الجمعة، 28 يوليو 2017

دراسة الـ "DEVOTE" لمقارنة تأثير إنسيولين التريسيبا وإنسيولين اللانتوس على أمراض القلب والشرايين


عند دراسة وعمل الأبحاث لإقتراح أية دواء جديد لعلاج السكري فإنه يجب أن تتم دراسة تأثير هذا الدواء على الجهاز الدوري والقلب والتأكد من أنه لا يزيد من حدوث أمراض القلب والشرايين، إن هذا الأمر أصبح من الأشياء المتعارف عليها وقبل إعطاء ترخيص إستخدام دواء جديد لعلاج مرض السكري وخاصة لعلاج الكبار في السن والذين عُرضة لأمراض القلب والشرايين. 

وبالرغم من أن دواء التريسيبا "Tresiba" (وهو إنسيولين شبيه قاعدي) قد أعطى له ترخيص الإستعمال (من قبل منظمة الأغذية والدواء الأمريكية "FDA") في سنة 2015 إلا أنه تم نشر بحث يوضح تأثير دواء التريسيبا على القلب والشرايين في المجلة الطبية (The New England Journal Of Medicine) وذلك في العدد الصادر بتاريخ 12-6-2017
وكذلك تم عرض نتائج هذا البحث والدراسة في المؤتمر السنوي لجمعية السكري الأمريكية والذي إنعقد في سان ديغو (San Diego) الأمريكية منذ حوالي 10 أيام. 

إسم البحث هو "DEVOTE". بحث مثير للإهتمام.

وفي هذا البحث (الأمر الذي زاده إثارة) هو أن البحاث قاموا بإستخدام الإنسيولين الشبيه الآخر (اللانتوس) لمقارنته بالـ (التريسيبا) من حيث تأثيرهما على أمراض القلب والشرايين.

ملاحظة مهمة: المعروف بأن إنسيولين (اللانتوس) قد تم دراسة تأثيره على أمراض القلب والشرايين في دراسة سابقة إسمها (ORIGIN) وقد كان أداء اللانتوس جيد حيث أنه لم يكن هناك فارق يذكر بين تأثير اللانتوس والأدوية الأخرى المتعارف عليها إستعمالها آنذاك ، بخصوص زيادة أمراض القلب والشرايين.

لنرجع الآن لدراسة الـ (DEVOTE) 

في هذه الدراسة كان الهدف الأساسي (Primary endpoint) هو معرفة تأثير إنسيولين التريسيبا على الجهاز الدوري والقلب.
وكان هناك هدف ثانوي (Secondary endpoint) وهو مقارنة نسبة حدوث الهبوط الشديد لسكر الدم لمستخدمي إنسيولين التريسيبا مقارنة بإنسيولين اللانتوس.

فما الذي حدث وما هي نتائج هذا البحث؟ 

بخصوص الهدف الأساسي فإنسيولين التريسبا في هذا البحث ليس أقل من إنسيولين اللانتوس من حيث عدم التأثير على سلامة القلب والشرايين. فكلاهما كانا متشابهان ولا يوجد أية إختلاف إخصائي مهم يُذكر.

أما بخصو الهدف الثانوي فكان أداء التريسيبا أفضل مقارنة باللانتوس من حيث أن نسبة حدوث الهبوط الشديد لسكر الدم كانت أقل لمستخدمي التريسيبا مقارنة بمستخدمي اللانتوس وبنسب إحصائية هامة.

================

تعليق: هناك بعض الكلام (وهو عبارة عن نظريات) بأن الهبوط الشديد في سكر الدم قد يكون العامل الأساسي لزيادة نسبة الوفيات بسبب أمرض القلب والشرايين لكبار السن والذين لديهم عدة عوامل من العوامل التي تزيد من أمراض القلب والشرايين.

