الاثنين، 26 نوفمبر 2012

--( "الدرس – 1" في علاج النوع الثاني من السكري Diabetic Disease Type 2 ! )



كما هو معلوم فإن هناك عدة أسباب تساعد على زيادة نسبة الإصابة بالنوع الثاني من السكري مثل السمنة ، ووجود تاريخ أسري كبير في العائلة كأصابة "الآب، أو الأم، أو الأخ، أو الأخت"، وإرتفاع ضغط الدم ..إلخ. وقد ذكرنا في عدة مناسبات أن تغيير نمط الحياة "بممارسة الرياضة والأكل الصحي وتنقيص الوزن" يُعتبر أهم خطوة علاجية للمصابين بالسكري. وتحدثنا كثيراً 

عن الأهداف التي ينبغي على المصابين بالسكري تحقيقها وهي أن يكون التحليل التراكمي أقل من 7% وأن يكون ضغط الدم أقل من 130/80 وأن يكون الكوليسترول السيء أقل من 100 ملجم/ديسيليتر.
وقد أوضحنا كذلك أن هناك عدة مفاهيم علاجية يجب على المصاب بالسكري الإهتمام بها. مثل مفهوم العلاج الذاتي "وهو الإعتماد عن النفس" في علاج السكري وأن يكون المريض ضمن الفريق الطبي المعالج، ويهتم بتثقيف نفسه بكل ما يتعلق بالسكري لأن مرض السكري مرض مزمن وهو مع المريض في جمعيع أوقاته وهناك عدة واجبات مهمة يجب على المريض نفسه القيام بها. وسيكون دور الطبيب المعالج ودور الفريق الطبي هو التوجيه فقط.
وهناك مفهوم مهم آخر يجب على المصاب بالسكري تذكره وهو مفهوم العلاج بالنظام الإستباقي. أي يجب أن يحرص المصاب بالسكري على الوقاية من مضاعفات السكري بدلاً من إنتظار حدوثها ثم العمل على علاجها، فمثلاً يجب على المريض الإهتمام بقدمية وتعلم كيفية الحفاظ على صحة قدمية وذلك بتنظيفهما يومياً وتجفيفهما ولبس حداء مناسب وعلاج أية مشاكل بها من البداية والمتابعة المستمرة مع طبيبه للتأكد من سلامة قدميه. فهذا أفضل من أن يهمل المصاب بالسكري قدمية الأمر الذي يؤدي إلى ربما تقرحات مصحوبة بإلتهابات وقد تتطور تلك الإلتهابات والتقرحات وتؤدي إلى بتر القدم أو ما شابه "حفط الله الجميع".
عندما يتم تشخيصك بالنوع الثاني من السكري فإن الطبيب سيحاول أن يقوم بعلاج السكري ومتابعتك بحيث تتفادى حدوث جميع مضاعفات السكري مع العلم "وللأسف لا يوجد علاج شافي" ولكن العلاجات المتاحة حالياً هي للتحكم في إرتفاع سكر الدم ، وللتأكد من أن ضغط الدم والدهون بالدم في حالة جيدة وإلاَ فسيقوم بعلاجهما أيضاً. ثم التأكد من صحتك العامة وبالأخص سلامة الجهاز الدوري والقلب، وينصحك بعدة أمور في العلاج.
سنبدأ في هذه الدروس بالتركيز على كيفية علاج إرتفاع سكر الدم للمصابين بالسكري النوع الثاني. حيث أن هناك العديد من الخيارات الدوائية أصبحت متاحة للإستعمال في علاج النوع الثاني من السكري، ولكل دواء طريقته في تنقيص السكر في الدم ، ولكل دواء ميزات وبعض العيوب ، ولكل دواء ثمنه الخاص به، فوجب في هذه الحالة أن يقرر الطبيب ما هو الدواء المناسب؟ لكل مريض آخذاً في الإعتبار طبيبعة المصاب بالسكري نفسه (صحته العامة، درجة ثقافته بأمور السكري، حالته المادية..إلخ) ، وأود أن أنوه هنا إلى أن هناك أمر مهم أيضاً وهو يخص علاج كل الأمراض المزمنة الغير معدية وهي الإهتمام برأي المريض وإحترامه في بعض القرارات المتعلقة بعلاجه ، وذلك بعد أن يقوم الطبيب بتوضيح جميع ما يلزم المريض من معلومات لكي يتسنى للمريض أن يأخذ القرار الذي يناسبه. فمثلاً ربما لا يستطيع المريض الإلتزام بالحمية وممارسة الرياضة، ويمتنع على سماع نصحيتك. فوجب على الطبيب أن يتعامل معه بحيث لا يبديء الطبيب إنزعاجه من هذا التصرف للمريض ولا يحاول أن يضغط أو ينهر المريض على عدم إتباعه لنظام أكل صحي أو ممارسة للرياضة، ومثال آخر ربما الطبيب يقرر أن يكون التحليل التراكمي أقل من 7% وبعد أن يحاول المريض الوصول بقيمة التحليل التراكمي لأقل من 7% فإنه يجد نفسه لا يتحمل أعباء علاج السكري مثل القياس الذاتي لسكر الدم ، المداومة على تغيير نمط الحياة، الإنتظام في العلاج. فيأتي ويقول للطبيب أنا لا أريد أن يكون التحليل أقل من 7% فإنني أرغب في أن يكون التحليل التراكمي بين 7.5 و 8% "مثلاً" ، ففي هذه الحالة يجب على الطبيب وبعد أن يوضح للمريض أهمية الحصول على تحليل تراكمي أقل من 7% أن يحترم الطبيب رأي المريض ويتنازل عن القيمة لأقل من 7% ويسعى لأن يكون التحليل التراكمي بين 7.5 و 8% ، وهكذا ، فهذا المفهوم وهو الجلوس مع المريض ومناقشة تفاصيل علاجه وُجد بالأبحاث أنها تؤدي إلى نتائج أفضل من لو يكون الطبيب هو الوحيد الذي يُقرر والمريض عليه التنفيذ ، بل يجب قبل أن يكون المريض له رأي في كيفية السيطرة على السكري ....... يتبع.

المشاركات الشائعة

بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة