الخميس، 28 مارس 2019

إتـّبع 5 – إرشادات بسيطة ( فقط ) للوقاية من بتر الأرجل ! Diabetic foot



في نوفمبر سنة 2005 ، وعلى غلاف إحدى المجلات الطبية المشهورة وهي اللانسيت "Lancet" كـُتـِبت هذه الجملة (( بصورة تقريبية وعلى مستوى العالم تبتر قدم/أو رجل بسبب مرض السكري كل ثلاثين ثانية)) نعم كل ثلاثين ثانية. الشيئ الذي لا يعرفه المرضى هو كيفية حماية نفسه من بتر الأرجل؟ الكيفية تكمن في الوقاية، نعم الوقاية هي أنسب طريقة. وعلى المريض ألاّ ينتظر حدوث المشاكل في القدمين أو الأرجل ثم العمل على البحث عن كيفية علاجها. بل يجب الإهتمام بالوقاية من بتر الأرجل بواسطة النظافة للقدمين والكشف الذاتي عليهما يومياً، وعدم المشي حافي القدمين، وإختيار الحذاء المناسب، وتقليم الأظافر بصورة صحيحة. كيف؟

1- أفحص قدميك يومياً: هل يوجد أية تغيرات بلون الجلد أو الآم أو تورم أو شقوق بالجلد أو أية تقرحات ، أفحص ما بين أصابع رجليك هل هناك إلتهابات ، إستشر طبيبك أو أخصائي القدم السكري في حالة وجود أية علامات غير طبيعية، إستعن بشخص آخر لرؤية باطن القدم أو إستعمل المرآة.

2- حافظ على نظافة القدمين: أغسل قدميك يومياً، وقم بتجفيفهما وخاصةً بين أصابع القدمين، إستخدم ماء دافئ وأترك شخص آخر يقوم بقياس دفء الماء ، لا تستعمل الماء الساخن، إذا أردت أن تستخدم المراهم للقدمين ، فلا تضع المراهم بين الأصابع حتى لا تسبب في جعل المنطقة التي بين الأصابع رطبة وعرضة لنمو الفطريات.

3- تقليم الأظافر بصورة صحيحة: قُم بقص الأظافر بطريقة مستقيمة وأفقية، حتى لا تسبب في جرح الجلد القريب من الظفر، الأمر الذي يؤدي إلى الإلتهابات بالقدم. لا تقم بإزالة أي جلد تشعر أنه ميت أو أن ُتزيل ما يُعرف بالكالّـوو بمفردك ، إستشر طبيبك في هذا الأمر.

4- ألبس حذائك في جميع الأوقات: سواء كنت في البيت أو على شاطئ البحر (فرمال الشواطئ ساخنة وقد يكون بداخلها أدوات حادة فأنتبه) ، ويُفضل أن تكون أرضية الحذاء سميكة.

5- إختر دائماً الحذاء المناسب والصحيح: وهذا الأمر أصعب للنساء منه للرجال، الأحذية ذو الكعب العالي غير مناسبة لمريضة السكر، الحذاء الضيق من الأمام أيضاً غير مناسب لأنه يسبب في ظهور تقرحات في أصابع القدم، الطريقة الأمثل لإختيار الحذاء هو أن يقوم المريض برسم قدمه على ورقة بيضاء ، ثم قص صورة قدمه، ثم أخذ صورة قدمه معه إلى محل بيع الأحذية ، ثم يقوم بوضع هذه الورقة في الحذاء المراد شرائه، فاذا كانت الورقة في وضع مريح في الحذاء ، فهذا هو الحذاء المناسب.

حاول أن تجعل طبيبك يكشف على قدميك، كيف؟ أسهل طريقة هو أن تنزع حذائك وجوربك قبل أن يبدأ الطبيب بفحصك ، وعندما يرى الطبيب قدميك منزوع عنهما الحذاء والجورب ،فإنه في الغالب سيقوم بفحص قدميك.

الاثنين، 18 مارس 2019

عمليات التخسيس Bariatric surgery و السكري


هناك العديد من عمليات التخسيس "Bariatric surgery" والتي تستخدم في حالات السمنة المفرطة وذلك لتنقيص وزن الجسم. ووجد في بعض الأبحاث أن هناك تحسن ملحوظ في التحكم في سكر الدم لدى المصابين بالسكري جراء هذه العمليات.
في الحقيقة عمليات التخسيس كعلاج للسكري النوع الثاني قد يكون لها مكان في المستقل ولكن في وقتنا الحالي فهي مناسبة لفئة معينة ومحددة.

ولكن قد يسأل سائل ولكن هناك العديد من الدراسات التي أكدت بأن عمـليات التخـسيس جيدة للتحكم في النوع الثاني من السكري بل ذهب ببعضهم إلى القول بأن هناك بعض المصابين بالسكري قد تم شفائهم من السكري.

في الحقيقة هناك مشكلة تواجه هذه الأبحاث وهو عدم وجود مقارنة دقيقة من الناحية العلمية. كيف؟

سأحكي لكم قصة : كلنا يعرف ما هي الذبحة الصدرية، فالذبحة الصدرية هي نوبات من الألم بالصدر الناجمة من قصور في تدفق الدم للقلب بسبب مشكلة تصلب الشرايين التاجية التي تغذي القلب. أليس كذلك؟

في الخمسينيات من القرن الماضي كان هناك نوع من أنواع العمليات والتي أصبحت مشهورة ومتداولة بكثرة آنذاك لعلاج "الذبحة الصدرية" وهي أن الجراح يقوم بربط أحد الشرايين المهمة المغذية للثدي (internal mammary artery) وذلك كعلاج لألآم الصدر الناجمة من الذبحة الصدرية (لا أعرف الفكرة من هذه العملية في علاج الذبحة الصدرية ولكنها لاقت إستحساناً من المرضى الذين يشكون من الذبحة الصدرية). ماذا حدث بعد ذلك؟

بعد ذلك إستطاع الدكتور (H.K. Beecher) أن يثبت بأن إختفاء ألآم الصدر ليس بسبب العملية ولكن إختفاء الألآم كان ناجماً من تأثير "وهمي" ونفسي للعملية وأثبت ذلك بأن قام بدراسة حيث تم تقيسم مرضى الذبحة الصدرية (المنخرطين في تلك الدراسة) إلى مجموعتين ، إحدى هاتين المجموعتين قام بربط الشريان المغذي للثدي، والمجموعة الأخرى قام بعملية وهمية "أي يُوهم المريض بأنه تم إجراء عملية ربط الشريان الالمغذي للثدي، ولكن الجراح قام بعمل جرح مشابه للجرح الناتج من عملية ربط شريان الثدي ويسمى هذا النـوع مـن العـمــــليات بــــ "العـمـلية الصـوريـة" (SHAM operation)، وبالطبع لا أحد من المرضى يعرف ما هو نوع العملية التي أ ُجريت له، وكذلك الأطباء المتابعين للحالات لا يعرفوا هل المريض الذي يتابعون فيه قام بربط الشريان للثدي أم لا. وتم ملاحظة تأثير العملييتين (الحقيقية والصورية) على إختفاء الألآم.

فكانت النتيجة هو أنّ نسبة إختفاء الألآلم للمجموعتين كان متشابه ولا يوجد إختلاف مهم بين المجموعتين. وبهذا إنتهى الأمر. وبعد ذلك البحث إختفى هذا النوع من العمليات كعلاج للذبحة الصدرية.

وكذلك الحال مع عمليات التخسيس لعلاج السكري فمع عدم وجود العمليات "الصورية" فإنه من الصعب إقتراحها على كل المصابين بالسكري النوع الثاني كما أن هذا النوع من العمليات له عدة عيوب منها:

1- غلاء سعر العملية.

2- خطورة العملية (حيث أن العمليات معقدة وبحاجة إلى جراح خبير وكذلك بها نسبة من الوفيات).

3- نتائج العملية على التحكم في السكر بالدم ليست مؤكدة.

4- وهناك عدة مضاعفات على المدى البعيد مثل نوبات من (الغثيان والإسهال وألآم بالطن) وقد يحدث نقص لبعض أنواع الفيتامينات ، وهشاشة العظام ، ونقص بعض المواد الغذائية الدقيقة بالدم ..إلخ.

ولكن مع هذا فإن هناك بعض التوجيهات والتي تقترح إجراء هذا النوع من العمليات للمصابين بالسكري "النوع الثاني". ولكن لمن؟

إذن لمن هذا النوع من العمليات يكون مناسب؟ وفق توجيهات الجمعية الأمريكية للسكري لسنة 2017 م.
إنهم:

1- كل .. كل مرضى السكري النوع الثاني والذين تجاوز معدل كثلة الجسم لديهم إلى أكثر من أو يساوي 40 كجم/متر مربع بغض النظر على مدى تحكمهم في سكر الدم.

2- البالغين من مرضى السكري النوع الثاني والذين لديهم سمنة ومؤشر كثلة الجسم لديهم أكثر من 35 إلى 39.9 كجم/متر مربع مع وجود صعوبة في التحكم في السكري بالعلاج الدوائي مع تغيير نمط الحياة.

المشاركات الشائعة

بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة