عند الإصابة بالسكري، معظم خلايا الجسم ستتأثر بهذه الإصابة ومن بين الأعضاء المهمة التي تتأثر بالسكري هو الفم والأسنان. الخبر المفرح بهذا الخصوص هو أنك بإمكانك العمل على الوقاية من معظم مضاعفات السكري فالأمر متروك لك، وعليك أن تثقف نفسك بصفة عامة بكل ما يتعلق بالسكري ، مع المتابعة الطبية مع طبيب متخصص في السكري كل 3-6 أشهر ، ومراجعة طبيب العيون والأسنان على الأقل مرة في السنة.
أمّا بخصوص الخطوات والعادات التي تساعد على سلامة الفم والأسنان. فلنستعرض أولاً المشاكل التي قد تطرأ جراء الإصابة بالسكري ثم نقترح الخطوات لتفاديها.
المشاكل المصاحبة للسكري: زيادة نسبة الإصابة بنخر أو تسوس الأسنان وأمراض اللثة...
مهما كان النوع من السكري، سواءً النوع الأول أو النوع الثاني فإن التحكم الجيد بسكر الدم هو الطريقة الناجحة للحماية من مضاعفات مشاكل الفم واللثة، وكلما زاد السكر بالدم كلما زادت نسبة الإصابة بالمشاكل الآتية:
1- نخر (أو تسوس أو تجوف) الأسنان: هناك العديد من البكثيريا والتي تعيش بصورة تكافلية في تجويف الفم ووجودها بالفم أمر طبيعي، هذه البكثيريا (وفي وجود النشويات والسكريات في الفم) تعمل على عمل تكوين ترسبات على "مينا الأسنان" وهذه الترسبات حامضية ، والحمض يعمل على مهاجمة المينا بالأسنان وقد يؤدى إلى نخر الأسنان وتكوين الفجوات بالسن. وفي حالة الإصابة بالسكري ونظراً إلى عدم الإهتمام بتنظيم السكر ومن تم إرتفاعه بالدم وفي الفم فإن هذه البكثيريا تجد البيئة الخصبة لتكوين هذه الترسبات الحامضية الأمر الذي يؤدي إلى نخر وتسوس بالأسنان.
2- إلتهابات باللثة (وهي المرحلة المبكرة لأمراض اللثة): إذا لم يقم المصاب بالسكري بإزالة الترسبات المذكورة أعلاه وذلك بإستخدام فرشاة الأسنان وإستعمال الخيط الطبي للأسنان، فإن هذه الترسبات تتيبّس وتتحجر وتتجمع على اللثة وبمرور الوقت فإنها تؤدي إلى هيجان باللثة ومن تم حدوث الإلتهابات باللثة، فتصبح منتفخة وحمراء وسهلة النزف.
3- إلتهابات بالمنطقة المحيطة بالسن (وهي المرحلة المتأخرة لأمراض اللثة): في حالة عدم علاج إلتهابات اللثة المذكورة أعلاه فإن الإلتهابات تصبح أكثر خطورة وتنتشر بالخلايا والأنسجة المحيطة بالسن والعضام المتبث للسن. وهذا الأمر قد يؤدي إلى إبتعاد اللثة عن السن ، فتصبح السن غير متبثة جيداً وتتخلخل وقد تسقط بمرور الوقت. وبالطبع السكري من الأمراض التي تزيد من نسبة الإصابة بالإلتهابات ومن بينها إلتهابات اللثة ، وكذلك فإن إلتهابات اللثة تزيد من صعوبة التحكم الجيد بنسبة السكر في الدم.
الحلول لهذه المشاكل: الإهتمام الصحيح والجيد بصحة الفم والأسنان..
للوقاية من أمراض اللثة وتساقط الأسنان ، يجب الإهتمام بجدية في التحكم بسكر الدم وصحة الأسنان واللثة.
1- التحكم الجيد بسكر الدم: وذلك بالقياس الذاتي لسكر الدم ومتابعة الطبيب لتعديل الجرعات من الأدوية للمحافظة على مستويات جيدة لسكر الدم والمقترحة من قبل الطاقم الطبي، وكلما كان التحكم بسكر الدم جيداً كلما نقص إحتمال الإصابة بأمراض اللثة والأسنان.
2- تنظيف الأسنان بإستخدام الفرشاة على الأقل ثلاث مرات في اليوم: الطريقة الأمثل هو تنظيف الأسنان بعد تناول الوجبات الثلاث الرئيسية وأستخدام فرشاة ناعمة ويفضل أن يحتوي معجون الأسنان على الفلور ، ويجب تجنب إستعمال الفرشاة بعنف الأمر الذي يؤدي إلى هيجان اللثة.
3- إستعمال الخيط الطبي لتنظيف ما بين الأسنان: وهذا الخيط يساعد على إزالة الترسبات بين الأسنان ، هناك أنواع جيدة من الخيوط والتي تحتوي على مادة شمعية تسهل عملية إدخال الخيط بين الأسنان.
4- المحافظة على تنظيف الأسنان بصورة منتظمة مع طبيب الأسنان: من المهم أن تقوم بتنظيف الأسنان مع أخصائي الأسنان على الأقل مرتين في العام وأترك الطبيب يقوم بتنظيف اللثة والأسنان. مع إبلاغ طبيبك بأنك مصاب بالسكري.
5- إذا أردت القيام بعملية خاصة بالأسنان: فمن الأفضل أن يتصل طبيب الأسنان بأخصائي السكري وذلك لتعديل الجرعات حسب اللازم. وربما أيضاً إستخدام المضاد الحيوي لمنع حدوث الإلتهابات البكثيرية.
6- حاول رؤية اللثة مع ملاحظة أية أعراض لأمراض اللثة: في حالة وجود علامات أمراض اللثة مثل الإحمرار أو الإنتفاخ أو سهولة النزف فمن الأفضل مراجعة طبيب الأسنان. وكذلك العلامات الأخرى مثل جفاف الفم، أوألآم بالفم.
7- الإمتناع عن التدخين: التدخين يزيد من إحتمال الإصابة بكل المضاعفات الخطيرة للمصابين السكري ، بما في ذلك أمراض اللثة.
في الحقيقة علاج الإصابة السكري (في الوقت الحالي) هو إلزام المصاب بالسكري بعلاج نفسه وتطبيق __مفهوم العلاج الذاتي للمصابين بالسكري__، بما في ذلك إهتمامه باللثة وسلامة الأسنان. وذلك لضمان الحياة بصورة صحية أفضل. فالفريق الطبي المعالج له هو للتوجيه ولكن معظم المفاتيح العلاجية هي بيد المصاب بالسكري نفسه. وربنا يحفظ الجميع.