس بها، وسيكون مردودها جد إيجابي.