هناك سؤال (وهو أكيد تم طرحه في المؤتمر المشار إليه عند عرض نتائج البحث) ولو لم يتم طرحه لوددت أن أطرحه ، والسؤال هو: (هذه الأفضلية للتريسيبا من حيث أنه أقل نسبة حدوث للهبوط الشديد لسكر الدم مقارنة باللانتوس، ألم تتوقعوا بأن التريسبا سيكون أفضل من حيث نسبة حدوث الوفيات بسبب أمراض القلب والشراييين مقارنة باللانتوس، وهذا الأمر لم يحدث في هذا البحث فقد كانا متشابهان)؟

الجمعة، 21 يوليو 2017

عمليات التخسيس "Bariatric surgery" والسكري


هناك العديد من عمليات التخسيس "Bariatric surgery" والتي تستخدم في حالات السمنة المفرطة وذلك لتنقيص وزن الجسم. ووجد في بعض الأبحاث أن هناك تحسن ملحوظ في التحكم في سكر الدم لدى المصابين بالسكري جراء هذه العمليات.
في الحقيقة عمليات التخسيس كعلاج للسكري النوع الثاني قد يكون لها مكان في المستقل ولكن في وقتنا الحالي فهي مناسبة لفئة معينة ومحددة.

ولكن قد يسأل سائل ولكن هناك العديد من الدراسات التي أكدت بأن عمـليات التخـسيس جيدة للتحكم في النوع الثاني من السكري بل ذهب ببعضهم إلى القول بأن هناك بعض المصابين بالسكري قد تم شفائهم من السكري.


في الحقيقة هناك مشكلة تواجه هذه الأبحاث وهو عدم وجود مقارنة دقيقة من الناحية العلمية. كيف؟


سأحكي لكم قصة : كلنا يعرف ما هي الذبحة الصدرية، فالذبحة الصدرية هي نوبات من الألم بالصدر الناجمة من قصور في تدفق الدم للقلب بسبب مشكلة تصلب الشرايين التاجية التي تغذي القلب. أليس كذلك؟


في الخمسينيات من القرن الماضي كان هناك نوع من أنواع العمليات والتي أصبحت مشهورة ومتداولة بكثرة آنذاك لعلاج "الذبحة الصدرية" وهي أن الجراح يقوم بربط أحد الشرايين المهمة المغذية للثدي (internal mammary artery) وذلك كعلاج لألآم الصدر الناجمة من الذبحة الصدرية (لا أعرف الفكرة من هذه العملية في علاج الذبحة الصدرية ولكنها لاقت إستحساناً من المرضى الذين يشكون من الذبحة الصدرية). ماذا حدث بعد ذلك؟ 


بعد ذلك إستطاع الدكتور (H.K. Beecher) أن يثبت بأن إختفاء ألآم الصدر ليس بسبب العملية ولكن إختفاء الألآم كان ناجماً من تأثير "وهمي" ونفسي للعملية وأثبت ذلك بأن قام بدراسة حيث تم تقيسم مرضى الذبحة الصدرية (المنخرطين في تلك الدراسة) إلى مجموعتين ، إحدى هاتين المجموعتين قام بربط الشريان المغذي للثدي، والمجموعة الأخرى قام بعملية وهمية "أي يُوهم المريض بأنه تم إجراء عملية ربط الشريان الالمغذي للثدي، ولكن الجراح قام بعمل جرح مشابه للجرح الناتج من عملية ربط شريان الثدي ويسمى هذا النـوع مـن العـمــــليات بــــ "العـمـلية الصـوريـة" (SHAM operation)، وبالطبع لا أحد من المرضى يعرف ما هو نوع العملية التي أ ُجريت له، وكذلك الأطباء المتابعين للحالات لا يعرفوا هل المريض الذي يتابعون فيه قام بربط الشريان للثدي أم لا. وتم ملاحظة تأثير العملييتين (الحقيقية والصورية) على إختفاء الألآم.


فكانت النتيجة هو أنّ نسبة إختفاء الألآلم للمجموعتين كان متشابه ولا يوجد إختلاف مهم بين المجموعتين. وبهذا إنتهى الأمر. وبعد ذلك البحث إختفى هذا النوع من العمليات كعلاج للذبحة الصدرية.


وكذلك الحال مع عمليات التخسيس لعلاج السكري فمع عدم وجود العمليات "الصورية" فإنه من الصعب إقتراحها على كل المصابين بالسكري النوع الثاني كما أن هذا النوع من العمليات له عدة عيوب منها:


1- غلاء سعر العملية.


2- خطورة العملية (حيث أن العمليات معقدة وبحاجة إلى جراح خبير وكذلك بها نسبة من الوفيات).


3- نتائج العملية على التحكم في السكر بالدم ليست مؤكدة.


4- وهناك عدة مضاعفات على المدى البعيد مثل نوبات من (الغثيان والإسهال وألآم بالطن) وقد يحدث نقص لبعض أنواع الفيتامينات ، وهشاشة العظام ، ونقص بعض المواد الغذائية الدقيقة بالدم ..إلخ.


ولكن مع هذا فإن هناك بعض التوجيهات والتي تقترح إجراء هذا النوع من العمليات للمصابين بالسكري "النوع الثاني". ولكن لمن؟


إذن لمن هذا النوع من العمليات يكون مناسب؟ وفق توجيهات الجمعية الأمريكية للسكري لسنة 2017 م.
إنهم:

1- كل .. كل مرضى السكري النوع الثاني والذين تجاوز معدل كثلة الجسم لديهم إلى أكثر من أو يساوي 40 كجم/متر مربع بغض النظر على مدى تحكمهم في سكر الدم.


2- البالغين من مرضى السكري النوع الثاني والذين لديهم سمنة ومؤشر كثلة الجسم لديهم أكثر من 35 إلى 39.9 كجم/متر مربع مع وجود صعوبة في التحكم في السكري بالعلاج الدوائي مع تغيير نمط الحياة.


ملاحظة: هناك بعض الفئات الأخرى والتي يكون إجراء عمليات التخسيس مناسبة لهم ولكن ليس بالتأكيد التي تحصل عليها المجموعتين السابقتين.

الجمعة، 14 يوليو 2017

منشورات السكري والشعور بالكآبة Articles Diabetes and depression


[[والله انا متابعك من زمان وسببتلي كأبه من مشوراتك سويتلنا مرضى السكر عجزا و ليسا مرضا]]

===

مثل هذه التعليقات تدل على صدق كاتبها. وهذا شيء متوقع بالنسبة لي وجيد مثل هذا الصدق في التعليقات. ولكنه بحاجة إلى توضيح.

"لو أنك تعتقد بأن منشوراتي تسبب لك الكآبة فأبتعد عنها ولا تقرأها ولا تقترب منها أبداً"، حيث أنني لا أستطيع أن أغير من إسلوب محتويات منشوراتي ، لأنني أحب أن أكون صادقاً في الحديث عن السكري. فإنني أرى ما لا ترى.

أخي "مرض السكري" يختلف عن بقية الأمراض ، فمرض السكري علاجه ليس أقراص وإنسيولين فقط وأنتهت القصة. فمرض السكري عبارة عن مجموعة من "المهارات" التي يجب عليك إكتسابها و"زرعها" في سلوكك وعاداتك حتى تستطيع أن تتعايش بسلام مع السكري. ولكن ما معنى أن تعيش بسلام مع السكري؟ هذا ما سأوضحه لك في هذه المقالة.

وبالفعل ، فإن هذه السلوكيات والعادات ستعجلك تختلف عن نظرائك من "الغير مصابين بالسكري"، وستكون لك عادات ليست لدى "الغير مصابين بالسكري" مثل قياس السكر ذاتياً من فترة لأخرى، أخذ العلاج الطبي سواء بالإنسيولين أو الأقراص بإنتظام ، وفهم كل ما يتعلق بهذه الأدوية وهذه الأجهزة، وكذلك زيادة الإهتمام بالسكري في فترات محددة فمثلاً عندما تريد أن تمارس الرياضة أو أن تمارس إحدى هواياتك، وفي شهر رمضان ، في الأعياد ، في أيام المرض فإن هناك العديد من الواجبات الإضافية والتي يجب عليك الإهتمام بها، وكذلك المتابعة الطبيبة مع طبيب السكري ، وطبيب العيون ، وطبيب الأسنان ، والمثقف السكري ، وطبيب التغذية. كل هذه الواجبات والإلتزامات حتماً ستجعلك تختلف عن الــ "الغير مصابين بالسكري". لا شك في ذلك. وهذا الإختلاف لا يعني إطلاقاً عجزاً.

ومنشوراتي بالصفحة عبارة عن تذكير بهذه الأمور وهذه الواجبات وتحريض مستمر بعدم المهادنة مع السكري، وأتمنى أن اكون نجحت في ذلك. إذن ما الذي حدث معك؟ 

إهتمامك بقراءة هذه المنشورات "نتج" عنه شعور لديك بأن "المصاب بالسكري" لو أصبح يختلف ويحرص على الأمور والواجبات فإن ذلك يجعله مختلف عن "غير المصابين بالسكري" لدرجة أنك وصفته أو بدأ لك إنطباع أن هذه المقالات تتحدث عن "عاجز أو أنها إعاقة" وهذا غير صحيح. أو ربما إنطباعك هذا مبنى على المفهوم الذي سيتشكل لدى المحيطين بك من أقارب وأصدقاء وعندما يرونك مهتم بهذه الأمور والسلوكيات مثل قيامك بقياس السكر بالدم بإستخدام أجهزة قياس السكر بالدم المنزلية أو حقنك لإبرة الإنسيولين في وجودهم سيجعل وسيتكون لديهم (أي المحيطين بك) سيتكون لديهم إنطباع بانك "مريض وعاجز".

وهذا إنطباع غير صحيح ، والمخطيء هم الذين يحيطون بك، فعدم معرفة وتوعية المحيطون بك بالسكري وعدم معرفتهم بما تقوم به لا يحق لهم أن ياخذوا عنك إنطباع بأنك عاجز أو مريض ولو أخذوا ذلك الإنطباع فهم أحرار ولن يضرك إنطباعهم في شيء بل لو حاولت أن تهتم بإنطباعهم هذا عنك فأنت الخاسر الوحيد فإنهم مخطئون فلا تهتم لإنطباعهم، فصحتك أمانة في عنقك أنت وليست أعناقهم هم، ، ويجب عليك الحفاظ عليها، ((فأنت غير مسؤل على جهلهم بالسكري بل أنت مسؤل على علمك بالسكري)). 

كما أنني أحاول أن أقوم بتوجيه وتعليم المصاب بالسكري بالــ "المهارات" التي تجعله يعيش بحيث يصبح "لا يختلف عن غير المصابين بالسكري". كيف؟

فأنت قلت بأنه أصبح لديك إنطباع بإن المنشورات جعلت من المصاب بالسكري أشبه بالعاجز وأريدك أخ محمد أن تقول لي : 

1- من هو العاجز؟ (( الذي)) يتابع في منشورات صفحتي ويتعلم أعراض الهبوط في سكر الدم ، وأسباب الهبوط في سكر الدم، وكيفية تفادي ذلك ، وكيفية العمل على منع وعلاج حالة "عدم الشعور باعراض الهبوط" وبهذا سيحمي نفسه من حدوث نوبات الهبوط المتكرر ((أم الذي)) يحدث له هبوط متكرر في الهبوط في سكر الدم ولا يعرف كيفية التصرف معه الأمر الذي يُشكل عائق له في العديد من واجباته اليومية مثل تحصيل العلم في المدرسة وأداء عمله في عمله (نظراً لكثرة غيابه) وربما حدوث بعض أنواع الحوادث (كحوادث المرور وحوادث السقوط من مكان عالي وأحيانا الغيبوبة) ، فمن العاجز الأول أم الثاني؟

2- من هو العاجز؟ ((الذي)) يتابع في منشورات صفحتي ويتعلم السلوكيات والعادات التي تحميه من تصلب الشرايين مثل الإمتناع عن التدخين ، وممارسة الرياضة وعلاج إرتفاع ضغط الدم وعلاج إرتفاع الدهون بالدم وتعلم كيفية التحكم في السكر بالدم وبهذا سيحمي نفسه من أمراض الجهاز الدوري والقلب، ((أم الذي)) لا يعرف تلك العادات وتلك السلوكيات الجيدة ولا يعمل بها ولا يهتم بها،الأمر الذي يجعله عُرضة لتصلب الشرايين ويصبح بحاجة إلى البحث عن المكان الذي سيقوم بعمل القسطرة القلبية لمعرفة أسباب وجع الصدر والذبحة الصدرية ، هذا بالطبع لو أنه لم يُصاب بجلطة قلبية أم جلطة دماغية مع الشلل أم ربما جلطة في الأرجل مع بتر تلك الأرجل والأطراف. ، فأيهما العاجز الأول أم الثاني؟

3- من هو العاجز؟ ((الذي)) يتابع في منشوراتي ويتعلم كيفية الكشف المبكر على "شبكية السكري" ويحمي نفسه من حدوث "شبكية السكري"، ((أم الذي)) لا يهتم بالتحكم في سكر الدم ولا يهتم بتعلم كيفية الكشف المبكر على "شبكية السكري" الأمر الذي ربما يؤدي إلى نزيف بالعين أو إنفصال الشبكية وفقدان البصر ويصبح أعمى بسبب السكري. فأيهما العاجز الأول أم الثاني؟

4- من هو العاجز؟ ((الذي)) يتابع في منشوراتي ويتعلم كيفية الكشف المبكر على "كلى السكري" ويحمي نفسه من حدوث "كلى السكري"، ((أم الذي)) لا يهتم بالتحكم في سكر الدم ولا يدري ما هي "كلى السكري" ولا يتعلم كيفية الكشف المبكر على "كلى السكري" ولو حدثت ولم يتعلم كيفية السيطرة عليها حتى لا تتطور إلى الفشل الكلوي حيث سيصبح محتاج إلى ثلاثة أيام للغسيل الكلوي أو البحث عن شخص يعطيه إحدى "الكلى" لزراعتها. فأيهما فأيهما العاجز الأول أم الثاني؟

5- من هو العاجز؟ ((الذي)) يتابع في منشوراتي ويتعلم كيفية المحافظة على سكر الدم وتعديله بحيث يكون في مأمن من المضاعفات للسكري الأخرى مثل إضطراب الأطراف العصبية والضعف الجنسي وغيرها ((أم الذي)) يهمل السكري ليتركه يفعل به ما يشاء. فأيهما العاجز الأول أم الثاني؟

أرجو المعذرة ولكنني أرى في شباب صغير في السن مبتور الأطراف ، وأرى في فتيات صغار في السن فقدن بصرهن ، وأرى في رجال في مقتبل العمر على الغسيل الكلوي ثلاث أيام في الإسبوع ، وأرى في سيدات قمن بعملية القلب المفتوح بسبب تصلب الشرايين. وعندما تراجع مع هؤلاء تاريخ الإصابة بالسكري وكيف كانوا يتعاملون مع السكري يقولون لك بأنهم لم يكونوا مهتمين بالسكري إطلاقاً. ولم يكونو على علم بكيفية تفادي ذلك ولم يخبرهم أحد بذلك.

والسكري ودائما أقول في ذلك بأنه "السهل الممتنع" أي ممتنع وصعب عندما تهمله وقد يسرق منك ما لا يقل عن 10-15 سنة من عمرك كان من المفترض أن تعيشها. وهذا مثبوت علمياً، بينما لو عرفت واجباتك تجاه السكري فإنك ستتعايش معه بسلام ، وبدون المشاكل المذكورة أعلاه وحتى سن الثمانين أو أكثر. والغرض من هذه الصفحة هو مساعدة المصابين بالسكري للتعايش بسلام مع السكري وذلك بتعلم المهارات الأساسية للتعامل مع السكري والإجابة على إستفساراتهم بخصوص كيفية علاج السكري وكيفية إكتساب الفائدة القصوى من العلاجات المتوفرة حالياً.

وهناك ملاحظة أخرى مهمة أختم بها هذه المقالة وهي أن مضاعفات السكري التي أذكرها في هذه الصفحة ليست حتمية (أي ليس جميع المصابين بالسكري سيصابون بها) ، ولكن قد تُصيب أولئك الذين غير مهتمين بالسكري بدرجة أكبر من أولئك المهتمين بالتحكم في السكري. إسلوب الصفحة هو كما رأيت، وأتمنى أن أجد طريقة أفضل لتوصيل المعلومة بحيث لا تؤثر على المتلقي من حيث الجانب النفسي (أي لا تخوفه ولا تزهقه ولا تُسبب له كآبة) ولكن كيف؟ فيجب سرد الحقائق كما هي، ولكن الشيء "المهم جداً" والذي أحرص عليه في هذه الصفحة هو أنه "كلما أقول وأذكر بعض المضاعفات خطيرة فإنني أقوم بتوضيح "السبيل للوقاية منها أو علاجها"، فلو أنني دائما أذكر في المضاعفات بدون توضيح طرق الوقاية وطرق تجنب حدوثها أو طرق علاجها، فـ عندها بالفعل بإمكانك أن تقول "أبأنني أخوفك أو سببت لك الكآبة".

المطلوب منك فقط هو الإهتمام بواجباتك تجاه السكري وهو تحقيق الأهداف الثلاثة أي سكر تراكمي أقل من 7% ، وضغط دم أقل من 140/90 مم زئبق ، وكوليسترول سيء أقل من 100 ملجم/ديسيلتر.مع الإهتمام بزيارة طبيب العيون وطبيب الأسنان على الأقل مرة كل سنتين، وبعد ذلك تفائل خيراً تجده ولا تفكر في مضاعفات السكري أبداً، فالمكافأة عندما تقوم بتحقيق هذه الأهداف هو عدم حدوث مضاعفات السكري. ربنا يحفظك.

الأحد، 9 يوليو 2017

السيد "دانيال داركس" (Daniel Darkes) الذي شُفيّ من مرض السكري النوع الأول


الشـاب "دانيال داركس" (الظاهر بالصورة المرفقة) حـدث له شيء حيـّـر الأطباء في بريطانيا وذلك بعد أن إستعاد البنكرياس عافيته بعد مرور 7 سنوات من العلاج بالإنسيولين حيث أنه كان مصاب بالنوع الأول من السكري.

فذهب إلى أمريكا لإجراء فحوصات وتحاليل لمعرفة كيفية تغلبه على مرض السكري النوع الأول وهناك تم إجراء بعض التحاليل والكشوفات عليه ومن تم معرفة سبب تغلبه على مرض السكري النوع الأول.

قبل الحديث عن نتائج الأبحاث التي تم عملها على الشاب "دانيال داركس" في أمريكا ، فمن الأفضل مراجعة الخبر على صفحة أخبارنا وبالأخص الإخوة المتابعين معنا حديثاً ، وهي على الرابط التالي...

http://alsukri.blogspot.com/p/blog-page_5.html

في المقالة السابقة والتي نشرتها هنا في موقعنا تحدثنا على أن الشاب "دانيال" ذهب لأمريكا لمعرفة سبب إستعادة بنكرياسه عافيته.

ملاحظة: نحن ذكرنا بأن "دانيال" مصاب بالنوع الأول من السكري، أليس كذلك؟ ولكن الأبحاث التي تم عملها عليه في أمريكا فقد أوضحت بأنه بالإضافة إلى أنه مصاب بالنوع الأول من السكري إلا أن هناك "جين" (Gene) نادر جداً يمتلكه هذا الشاب.

والآن إليكم ما قاله "دانيال دراكس" لإحدى الشبكات الإخبارية:

لقد قال لي الأطباء بأن لديّ "جين" (Gene) (أي أحد المورثات) نادر جداً، وعمل هذا الـ "جين" النادر كـ "نسخة إحتياطية" للتعامل مع جهازي المناعي. حيث أنه إستطاع أن يقوم هذا الـ "جين" وبعد أن أصبح نشط (أي الـ جين) ، وبعد أن أصبح نشط فإنه قام بإعادة تنشيط "الخلايا النائمة" المسؤلة عن إفراز الإنسيولين والموجودة بالبنكرياس.

ملاحظة: "الخلايا النائمة" أي الخلايا التي لم يتم التعرف عليها من قِبل الجهاز المناعي عندما كان الجهاز المناعي يقوم بتحطيم خلايا البيتا وظهور مرض السكري ولكن تلك الخلايا النائمة هربت من التحطيم آنذاك.

فتمكن هذا الـ "جين" من تنشيطها والتعامل أيضا مع الجهاز المناعي لإنتاج خلايا جديدة قابلة على إنتاج الإنسيولين الأمر الذي أدى إلى شفاء السيد "دانيال داركس" من السكري النوع الأول وعدم حاجته إلى الإنسيولين (ولمدة 7 أشهر للآن).

كما أضاف "دانيال داركس" قائلاً: بأن الأطباء لم يستبعدوا بعد فكرة أنني عَدّاء (أي أجري لمسافات طويلة) وأن هذا "الجري" قد يكون السبب في تنشيط هذا الـ "جين" الذي أدى إلى إستعادة البنكرياس لعافيته.

وأكد "دانيال داركس" بأنه مستمر في تدريباته وممارسة رياضة الجري. حيث أنه يستعد للمشاركة في إحدى مسابقات الـ ماراتون (الجري لمسافات طويلة).

وقال "دانيال داركس" بأن الأبحاث عليه لم تنتهي بعد وأن نتائج البحث لم يتم نشرها بعد وأن النتائج النهائية قد تكون الباب والذي من خلاله يتم التوصل إلى طريقة جديدة للعلاج الشافي للنوع الأول من السكري.

======

تعليق: في الحقيقة النتائج المبدئية تدعو إلى التفائل حيث أنه بالإمكان تنشيط البنكرياس مرة أخرى بعد أن تم الهجوم عليه من قِبل الجهاز المناعي، ولكن لننتظر ، ولنأمل بأنه سيتم التوصل للعلاج الشافي للنوع الأول من السكري.

كما أن الشاب "دانيال دارنس" كان محظوظ جداً ، حيث أنه كان يملك هذا الـ "جين" (Gene) النادر. وهناك العديد من الأسئلة الآن ونتمنى أن ينشر الفريق الذي كشف على هذا الشاب إجاباتها مثل:

1- كم هي نسبة المصابين بالسكري النوع الأول لديه هذا الـ "جين" النادر؟

2- وكيف يتم معرفتهم؟

3- وما هو السبب الرئيسي في تنشيط هذا الـ "الجين"؟ (مع ملاحظة أن الأطباء لم يستبعدوا فكرة أن "دانيال" يمارس رياضة الجري لمسافات طويلة وقد يكون هذا هو السبب في نشاط الـ "جين").

4- نحن نعلم أن هناك شيء إسمه "العلاج بالجينات" ، فهل سيتكمن العلم من تصنيع مثل هذا الـ "جين" وإستعماله لعلاج مرضى السكري النوع الأول؟ وما هي الطريقة التي سيتم تنشيطه لكي يقوم بدوره في إعادة إفراز الإنسيولين؟

على أية حال الحديث في هذا المنشور هو كلام للسيد "دانيال داركس" ونحن بإنتظار كلام الأطباء ونشر الأبحاث التي تم إستخلاصها من دراستهم للسيد "دانيال داركس" وذلك لفهم ما الذي حدث لـ "دانيال" بالضبط وبصورة أكثر دقة.

ولكن لنتفائل خير....

ملاحظة: مصدر الخبر على الرابط التالي..
http://www.diabetes.co.uk/news/2017/jun/northampton-man-with-type-1-diabetes-who-stopped-injecting-says-he-has-rare-gene-92467442.html

الثلاثاء، 4 يوليو 2017

إختبارات على مريض بالنوع الأول من السكري لمعرفة سبب رجوع وظيفة البنكرياس إلى طبيعتها ! Pancreatic function


الخبر: إختبارات على مريض بالنوع الأول من السكري لمعرفة سبب رجوع وظيفة البنكرياس إلى طبيعتها.



ملاحظة: مصدر الخبر موثق به ولو لم يكن موثوق به لما نقلت هذا الخبر لصفحتي.

=====

شاب بريطاني إسمه "دانيال داركس" من مدينة "نورثامبتون" ببريطانيا تم تشخيصه بالإصابة بالنوع الأول من السكري عندما كان عمره 23 سنة وتم علاجه بإستعمال الإنسيولين والآن وبعد بلوغه سن الـ 30 سنة (أي بعد 7 سنوات من الإصابة بالسكري) أثبتت الإختبارات التي حيرت الأطباء بأن بنكرياسه عاد للعمل بصورة جيدة حتى أنه لم يعد بحاجة إلى إستخدام الإنسيولين.

أصدقاء "دانيال" وصفوا ما حدث بأنه معجزة، وسافر "دانيال" إلى أمريكا حتى يتسنى للأطباء معرفة ما الذي حدث لـ "دانيال" بالضبط وكيف إستطاع جسمه التغلب على النوع الأول من السكري.

وتحدث "دانيال" إلى إحدى الصحف قائلاً: بأن هناك العديد من الإختبارات التي تم إجراءها عليه، هناك 4 أو 5 إختبارات قد تم عملها له للتأكد من السبب الرئيسي الذي جعل البنكرياس يعود إلى عمله مرة أخرى.

ملاحظة: كما هو معلوم فإنه في النوع الأول من السكري تكون الخلايا التي تفرز في الإنسيولين قد تحطمت بالجهاز المناعي بنسبة لا تقل عن 80% من كتلتها قبل ظهور علامات مرض السكري النوع الأول.

قال "دانيال" واحدة من الإختبارات التي قاموا بها هي: بعد أن جعلوني أمتنع عن الأكل لمدة 6 ساعات قمت بالجري لمدة 30 دقيقة على "ماكنة الجري" حتى يروا تأثير هذا الأمر على الدماغ وهل سيرسل الدماغ إشارات للبنكرياس لو تعرض الجسم للجوع الشديد، وقد قام الدماغ بهذا العمل فعلاً.

ويقول "دانيال" أيضاً بأن الأطباء قاموا بزرع "رقاقة دقيقة" (microchip) في ظهري لقياس لمعرفة كمية البروتين وسلطو الضوء فوق البنفسجي على البنكرياس لرؤية خلاياه.

