من المشاكل العديدة لمرض السكري أو بالإضافة إلى المشاكل العديدة لمرض السكري فإن مشاكل الدورة الشهرية (الحيض) التي ربما تحدث بسبب مرض السكري هي بالتأكيد الأكثر إيلام والمسببة للقلق لعدد كثير من السيدات.
إذن ما هي الصلة بين مرض السكري والدورة الشهرية (الحيض) ؟
الحيض هو الظاهرة التي تحدث عند النساء في الرحم حيث ينسلخ الجدار المبطن للرحم في نهاية كل شهر ويتم التخلص منه مع خروج الدم والبويضة الغير مخصبة (الطمث) وذلك من خلال المهبل. وفي حالة إخصاب البويضة فإن الحيض لا يحدث. ويبدأ الحيض في جميع النساء بعد سن البلوغ ويستمر حتى سن الأربعين إلى خمسة وأربعين عاما ، مع بعض الاستثناءات حيث تتوقف الدورة الشهرية (الحيض) فيما يُعرف بسنَ اليأس.
هناك هورمونان (إنثويان) مهمان ينظمان عملية تدفق الطمث وهما هرمون الاستروجين (Estrogen) وهرمون البروجستيرون (Progesteron)، حيث يعمل هرمون الاستروجين (Estrogen) على دفع البويضة للولوج في قناة فالوب. بينما يقوم هرمون البروجستيرون (Progesteron) بتهيئة جدار الرحم للبويضة المخصبة وللحمل المحتمل.
في بداية الشهر (للحيض) تكون مستويات الهرمونان منخفضة ومع مرور الوقت وتقدم الشهر تزداد مستويات هاتان الهرمونان الأمر الذي يؤدي إلى إضطراب في سكر الدم. ولكن ما علاقة هاتان الهرمونان بسكر الدم؟
كما هو معلوم فإن الإنسولين هرمون هو أيضا. ويقوم بالمحافظة على سكر الدم في المعدلات الطبيعية. وهرمون الاستروجين (Estrogen) يعمل على جعل الجسم أكثر تقبلاً للإنسيولين (أي يساعد عمل الإنسيولين) وبالتالي فإنه يميل إلى تنقيص سكر الدم ، بينما هرمون البروجستيرون (Progesteron) يعمل على إعاقة عمل الإنسيولين وبالتالي فإنه يميل لزيادة سكر الدم ، ويوجد هناك تناسق عجيب بين عمل الهرمونات بعضها ببعض بحيث لا يحدث أية إضطرابات في وظائف الجسم. وذلك بالمحافظة على مستويات مختلفة للهرمونات في الأوقات المختلفة بطريقة دقيقة جداً.
(( التغيرات في مستويات السكر في الدم لدى النساء المصابات بالسكري )) ، في الأسبوع الأول من الدورة الشهرية يكون كلا الهرمونان في مستويات منخفضة وبالتالي فإن من المتوقع ألاَ يكون هناك أية إضطرابات ملحوظة في سكر الدم الناجمة عن الهرمونات التي لها علاقة بالدورة الشهرية. ولكن خلال الإسبوع الثالث من الدورة الشهرية فإن التغيرات في سكر الدم تكون متوقعة وذلك لزيادة كمية الهرمونان المذكوران. فوجب الإنتباه لسكر الدم أكثر في الإسبوع الثالث من الدورة الشهرية. وتحدث الإضطرابات بصورة أوضح أو بالأخص للسيدات اللواتي يعانين من متلازمة ما قبل الحيض. حيث تعاني السيدة من حالة توثر وإجهاد في الإسبوع الذي يسبق بداية ظهور الطمث. وبالإضافة إلى التوثر والإجهاد فإن بعض السيدات تصبح لديهم رغبة جامحة (شغف) لأكل الأشياء الحلوة والدهون وهذا بالتالي سيؤدي إلى إرتفاع لسكر الدم، ولهذ السبب فإن الإهتمام بسكر الدم في الإسبوع الثالث من الدورة الشهرية شيء ضروري مع محاولة تجنب أو الحد من أكل الحلويات والدهون في تلك الفترة.
(( تأثير مرض السكري على الدورة الشهرية (الحيض) والمرأة أثناء فترة الطمث )) ، عندما يبدأ تدفق الطمث، يمكن لمرض السكري التسبب في المشاكل التالية في النساء:
- كمية الطمث والدم تكون أكثر من المعتاد (زيادة كمية الطمث).
- خروج الطمث بصعوبة وقد يكون مصحوب بآلام (عسر الطمث).
- تأخر تدفق الطمث أو غيابه تماماً ( تأخير أو توقف الطمث).
- قد يسبب في إلتهابات فطرية نسائية.
- نظراً لقلة الإفرازات الطبيعية فقد تشعر المرأة بألآم أثناء الجماع.
- قد يسبب السكري في نقص الإحساس بالمنطقة المحيطة بالمهبل الأمر الذي قد يؤدي إلى نقص الرغبة في الجماع لدى المرأة.
(( ما هي الإرشادات أو الإحيتاطات الواجب على المصابات بالسكري إتباعها لتجنب هذه المشاكل؟ ))
على الرغم من أن مرض السكري يمكن أن يسبب مشاكل أثناء الحيض ، فإنه يمكن تجنب هذا إذا كانت المرأة مهتمة ومستمرة برعاية مرض السكري، وفيما يلي بعض الأمور الهامة التي تحتاج إلى القيام بها:-
- يجب أن تكون المرأة مجتهدة جدا في متابعة تحكم السكر بالدم.
- إذا كان هناك شغف للأكل الحلويات والدهنيات قبل بداية تدفق الطمث، فينبغي تجنب ذلك مع الحرص على قياس سكر الدم لمراقبة أية إضطرابات ناجمة عن زيادة أكل الحلويات.
- مراجعة الطبيب المعالج في حالة ظهور أعراض غير طبيعية مثل إنتفاخ البطن أو التعب الشديد أو التشنجات أو أية أعراض أخرى غير متوقعة.
- الإهتمام بالنظام الصحي للأكل وممارسة الرياضة وخاصةً في الإسبوع الذي يسبق ظهور الطمث. حيث سيساعد ذلك على حرق بعض الزيادة المتوقعة بسكر الدم.
- ربما سيكون هناك ضرورة زيادة جرعة الإنسيولين المستعمل في الإسبوع الثالث من الدورة الشهرية لكي تتحكم بالسكر في الدم وذلك بعد مراجعة (أو الإتفاق المسبق) مع الطبيب المعالج.
لا بد من عمل التحليل التراكمي لسكر الدم HbA1c كل اربعه اشهر على الاكثر