الثلاثاء، 13 مايو 2014

الأكتوس ( Actos ) يُعاني بسبب ألن " Allen " !


في الحقيقة من الأدوية الجيدة في علاج النوع الثاني من السكري هو أقراص الـ الأكتوس (Actos). وهو دواء ما زال يُستخدم في علاج النوع الثاني من السكري لعدد لا بأس به من المصابين بالسكري وخاصةً في أمريكيا. ولكن مشكلة أنه قد يزيد من نسبة حدوث "سرطان المثانة" تلاحقه منذ عدة سنوات. وتضاربت الأبحاث بهذا الشأن ولكن في الآخر كان هناك نتائج بحث مهم أكدت بأن الأكتوس آمن من هذه الناحية.

ولكن بالطبع في بلاد مثل أمريكيا حيث المحاميين (وكالعادة بالطبع لديهم علم ومعلومات بما يدور في الوسط الطبي حول عنصر الآمان للأدوية  ) فإنهم متربصين وينتظروا في كل من يستعمل في هذا الدواء وأُصيب بسرطان المثانة أن يرفع قضية في الشركة المصنعة لهذا الدواء وهي شركة تاكيدا (Takeda) وذلك للحصول على تعويض "له معنى" من الشركة.

وبالفعل كان هناك العديد من القضايا ضد هذا الدواء (وغيره من الأدوية) ولكن الشركة المصنعة للدواء نجحت في الدفاع عن "دوائها" إلى أن أتى (( ألن "Allen")). فمن هو ألن؟

ألن أصيب بسرطان المثانة وهو يستعمل في الأكتوس. فهل سيكون ألن مثل الذي سبقوه ويخسر القضية؟

أستطاع محامي ألن "Allen" أن يكسب القضية هذه المرة وتحصل ألن "Allen" على 1.5 مليون دولار تعويض لإصابته "بسرطان المثانة" ليس لأنه أتبث بأن الأكتوس يسبب في السرطان ..... (هذه نقطة مهمة أرجو الإنتباه) ..... ولكن السبب هو أن الشركة لم تستطيع أن تدافع عن نفسها عن حقيقة أنها دمرت الآلاف من الوثائق المتعلقة بالمخاطر الصحية المرتبطة بإستخدام الأكتوس (Atos) سنوات عديدة قبل أن يظهر التحذير من أن الدواء ربما يزيد من إحتمالية الإصابة بـ "سرطان المثانة".

في الحقيقة عملية عنصر الآمان في الأبحاث الطبية للأدوية معقدة جداً ، ونظراً لكثرة التكاليف المالية للأبحاث فإن الشركة المصنعة للدواء يُسمح لها أن تكون راعية الأبحاث وملزمة بالصرف على الأبحاث (وهذا أمر واقع) ولكنها ملزمة بعدم كتمان المعلومات.

وهذا الأمر (أي رعايتها للأبحاث) قد يُساعد إدارة الشركة على أن "تموه" المراقبين للبحث وذلك بتزويدهم بأبحاث كان أداء "دوائها جيد" وتكتم عنهم أبحاث أخرى كان أداء "دوائها ليس جيداً كما كان متوقع له"، وهذه نقطة حساسة جداً ولو تبث أن الشركة تقوم بذلك فإنها ستصبح في موقف لا يُحسد عليه. وهذا ما حدث لشركة تاكيدا (Takeda) هذه المرة. كما حدث لشركة جلاسكوسمثكلاين (GSK) في المرة السابقة مع دوائها الأفانديا (Avandia) وهو يُعتبر من نفس عائلة دواء الأكتوس.

الخبر السيء للشركة ليس فوز ألن (Allen) بالــ 1.5 مليون دولار ، بل أن الشركة قد تم تغريمها 6 مليار دولار. "بالمليارات" وقد تم تغريم شريكها وهو شركة إليللي "Elli-lily" ثلاثة مليار دولار وذلك للتستر على شريكها شركة تاكيدا (Takeda).

ملاحظة: بدأ إستخدام دواء الأكتوس سنة 1999 وقد جمع من مبيعاته ما لا يقل عن 16 مليار دولار.

ولكن أعتقد أن الخبر السيء الحقيقي هو "فقدان ثقة المصاب بالسكري نفسه في هذا الدواء" وأنصح كل شخص يستخدم في هذا الدواء أن يستمر بأخذه لأن ما حدث في هذه القضية ليس تأكيد على أن الأكتوس يُسبب في "سرطان المثانة" كما أن حدوث "سرطان المثانة" نادر جداً بسبب الأكتوس حتى لو تُبث بأنه له دور في ذلك. فعلى المصاب بالسكري أن يتحدث مع طبيبه المعالج لمناقشة هذا الأمر.

ملاحظة: تم نشر هذا الخبر في الموقع الإخباري للسكري (Diabetes.co.uk) بتاريخ 8-4- 2014

المشاركات الشائعة

بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة