يجب ان يبدأ العلاج بمجرد تشخيص المرض بدون ابطاء سواء من جانب الطبيب او المريض ، ذلك لان مريض السكر يحتاج الى علاج مبكر تماما كمريض السل او غيره من الامراض الخطره.
و قبل ان نشرح العلاج يمنا ان يتفهم المريض الخطوات المختلفه التي تتخذ في علاجه حتى يعلم انها ليست فرضا يفرضه عليه الطبيب و لكنها عمليه حسابية بسيطه يحاكي بها ما يحدث في الطبيعة.
فبعد وجبات الطعام يرتفع مقدار السكر في الدم ، و يفرز البنكرياس في الشخص الطبيعي كمية معينة من الانسولين تكفي لاحراق جزء من السكر الذي يحتاج اليه الجسم كوقود و غذاء ، ثم تخزين الجزء الفائض عن الحاجه في الكبد و العضلات ، فينخفض مقدار السكر في الدم مره اخرى الى نسبته الطبيعية . و بذلك تتم درجة تعادل بين السكر المأكول و الانسولين الذي يفرزة الجسم ، و كأن السكر و الانسولين موضوعان في ميزان تتعادل كفتاه.
اما في المريض فترجح كفة السكر على كفة الانسولين و لا يتم التعادل بل تظل نسبة السكر مرتفعه في الدم لمدة طويلة و لا تعود لنسبتها الطبيعية.
و لعل القارئ يستطيع ان يشترك معي في ايجاد حلول لنعادل الكفتين ، فأما ان نقلل السكر في كفه ، واما ان نزيد الانسولين في الكفه الاخرى.
و نجد هنا ثلاث طرق لبلوغ ذلك التعادل
الأولى : نكتفي بالانتقاص من السكر و لا نحتاج لزيادة الانسولين.
الثانية : نترك السكر كما هو و نحقن المريض بالانسولين.
الثالثة : ننقص من السكر بالاضافة الى حقن الانسولين.
فالحاله الاولى التي نكتفي بها بالانتقاص من السكر و لا نحتاج لزيادة الانسولين ، تشفى باتزان الغذاء فقط بتقليل كمية السكرو النشويات الماكوله ، وهذة الحالات البسيطه للمرض . و غالبا ما يكون اصحابها من اصحاب الوزن الثقيل الذين يحبون الاكل. واذا ما قلل هؤلاء طعامهم ، و انخفض وزنهم الى الوزن الطبيعي ، اختفى السكر من البول دون الحاجه الى اخذ الانسولين.
و في الحالة الثانية نترك المريض يأكل كما يشاء و نحقنه بالانسولين . و هذة الطريقة تستعمل مع المرضى النحفاء فقط.
و في الحالة الثالثة يعطى المريض غذاء متزنا و يحقن بالانسولين و تستعمل هذة الطريقة في الحالات الشديدة المصحوبة بزيادة بسيطة في الوزن.
هذة حالات مختلفة و كل حاله تعالج حسب احتياجاتها . فما من مريض بالسكر يشبه غيره في العلاج ، و لا محل للتساؤل فيما اذا اختلف علاج مريض عن الاخر بعدما عرفنا السبب.
اما اذا كان و لابد من اضافة عقار للعلاج كما يجب نحو الحالتين الثانية و الثالثة ، فالطبيب ليس لديه سوى اعطاء الانسولين او الاقراص المضادة للسكر ، وعليه ان يختار المرضى الذين يصلحون لاخذ العقارين.
و العلاج المثالي يتطلب حكمة الطبيب في اعطاء مريضه طعاما شهيا مناسبا لذوقه ، مع مقدار من الانسولين ، او الاقراص المضادة للسكر ، كاف لمنع ظهور السكر في البول ، بحيث ان يقوم المريض باعماله العادية بنشاط تام ، و ان يحتفظ بوزنه الطبيعي و لا تعتريه مضاعفات المرض.