الجمعة، 6 سبتمبر 2013

هل لمرض السكري تأثير على الكبد ؟ و كيف يمكن حماية الكبد من السكري ؟ Liver and diabetes


في الحقيقة مرض السكري يؤثر على كل خلايا الجسم ، وتظهر أعراض الإصابة للخلايا في أعضاء مهمة مثل الأوعية الدموية وشبكية العين والكلى والأعصاب وهذه الإصابة تسبب في مضاعفات مرض السكري المهمة. ولكن السكري أيضاً يصيب أعضاء أخرى مهمة مثل المعدة، والعظام، والكبد ...إلخ.، ولا يكاد يكون هناك عضو في الجسم إلاّ وهو عـُرضة للإصابة بمضاعفات السكري. الخبر المفرح والسّار بهذا الخصوص هو أن الأبحاث العلمية أكدت بأنه من الممكن التعايش بسلام مع مرض السكري في حالة الإهتمام بعلاجه وتحقيق أهم ثلاث أهداف ألا وهي، الهدف الأول هو تحقيق تحليل تراكمي لسكر الدم لإقل من 7% (هذا بصفة عامة)، والهدف الثاني الحرص على أن يكون ضغط دمك أقل من 140/80 مم زئبق، والهدف الثالث هو أن يكون الكوليسترول السيء (LDL-C) أقل من 100 ملجم/ديسيليتر. ففي حال تحقيقك لهذه الأهداف الثلاثة فإن الأبحاث الطبية أوضحت بأن مضاعفات السكري المزمنة تقل وبنسب إحصائية هامة، والخبر المفرح الآخر هو أنك تستطيع أن تهتم بأمور علاج السكري بمفردك إذا أكتسبت المهارات الأساسية للتعامل مع مرض السكري.
لنتحدث عن الكبد الآن، مرض السكري يعجلك عُرضة أكثر للإصابة بما يُعرف "بزيادة الدهون بالكبد الغير كحولية (NASH)" أي أن الزيادة في الدهون بالكبد ليست بسبب تناول الكحوليات. هذه الحالة تحدث (على الأقل لنصف) عدد المصابين بالسكري النوع الثاني، (وقريباً من نصف) عدد المصابين بالنوع الأول من السكري، هناك العديد من العوامل التي تزيد من إحتمال حدوث هذه الحالة وهي السمنة، وزيادة الكوليسترول بالدم وزيادة ضغط الدم.
الحقيقة أن "زيادة الدهون بالكبد الغير كحولية" لا تسبب أية أعراض. ولكن أهميتها تكمن في إضطراب وظائف الكبد (زيادة إنزيمات الكبد بالدم) وقد وُجد بالدراسات العلمية أن هذه الحالة ضارة على الكبد (( على المدى البعيد )) حيث أنها قد تجعل المصاب بالسكري أكثر عُرضة لتليف الكبد أو الأورام بالكبد. وكذلك أكثر عُرضة لأمراض القلب.
كيف يحمي المصاب بالسكري نفسه من "زيادة الدهون بالكبد الغير كحولية" وطرق علاجها؟ الحقيقة أنه لا يوجد هناك علاج محدد لهذه الحالة ولكن بالإمكان السيطرة عليها وذلك بالتحكم في العوامل المؤدية إليها والتي تساعد في حدوثها مثل:-
1- التعاون مع الفريق الطبي المعالج وذلك للتحكم الجيد لسكر الدم. وذلك بتحقيق تحليل تراكمي أقل من 7% (هذا بصفة عامة).
2- المحافظة على الوزن المثالي للجسم ، وإذا كان المصاب بالسكري مصاب بالسمنة أيضاً فوجب تنقيص الوزن للجسم.
3- يجب العمل على المحافظة على ضغط الدم ضمن القيم المقترحة (أي أقل من 140/80 مم زئبق) وعلاجه في حالة إرتفاعه.
4- المحافظة على مستويات طبيعية للكوليسترول وللدهون الثلاثية والكوليسترول السيء حسب القيم المقترحة، فالكوليسترول السيء (LDL-C) يجب أن يكون أقل من 100 ملجم/ديسيليتر.
5- الإمتناع عن تناول الكحوليات.
6- من الأنسب أن يضيف الطبيب المعالج دواء الميتفورمين (الجلوكوفاج) للمصابين بهذه الحالة في حالة عدم وجود ما يمنع من إستخدام الميتفورمين (الجلوكوفاج).
في حالة وجود إضطراب بإنزيمات الكبد (وظائف الكبد) فقد يطلب منك الطبيب عمل صورة الموجات فوق الصوتية للكبد، وتحليل الدم لمعرفة وظائف الكبد من وقت لآخر. وذلك من أجل متابعة هذه الحالة.

المشاركات الشائعة

بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة