الخميس، 27 سبتمبر 2012

--( التسويف + مرض السكري = أسوأ خَـلطة ! )


التسويف (أي سوف أقوم بفعل كذا وسوف أقوم بمراقبة كذا وسوف .. وسوف)، فالتسويف أسوأ عادة من الممكن أن تكون لدى المصاب بالسكري ووجب التخلص منها. والتسويف المقصود به في هذه المقالة التسويف المتعلق بعلاج مرض السكري.
فالمصاب بالسكري يعرف أن هناك العديد من الأشياء عليه القيام بها ولكنه لا يقوم بها، فهناك البحث عن المعلومات المتعلقة بمرض السكري، وهناك عملية
 قياس سكر الدم، وهناك ممارسة الرياضة، وهناك تدوين القرآءات لقياسات السكر في الدم في مفكرة خاصة، وهناك الإهتمام وتنظيف القدمين والكشف عليهما، وهناك زيارة الطبيب في الموعد المحدد (طبيب السكري،طبيب العيون، طبيب الأسنان)... والقائمة تطول. ولكن هل التسويف ضار بصحة المصاب بالسكري. بالطبع ضار. فالتحكم الجيد لسكر الدم كلما تحقق سريعاً وأستمر المصاب بالسكري في تحكمه للسكر كلما كانت الفائدة أكثر. حتى أن بعض الأبحاث قد أوضحت بأن الفائدة من التحكم الجيد في سكر الدم (بعد مرور سنوات من عدم التحكم الجيد) تكون أقل بكثير من التحكم الجيد منذ البداية (ظاهرة عدم نسيان الزيادة).
ملاحظة: سنتطرق لمفهوم (ظاهرة عدم نسيان الزيادة) في مقالة أخرى.
على أية حال هناك بعض الأسباب للتسويف وكيفية التغلب عليها، كما ذُكرت في بعض المصادر، وهذه أسباب التسويف بصفة عامة ولكنها تنطبق أيضاً على التسويف في علاج مرض السكري مثل:-
1- ((الخوف)) هل حدث وأن خفت من زيارة طبيبك لأنك تعرف أنك لست متحكم في سكر دمك بطريقة مُـرضية وجيدة ولا تريد أن تعرف التحليل التراكمي لسكر دمك حيث أنك تتوقع أن يكون مرتفعاً؟ بل ربما تكون هناك بعض الأعراض المؤشرة على حدوث مضاعفات مرض السكري (مثل التنميل بالأطراف)، ولا تريد زيارة طبيبك حيث أنك تود أن تهملها وتتناساها.
2- ((التردد)) قد تكون هناك عدة أمور تدور في ذهنك وأنت متردد في إتباع ما يفيدك، فهل تريد أن تبدأ في حُقن الإنسيولين أم ليس بعد؟ هل تريد أن تثقف نفسك أم ليس بعد، هل ستبدأ ممارسة الرياضة أم ليس بعد؟ .. وهكذا. بل يجب عقد العزم والمضي لتنفيد ما قررته وفيه فائدة لك.
3- ((الكمال)) هل أخبرت نفسك بأنك لن تذهب لزيارة طبيبك إلاّ عندما تكون قد تمكنت من التحكم الجيد لسكر الدم؟ حتى تنال رضاه عنك. ففي هذه الحالة ستنتظر وقت طويل جداً لزيارة طبيبك، بل ربما لن تذهب إليه أبداً. ولكن مهما كان تحكمك في سكر دمك فزيارة طبيبك في موعده ضرورية جداً، حيث أن من واجبات طبيبك أن يساعدك للتغلب على عدم مقدرتك في التحكم الجيد لسكر الدم.
4- ((الغضب)) التأخير والتسويف عن فعل الواجبات التي يُقال لك عليك القيام بها قد يكون نوع من أنواع الغضب، لأنك لا ترغب في أن يُقال لك أفعل ولا تفعل، ولكن لا تنسى أن الذي ينصحك هو ينصحك من أجل صحتك أنت لا صحته هو. والأمر متروك لك.
5- ((الكسل)) البعض من المصابين بالسكري يرى أن مرض السكري عبء عليه ومتعب. ويتمنى أن لا يكون مصاب بالسكري مثله مثل الآخرين، ويعتقد بأن ترك علاج السكري ليوم أو إثنين قد لا يضره، وتركه لقياس سكر الدم قد لا يضره. ويتكاسل عن واجباته أزاء مرض السكري، ولكن هذا الكسل فيه مضرة وأعتقاد خاطىء.
ربما يكون هناك أسباب أخرى "للتسويف" ولكن نكتفي بهذه الأسباب.
فإذا وجدت نفسك مصاب "بالتسويف" في العمل والحرص على التحكم في سكر دمك، ففكّر ما هو السبب في هذا التسويف؟، وإذا كان بسب إحدى الأسباب المذكورة أعلاه فأفعل شيء حيال ذلك فالسكري مع التسويف خَلطة سيئة. والتسويف سيقتل وقت كثير. والسكري لا يتحمل مضيعة الوقت. فأهم عامل لحدوث المضاعفات الشرسة لمرض السكري هو "المدة الزمنية" لإهمال المرض. فكلما زادت المدة الزمنية لعدم التحكم في السكري كلما زادت المضاعفات المزمنة للسكري.
 لا بد من عمل التحليل التركمي لسكر الدم "HbA1c" كل ستة اشهر

المشاركات الشائعة

بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة