في الحقيقة هناك العديد من القياسات لمعرفة زيادة الشحوم بالجسم ووزن الجسم والتي تجعل الشخص عُرضة لأمراض القلب والسكري وإرتفاع ضغط الدم، ولكن وُجد أن وزن الجسم بإستخدام أجهزة الوزن المعروفة وقياس وزن الجسم بالكيلوجرام "بمفرده" ليس كافياً لتحديد مدى تأثير وزن الجسم على الصحة العامة للأشخاص، فمثلا شخصين وزنهما متساوي وهو 80 كيلوجرام ولكن طول أحدهما 1.80 متر بينما الآخر 1.60 متر. فبالرغم من تساوي وزنهما فإن العرضة لأمراض القلب والسكري وإرتفاع ضغط الدم تختلف إختلاف كبير فيهما. حيث أنها أكثر في الشخص الأقصر طولاً. ولهذا السبب أصبحت الحاجة إلى البحث عن طرق أخرى للإستفادة من قياس وزن الجسم ومعرفة علاقته بالأمراض. فكانت النتيجة هو ظهور عدة قياسات أخرى منها:-
(( 1- مؤشر كثلة الجسم)) وهو علاقة وزن الجسم "بالكيلوجرام" مع الطول "بالمتر". حيث يتم قياس وزن الجسم بالكيلوجرام، ثم يقُسم على حاصل ضرب الطول في نفسه بالمتر فيكون الناتج هو قيمة مؤشر كثلة الجسم.
مثال: نفرض أن شخص طوله 1.80 فإن حاصل ضرب الطول في نفسه هو 1.8 × 1.8 =3.24
ولنفترض أن وزن جسمه = 80 كيلوجرام.
إذن مؤشر كثلة الجسم لديه = 80 ÷ 3.24 = حوالي 24.5 كيلوجرام/متر مربع.
ولنفترض أن شخص آخر طول 1.60 فإن حاصل ضرب الطول في نفسه هو 1.6 × 1.6 = 2.56
ولنفترض أن وزن جسمه = 80 كيلوجرام.
إذن مؤشر كثلة الجسم لديه = 80 ÷ 2.56 = حوالي 31 كيلوجرام/متر مربع.
والآن، لقد تم تقسم الأشخاص إلى أربعة مجموعات بناءً على قيمة مؤشر كثلة الجسم وهي:
1- نحيف = عندما يكون مؤشر كثلة الجسم أقل من أو يساوي 18.5
2- طبيعي = عندما يكون مؤشر كثلة الجسم أقل من أو يساوي 18.5 - 24.9
3- "زائد بالوزن" = عندما يكون مؤشر كثلة الجسم أقل من أو يساوي 25 - 29.9
4- "مصاب بالسمنة" = عندما يكون مؤشر كثلة الجسم أكثر من أو يساوي 30
ملاحظة: المصابين بالسمنة تم تقسيمهم إلى ثلاث فئات "فرعية" لتسهيل عملية التدخلات العلاجية المختلفة للمصابين بالسمنة، كإتباع نمط حياة معين فقط أو مع الأقراص أوالتدخلات الجراحية التخصصية المختلفة :
أ- الفئة الأولى وهي المصابون بالسمنة ومؤشر كثلة جسمهم بين 30 - 34.9
ب- الفئة الثانية وهي المصابون بالسمنة ومؤشر كثلة جسمهم بين 35 – 39.9
ت- الفئة الثالثة وهي المصابون بالسمنة ومؤشر كثلة جسمهم أكثر من أو يساوي 40
والآن لنرجع إلى مثالنا السابق فنجد أن الشخص الذي طوله 1.8 ووزنه 80 يُعتبر ((وزنه طبيعي))، ومناسب لطوله وذلك بناءً على مؤشر كثلة جسمه وهو 24.5
بينما الشخص الذي طوله 1.6 ووزنه 80 يُعتبر ((مُصاب السمنة)) من الفئة الأولى، وذلك بناءً على مؤشر كثلة جسمه وهو 31
إذن الشخص الأول وزنه طبيعي والشخص الثاني مصاب بالفئة الأولى من السمنة بالرغم من أن وزن جسميهما متساوي وهو 80 كيلوجرام، وذلك بناءً على قياس مؤشر كثلة الجسم والفارق يُعتر كبير جداً من حيث تأثير وزنهما على صحتهما العامة.
(( 2- محيط الخصر ))
يتم قياس محيط الخصر بواسطة ممرضة لديها خبرة في القياس. حيث أن عملية قياس محيط الخصر "Waist circumference" يجب أن تكون بأماكن محددة. وهناك من يقوم بقياس محيط الخصر ومعرفة النسبة بينه وبين محيط الفخذ "Waist to Hip ratio". في الحقيقة هذا القياس يُعتبر مؤشر كصحة عامة للشخص بناءً على توزيع الشحم بالجسم. فعندما يكون الشحم مركّز في منطقة البطن وهو ما يُعرف بالسمنة كشكل "التفاحة" يكون تأثيرها على الصحة العامة أخطر من السمنة التي على شكل "الكمثرى" من حيث زيادة نسبة الإصابة بالأمراض المزمنة والقلب والسكري وإرتفاع ضغط الدم.
(( 3- نسبة الشحم بالجسم )) بإلإمكان قياس نسبة الشحم بالجسم بطرق أكثر تعقيداً من الطرق السابقة، ولكن من عيوب هذه الطريقة أنها ليست جيدة في حساب كمية الشحوم بالبطن وهو المهم لتقييم الحالة الصحية للشخص.
ملاحظة: في الحقيقة عملياً الطريقة الأكثر شيوعاً وإستخداماً في مرفقنا الصحي بطرابلس - ليبيا هو قياس مؤشر كثلة الجسم "BMI". ولكن يجب أن يتم قياس الخصر أيضاً. وخاصةً للأشخاص الذين ليس لديهم مشاكل بالقلب أو زيادة إرتفاع ضغط الدم وذلك لمعرفة مدى العُرضة للإصابة بهذه الأمراض بدقة أكثر وكذلك لتشخيص حالات "متلازمة الأيض" (Metabolic syndrome).
ملاحظة أخرى: في الحقيقة الصحة العامة للشخص يجب أن تؤخذ من جميع الجوانب وليس من خلال وزن جسمه فقط. فهناك العديد من السلوكيات والعادات لها تأثير مهم على الصحة العامة بالإضافة إلى وزن الجسم، فإذا كان وزن الجسم طبيعي فإن هذا لا يعني أنك محمي من حدوث أمراض القلب أو السكري إذا أهملت الجوانب الأخرى المهمة مثل التدخين وشرب الخمر وعدم ممارسة الرياضة وزيادة نسبة الدهون بالدم... إلخ. فيجب أن يتم تقييم الصحة العامة من جميع الجوانب وليس من جانب واحد فقط.