يعتقد الأطباء بأن ما حدث لـ "دانيال" وهو بالمناسبة عداء (يجري لمسافات طويلة). فقد يكون الـ "الجري" سبباً في إرسال إشارات من الدماغ إلى البنكرياس. والتي بدورها جعلت البنكرياس في حالة جيدة.

ويقول "دانيال" بأن الأطباء على الأقل 80% مقتنعين بأنه قد شُفي تماماً من السكري النوع الأول ، وهذا الأمر لم يحدث من قبل.
من المتوقع نشر نتائج الأبحاث التي أقيمت على السيد "دانيال" الإسبوع المقبل ونأمل بأن تساعدنا في إيجاد علاجي شافي في المستقبل للنوع الأول من السكري.

الأحد، 2 يوليو 2017

تناول الفيتامينات للمصابين بالسكري Taking vitamins for diabetes


هناك كلام على أهمية بعض الأنواع من الفيتامينات للمصابين بالسكري في بعض الأبحاث، كفيتامين-د (Vitamin D)، وفيتامين-هـ (Vitamin E) وفيتامين-ج (Vitamin C) .. وغيرها (( إلا أن أبحاث أخرى لم تؤكد ذلك ))، والمنظمات العالمية المتخصصة في السكري، تؤكد على عدم الحاجة لتناول فيتامينات معينة للمصابين بالسكري. في الحالة العادية، أو "كـ روتين"، كـ "روتين" أي بدون وجود ما يدل على نقصانها.

ولكن الفيتامينات مهمة في حالة أن هناك نقص في إحداها.

ولكن يجب الإنتباه إلى النقاط التالية بخصوص الفيتامينات والمصابين بالسكري:


النقطة الأولى: بالنسبة للمرأة الحامل والمصابة بالسكري فإن أخذ قرص فيتامين الفوليت "Folic acid"  فإن أخذ فيتامين الفوليت بكمية 5 ملجم يومياً ثلاثة أشهر قبل الحمل وثلاثة أشهر بعد الحمل ثم تنقيص الجرعة إلى 1 ملجم يومياً وحتى إنتهاء فترة الحمل "للمصابات بالسكري" ... يُعتبر أمر مهم حيث وُجد أن نسبة ((بعض)) التشوهات الخلقية للجنين أقل لدى السيدات اللواتي تناولن "الفوليت" بالمقارنة إلى السيدات الحوامل اللواتي لم يتناولن هذا الفيتامين.

النقطة الثانية: بالرغم من أنه لا يوجد دلائل علمية قوية لإستخدام فيتامين-ب الثلاثي (Tri-B) إلا أن البعض من المصابين بالسكري وجدوا أن ذلك يساعدهم في حالة أن هناك إضطراب الأطراف العصبية الناجمة من السكري (Diabetic neuropathy) ، وفي الحقيقة فإنني أقوم بوصفة لمرضاي لإستعماله في وجود هذه المضاعفات.

ملاحظة مهمة: بالنسبة للمصابين بالسكري والذين يستخدمون في دواء الميتفورمين (الجلوكوفاج) فإنه من الضروري القيام بقياس قيمة فيتامين ب12 بالدم من حين لآخر، وبالأخص لو أن المصاب بالسكري لديه فقر دم أو إضطراب الأطراف العصبية الناجمة من السكري (Diabetic neuropathy) حيث أنه وُجد بأن إستخدام دواء الميتفورمين لمدة طويلة قد يُسبب في نقص فيتامين ب12 لمستخدميه.

النقطة الثالثة: من الأفضل عمل تحليل لقياس فيتامين-د (Vit-D) في حالة أن هناك إضطراب الأطراف العصبية الناجمة من السكري (Diabetic neuropathy) ، حيث أنه قد يكون هناك نقص به في بعض الحالات وعلاج نقصه مفيد جداً لعلاج أعراض إضطراب الأطراف العصبية الناجمة من السكري.

النقطة الرابعة: بخصوص فيتامين-د (Vit-D) أيضاً ، وهي أنه في حالة أن هناك مشاكل بالكلى وإضطراب في وظائف الكلى فقد ينقص هذا الفيتامين ووجب علاج نقصه في هذه الحالة. مع ملاحظة أن هناك الكثير من الأسباب في نقص فيتامين-د وليس بالضرورة أن ذلك يعني إضطراب في وظيفة الكلى.

المشاركات الشائعة

بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة